المقالات

المحسن ( ع ) شاهد على سلب الامامة

1402 18:04:00 2008-06-17

بقلم : سامي جواد كاظم

بالاضافة الى الالتزام بالتشريعات الالهية والقوانين الوضعية بالنسبة للحاكم او القاضي عندما يبت في قضية رفعت اليه بين طرفين متخاصمين فانه لابد من استخدام اساليب اخرى ذكية تؤدي الى اظهار الحق عندما تستعصي القضية امامه مع عدم وجود ولو ثغرة فيها حتى يستطيع القاضي ان ينفذ منها ويفرز الحق عن الباطل .

واول من استخدم هذا الاسلوب في الحكم بقضية مجهولة المعالم هو امام البررة وسيد الوصيين والمتقين الامام علي عليه السلام عندما عرضت على عمر قضية تازرت بعض النسوة فيما بينهن لاتهام امة بالزنا حيث قمن تلكم النسوة بفض غشاء البكارة لهذه الامة وتلطيخ ثوبها بزلال البيض حتى يكون اثر للسائل المنوي عليها وتثبت الجريمة بحقها ، ومن الطبيعي بعد عجز عمر عن البت بهكذا قضية فكان لها الامام علي عليه السلام ولما لاحظ الامام (ع) ان شهادة النساء متطابقة عندها عمد الى التفريق بينهن وامر من حوله ان يكبروا بعد كل اجابة تقولها الشاهدة وبالفعل عندما سال الامام علي (ع) الشاهدة الاولى عن شهادتها فانها اصرت على ان الامة زنت فكبر الحاضرون امتثالا لامر الامام (ع) فعندما سمعن بقية الشهود اعتقدن انها اقرت بالحقيقة فعند استدعاء الثانية ورات الامام علي (ع) جالس وبيده سيفه سالها هل ستشهدين كما شهدت الاولى قالت نعم وقالت الحقيقة بما قمن به فكبر الحاضرون وعند استدعاء الثالثة فقالت كما قالت الثانية وعندها استطاع الامام (ع) بهذه الطريقة استكشاف الحقيقة .اذن اذا تضاربت اقوال الشهود هو دليل على صدق المدعي عليهم .

قضية السقط الشهيد المحسن ابن السيدة الزكية الطاهرة الزهراء عليها السلام هي من هذا النوع في اثبات احقية اهل الكساء عليهم السلام في هذه القضية .الشهود من المصادر السنية والتي تؤدي بالتالي الى التضارب بالاقول وهذا ينتج عنه صحة دعوى اهل الكساء على من اعتدى عليهم وبعض اهم المصادر السنية هذه هي :

1- مسند احمد بن حنبل ( المتوفي 241هـ ) ج1 ص 98 ـ 1182- انساب الاشراف لاحمد بن يحيى البلاذري ( المتوفي بين 274 ـ 279 هـ ) ج2 ص1893- الذرية الطاهرة محمد بن احمد الانصاري ( المتوفي 310هـ ) ص92 ، 93 الاحاديث رقم 81 ، 91 4- تاريخ الطبري ( المتوفي 310هـ ) ج5 ص 1535 ـ المعجم الكبير لسليمان بن احمد الطبراني ( 360هـ)ج2 ص96 و 97

بالاضافة الى ستة عشر مصدر من مصادر السنة ومن اراد المزيد ليقرأ كتاب حوار مع فضل الله حول الزهراء عليها السلام تاليف السيد هاشم الهاشمي  هذا بالاضافة الى المصادر الاخرى التي تثبت مقتل المحسن (ع) ومنها الملل والنحل لمحمد بن عبد الكريم الشهرستاني (ج1 ص 59 ) حيث ذكر اسقاط المحسن عندما جاء القوم لحرق بيت فاطمة (ع) ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد (ج14 ص 192 ، 193 )، فرائد السمطين للجويني ( ج2 ص35 ) ، الوافي بالوفيات ج 2 ص 227 للصفدي عند ذكر إبراهيم بن سيار المعروف بالنظّام المتوفي سنة 231 هجرية قال: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت المُحسن من بطنها هذا وهنالك مصادر اخرى لايسعنا ذكرها في هذا المقال المختصر

في يوم المحشر الامر المتفق عليه لدى كل المسلمين ان الايدي والارجل والجوارح تنطق وتشهد على صاحبها يوم المحشر (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النور : 24] )فهل من المعقول ان المحسن سوف لا ينطق ولا يشهد ولا يروي ما تعرضت له امه وكيف سقط واستشهد ومن سلب الامامة ؟!!!

