علي كريم الشمري ||
بينما ينشغل أحرار العالم ومحور المقاومة والحكومة العراقية في دعم الشعب الفلسطيني وصموده أمام آلة القتل الصهيونية والسعي الجاد والحقيقي لفك الحصار الظالم عن سكان غزة، انبرى مسعود بارزاني إلى تنفيذ مخطط مكشوف الأهداف والغايات، حيث أطلق العنان لمليشياته لاستهداف مقرات الجيش العراقي في مخمور، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الجنود، بارزاني الذي لم يكلف نفسه بموقف واحد لشجب العدوان الصهيوني على الفلسطينيين وإزهاق أرواح آلاف المدنيين الأبرياء جلهم من الأطفال والنساء، بينما يعم التعاطف الشعبي والرسمي جميع أنحاء المعمورة رفضا للإبادة الجماعية والجرائم الصهيونية الممنهجة بحق أصحاب الأرض والقضية، وبعد يوم واحد من كلمة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المدوية والتي حفرت حروفها جدران التاريخ الصماء إزاء فلسطين وقضيتها العادلة ورفض كل محاولات تذويب هذا الحق الأزلي وفضح محاولات المطبعين والمتخاذلين، حيث لاقت الكلمة صدى عالميا وحظيت باهتمام داخلي وخارجي واسع ماعدا المتصهينين لأنها الأشجع في معركة الحق ضد الباطل، استشاط بارزاني غضبا بسبب تقهقر القوة المزعومة لأسياده الصهاينة والاميركان امام شجاعة وبسالة المقاومة الفلسطينية وصب جام غضبه بغدر مجموعة من الجنود المرابطين في ثكنة عسكرية رسمية للذود عن الوطن وحماية شعبه، في محاولة يائسة لفتح جبهة تهدف الى تخفيف وطأة الضربات الصاروخية الموجعة التي اربكت حسابات الكيان وداعميه، فضلا عن ضربات المقاومة العراقية الحيدرية التي دكت قواعد الاحتلال الاميركي والتي اجبرت بايدن الخرف على التراجع عن مواقفه في الايام الاولى لعملية طوفان الاقصى واخضعته واوصلت له رسالة قاسية بأن فلسطين ليست وحدها وان جميع الاحرار والشجعان معها، مسعود يعرف يقينا بأن قوته من قوة العدو الصهيوني وان اي ضعف يمر به هذا الكيان المسخ سيجعله نسيا منسيا ويسحق غطرسته ويجعله صاغرا امام اصحاب الارادة الحرة الرافضة للذل والهوان والاحتلال في كل مكان وزمان.
ويبدو أن مسعود خير خلف لأسوأ سلف، حيث ذبح مصطفى بارزاني كبشا كبيرا بمناسبة نكبة حزيران ٦٧ وكسب الصهاينة الحرب حينها بسبب الخيانة والخذلان ولكن التاريخ اليوم لا يعيد نفسه بهمة الرجال الشجعان أصحاب العقيدة والكرامة الذي يتصدون للمطبعين والخونة بكل حزم واقتدار حيث انتهى زمن النكسات والخيبات.
https://telegram.me/buratha