سلام جاسم الطائي ||
المتابع والمراقب لتطورات الاوضاع في غزة ومايتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان جبان يقابله هزيمة كبيرة وقاسية تكبدها الاحتلال وآلته العسكرية على يد المقاومة الاسلامية يجد ان موقف العراق وعلى جميع الاصعدة كان ولايزال وسيتمر هو الموقف العربي الاكثر وضوحاً وصدقاً فمن يتابع الزخم الشعبي الذي تقوم به الفعاليات الجماهيرية والطلابية على جميع المستويات يجد ان فلسطين في ضمير ووجدان هذا الشعب المقاوم والذي لم تستطع قوى الاستعمار والاحتلال من تغيير بنيته الوطنية والاسلامية واستمر متواصلا مع قضايا الامة المصيرية فتجد تصريحات الحكومة العراقية ورئيسها منسجمة وفاعلة مع تطلعات الشعب والامة حيث اكد ان العراق سيدفع باتجاه اعتماد آلية موحدة للدول العربية والإسلامية لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية والمالية إلى أهلنا في غزة.وكذلك مطالبة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للنظر بجدية إلى مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة. و رفض العراق أن تتحول القضية الفلسطينية، من قضية أرض وشعب إلى قضية نزوح ومساعدات إنسانية.
والتشديد على موقف العراق الواضح والثابت من الحق الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. اما على صعيد المقاومة الاسلامية وتشكيلاتها فقد كانت السباقة في بيان مواقفها الواضحة والصريحة والصادقه لنجدة اهل غزة والوقوف مع المقاومة الاسلامية الفلسطينية وتاكيدها على ضرورة ان تتوحد جميع هذه الفصائل وتنهي خلافاتها الجانبية وتضع نصب عينها مصلحة الشعب الفلسطيني وطرد قولات الاحتلال الصهيوني وتحرير القدس الشريف من دنسهم فكانت بحق مواقف تقشعر لها الابدان وتدمع لها العيون واما شعبنا العزيز فقد كان ولايزال وسيبقى الساند والمعزز لكل موقف وطني وإسلامي يقف مع قضايا الامة ويدعمها وما الوقفات والتظاهرات المستمرة في مختلف محافظات البلاد وحملات التبرع بالدم والمال الا دليل على حيوية العراق ودورة المحوري في المنطقة
لتأتي المرجعية الدينية وتعطي زخما جديدا لمواقف ابناء الوطن وقوى المقاومة وتعلن تعطليها للدروس الحوزوية احتجاجًا وتضامننا ً مع ضحايا العدوان الصهيوني على المدنيين الابرياء واستهداف المستشفيات والمراكز الطبية
أن قدرة الكيان الصهيوني على الاستمرار في المنطقة، لن تمتد إلى ما لا نهاية، ولن تتمكن امريكا ولا أي قوة على وجه الأرض توفير الحماية لها إلى الأبد، لا سيما أن امريكا تستعد لصراع مع الصين، وتمول صراعاً في أوكرانيا.
ان ما نراه اليوم من وحشية واستهانة بالدم العربي الفلسطيني قد يمتد بشكل من الأشكال إلى مناطق أخرى من العالم وبحجج واهية تصنعها امريكا واذنابها وهذا هو الخطر العظيم الذي يهددنا جميعاً. فالذئاب المنفردة في جميع أنحاء العالم قادرة على أن تجعل من الحياة في أي مكان على وجه البسيطة مأساة مستمرة، وقلقاً مستداماً.كما ان الفكرة اليهودية الحمقاء بشأن تهجير سكان غزة إلى صحراء سيناء، والتي يعترف بها مسؤولو الكيان الصهيوني جهاراً نهاراً، في محاولة لتصفية حركة "حماس"، ليست أكثر من سذاجة وبلاهة سياسية وعجز عن قراءة التاريخ إن القضاء على المقاومة المسلحة أيا كان موقعها يتعلق بالبحث عن جوهر هذة المقاومة و متبنياتها ومشروعيتها وقضيتها
إن تصفية القضية الفلسطينية سواء من خلال "صفقة القرن" او صفقات السلام الأحادية مع بعض الدول العربية، أو من خلال تهجير سكان غزة إلى سيناء، لن يحل القضية الفلسطينية، والحل الوحيد القادر على استهداف هذه الأزمة في جوهرها هو بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
https://telegram.me/buratha