هنالك مثل شعبي معروف دائما نردده عندما نسمع متكلم يتحدث بكلام غير موزون وهذا المثل هو ( الكذب المصفط احسن من الصدق المخربط ) هذا المثل ينطبق على رواية قراتها في كتب التاريخ السنية تتعلق بمسالة اسقاط جنين الزهراء عليها السلام وهذه الرواية تقول ( عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : لما ولدت فاطمة الحسن جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : « أروني ابني ما سميتموه ؟ » قال : قلت : سميته حربا ، قال : « بل هو حسن » فلما ولدت الحسين جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « أروني ابني ما سميتموه ؟ » قال : قلت : سميته حربا ، فقال : « بل هو حسين » ثم لما ولدت الثالث جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « أروني ابني ما سميتموه ؟ » قلت : سميته حربا ، قال : « بل هو محسن » ثم قال : « إنما سميتهم باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر » (المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ج 11 ص85 ، والتلخيص على المستدرك للذهبي ج3 ص 165 ) .

يا اولي الالباب هل يعقل ان الامام علي عليه السلام يسمي ابنه (حرب ) والذي له دلالات سيئة واذا فرضنا جدلا صحة ذلك فهل يعقل ان الامام علي (ع) يكرر ذلك ثلاث مرات بالرغم من رفض رسول الله (ص) لهذا الاسم البغيض ؟ ، كما وان عملية اثبات ولادة المحسن في حياة الرسول هي اشبه بالاضحوكة الغاية منها نفي اسقاطه يوم تعرض دار فاطمة ( ع) لهجوم الاوغاد .

وهذا اسلوب يستخدمه السلفية محاولين اثبات عكس ما يذهب اليه الشيعة من سرد حقائق تاريخية ، والمثال على ذلك نجد ان بعض مصادر السنية التي تريد ان تثبت ان عمر لم يتقدم لخطبة فاطمة من رسول الله (ص) وان اجابة رسول الله غير صحيحة عندما قال ان فاطمة صغيرة حيث اختلقوا تاريخ ميلاد اكبر من عمرها عشر سنوات معتبرين انها كانت تستحق الزواج عندما تقدم عمر لطلبها من رسول الله على زعم الشيعة وعليه يدعون ان لا عمر تقدم لها ولا رسول الله (ص) ادعى صغرها ، هذا الحديث الذي يخص المحسن هو بعينه ينطبق عليه هذا الاسلوب ، وذلك بعد العجز من انكار وجود المحسن قاموا باختلاق تاريخ ولادة له لا يقبله لا العقل ولا المنطق ولا التاريخ .

واليكم هذه الرواية مع التعليق عليها التي تثبت مقتل جنين الزهراء (ع) (قال محمد بن أحمد بن حماد الكوفى الحافظ - بعد أن أرخ موته: كان مستقيم الامر عامة دهره، ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرته ورجل يقرأ عليه: إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن.

وهنا نكته ينبغي الالتفات إليها وهي أن الحافظ ابن حماد الكوفي ذكر أن ابن أبي دارم كان مستقيما عامه دهره وأنه أخذ يروي أحاديث المثالب في أواخر حياته ، ومع ملاحظه أن تاريخ وفاته كان سنه 357 هـ يعلم مدى تأثير أجواء القمع والارهاب في كتمان الحقائق . فابن أبى دارم عاصر في أواخر حياته عهد الدولة البويهية وبالتحديد زمن معز الدولة الذي فسح المجال للشيعة للإدلاء بآراءهم . ومثل هذا الجو سمح لابن أبى دارم بذكر حقيقة ما جرى على الزهراء سلام الله عليها في أواخر حياته ـ ميزان الأعتدال ج 1 ص139 للذهبي وسير أعلام النبلاء ج 15 ص 578 ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي الغيور
2008-06-18
قال تعالى (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) بلى والله يعرفون الزهراء ومكانتها عند الله وعند رسوله ولكن حليت الدنيا في اعينهم وراقهم زبرجها واستبدلوا غضب الله برضوانه فنعم الحكم الله ونعم الخصيم محمد (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)
ابو علي
2008-06-17
اول جريمة قتل اقترفها المنقلبون على الاعقاب بحق اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا حيث كان المقتول ظلما هو المحسن ... اخي الفاضل المصيبة ان بعض منتحلي الاسلام في هذا القرن ينسجون قصصا تنال منه وتستهزء بهذه المصيبة ..اتذكر احدهم قال لي يوما بعد ان ذكرت له شيئا عن الزهراء وكيف اعتدى عليها القوم قال انهم صحابة غير معصومين وقد يخطئون ..تصور ان الاعتداء على بنت الرسول الاعظم وسيدة نساء العالمين التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها ..امرا مبررا فيما لو وقع من بعض الارجاس .. الله اكبر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك