ماجد الشويلي ||
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
مع بواكير سقوط النظام البائد هرعت أغلب منظمات المجتمع المدني المدعومة من الدول الغربية الى إقامة دورات تدريسية لمادة (التنمية البشرية)
وكان من ابرز ما تؤكد عليه تلك الدورات
هو اشعار المتلقين بانهم (قادة ) رغم حداثة سنهم.
تحت يافطة صناعة القادة.
وبمجرد أن تلقيت تلك الدورة وكانت على مستوى عال من الأهمية وبإشراف احد قادة العملية السياسية الكبار
ازددت ريبة من الامر ولم تطمئن له نفسي أبداً .
لانني وببساطة شديدة كنت أرى في تلك المفاهيم مخالفات منهجية صارخة للقرآن .
لكن كان من الصعب علي أثبات حقيقة مخاوفي تلك.
الى أن هداني الله لمقطع قصير للشهيد المهندس (رض)
كان يتحدث فيه عن الفارق بين المنهجية الحزبية ومنهجية الامام الخميني(رض)
حيث يقول؛
((كنا في الحزب نشعر أننا قادة
لكن حين جاء الخميني تعلمنا
أن نكون خداما للناس))
لقد تركت لنا دروس التنمية البشرية
شطرا من جيل صعب المراس والانقياد للحق،
مفرط بالطموح ، يشعر بالفوقية والتعالي على غيره، متحفز لاحتقار كل القادة ويشعر بتفوقه عليهم.
ثم وجد الطريق معبدة أمامه، والابواب مشرعة قانونيا للدخول في المنافسة السياسية على أعلى المستويات، بمجرد أن يؤلف له مجموعة ويسجلها بدائرة الاحزاب والتنظيمات السياسية التابعة للمفوضية العليا للانتخابات هذا إن لم تتلاقفه بعض الاجندات المخابراتية !!
ناهيك عما تركته تلك المفاهيم المسرطنة من آثار نفسية في المجتمع.
إذ أصبح من الصعب على الشاب الذي أُغرقت قريحته بنشوة الشعور بزهو القيادة، أن يلين عريكته وينصاع للعمل في مجالات يرى أنها تحط من قدره وشأنيته.
بل بات كثير منهم ينظر بنظرة دونية لمسؤوله في العمل .
ماتسبب باجواء مشحونة في الاروقة الوظيفية.
لذا اعتقد بضرورة أن تلتفت المؤسسات الدينية والتربوية وحتى الحزبية العقائدية لضرورة أسلمة مفاهيم دروس التنمية البشرية واختيار المدرسين لها من ذوي الكفاءة والسلامة الفكرية والعقائدية . أو منعها من الاساس
https://telegram.me/buratha