جبارعبدالزهرة
قال الإمام علي (ع) ( الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين )
الصهاينة العرب هم اصحاب النوايا المغرضة من دول خليجية وعربية يتضامنون مع اسرائيل حتى عبر الحسابات على مواقع التواصل الإجتماعي وهدفهم هو تشويه صورة المقاومة الفلسطينية دعما لإسرائيل وتضامنا معها ويستغلون أي صورة او كلام يصدر عن المقاومة ينزعون منه الحقيقة ويصوغونه صياغة تتوافق مع الأهداف الإسرائيلية ويجري هذا في الدول المطبعة مع اسرائيل وكذلك يحرِّفون الأخبار ويزيِّفون الحقائق في اطار الدعم المعنوي والنفسي للمحتل الصهيوني 0
ومن جهة اخرى هناك دول عربية مطبعة ادانت عملية طوفان الأقصى ومنها الإمارات التي وصفت الهجمات التي نفذتها حركة حماس على الكيان المحتل بأنها تشكل (تصعيدا خطيرا وجسيما) 0
ولكن هناك دول عربية مثل الجزائر رفضت الإحتلال الصهيوني وطالبت بإنشاء دولة مستقلة للفلسطينيين عاصمتها القدس ، كما حمل امين عام الجامعة العربية ابو الغيط العدو الصهيوني مسؤولية ما يجري من احداث مأساوية ومؤلمة 0
غير ان بعض الدول العربية ناشدت العالم بالقوف الى جانب اسرائيل رغم أنّ العملية العسكرية (طوفان الأقصى) هي رد طبيعي من قبل الفلسطينيين الذين يبدو لي انهم وطنوا أنفسهم على الشهادة ، ليس لهم خيار غيرها وذلك رداً على جرائم القتل وهدم الدور والقصف بالطائرات والمدفعية وعمليات الإغتيالات التي تمارسها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني 0
وهذه الحالة أي مواجهة العدو الغاشم حتى الشهادة قد دعى إلي اللجوء إليها إلإمام علي عليه السلام إذا تمت محاصرة شخص او مجموعة من الناس من قبل العدو حصارا ليس لهم خيار للتخلص منه إلاّ بالمواجهة العسكرية حتى الموت فقال (ع) ينصح المظلومين الذين عدوهم اقوى منهم :- الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين ) 0
فحياة المذلة والعبودية والخنوع للقوي المتغطرس هي الموت الحقيقي للإنسان فما قيمة العيش دون ان يكون فيه للإنسان رأي مسموع او خصوصية يحترمها الآخر او مساحة من الحرية على تعبير في قبول الفرد ما يرغب وفي رفضه ما لا يعجبه 0
فالتحول من هذه الحياة البائسة المليئة بالشقاء والسير نحو ميدان الشهادة هو الأولى في سلم الكرامة والحرية الحقيقية والأنعتاق نحو آفاق الحياة دون قيد اوشرط من الغير ، فقد قرأت عن احد الفلسطينيين قوله :- أنه قضى حياته من حرب الى حرب ، اليس الشهادة من اجل القيم والوطن هي اولى من هذه الحياة ؟؟!!
لذلك فإن الفلسطيني في تقديري الشخصي لم يعد خائفاً من اسرائيل ولا ممن يقف خلفها فقد صارت لدى الفلسطينيين كلهم جميعا قناعة عامة بان الفلسطيني (ميت ميت ) لا محالة اليوم او غدا فهو هدف دائم للعدوانية العنصرية الصهيونية المحتلة اذا كان رجلا او امراة او طفلا فالموت قادم اليه فلماذا يعيش بذل ومهانة؟؟ تحت رحمت عدو يضمر له الموت في كل لحظة ٍوهذا ما ينطبق عليه قول الإمام علي :- (الموت في حياتكم مقهورين) 0
ومن هنا لا مندوحة امام اهل فلسطين إلاّ بالمواجه العسكرية مع عدوهم حتى الشهادة وهي دعوة صريحة من الإمام في اختيارالشهادة على حياة الخضوع والعبودية وإلإستسلام فقال :- ( والحياة في موتكم قاهرين ) 0
وعليه فإنه ليس أمام الفلسطيني الحر صاحب الكرامة وعزة النفس إلاّ أن يختار طريق الشهادة لأن دولة (الابرتهايد) الصهيونية المحتلة لا تقوم ولا تستقيم لها الأمور الاَّ بابادة العناصر الأخرى التي تتواجد معها على نفس الأرض او التي لها اهداف تتقاطع مع اهداف فلسفة الفصل على اساس العرق او الدين او اللون فهي لا ترضى بالمنافس ولا بالمنازع 0
وعليه فالانسان صاحب الكرامة والعزة النفسية والذي لا يقبل ان يعطي الناس الأعداء بيده اعطاء الذليل ولا يقر لهم بالسلطة عليه اقرار العبيد كما كان في الأيام القروسطية ويرفض الإستسلام الذليل ، لا بد له من أن يسلك طريق الشهادة فهي اضافة الى أنَّها تحفظ له هيبته فهي تشكل في الوقت ذاته منارة اشعاع ثوري ينتقل من جيل الى جيل من اجل تحريك عوامل النهضة والكفاح في نفوس الشباب والرجال وحتى النساء اللواتي يحملن نزعة ثورية مثل الثائرة الجزائرية (جميلة بو حيرد ) وذلك دفاعا عن الحقوق وسعيا وراء استعادتها من المغتصب 0
فاسرائيل رغم الهزيمة الماحقة التي لحقت بها علي يد ابطال طوفان الأقصى فإنَّها لا تخفي مطامعها في ترحيل الفلسطينيين من غزة ، وبدأوا بتكثيف الغرات الجوية على غزة وفي الوقت ذاته باشروا بارسال توجيهات الى اهل غزة بالتوجه الى مصر تمهيدا لاسكانهم في سيناء وهذه محاولة من اسرائيل للاستثمار في عملية طوفان الأقصى لتحويل ولو جزء من الهزيمة المخزية لهم امام كتائب القسام على انه نصر حققته اسرائيل في الإستيلاء على غزة وترحيل اهلها 0
رغم عدم التكافؤ الميداني في القوة العسكرية واقولها صراحة لم يشهد التاريخ أن مقاتلا بقوته الضعيفة وإمكانياته المحدودة قد هزم عدوه الذي تعادل قوته العسكرية النظامية المتطورة اضعاف مضاعفة لقوته 0
ومهما كانت نتيجة الحرب في الحسم النهائي لصالح أيِّ واحد من الطرفين فهي تبقى بصورتها الهجومية المباغتة لبني صهيون تبقى نصرا مؤزرا يسجله التاريخ لأهل فلسطين عبر صفحاته المشرقة رغم عدم التكافؤ في القوة العسكرية ، فمن غير المألوف إنسان لا يملك سوى سلاحا خفيفا ينتصر على انسان آخر يملك اعتى الأسلحة واكثرها فتكا وتدميرا ومنها ما لا يقل عن (200رأس نووي) 0
فإن يعجب الإنسان فاليتعجب من هذه المفارقة وعلى الكليات العسكرية في العالم ان تاخذ بخطة التعبئة والسوق التي اعتمدتها كتائب القسام وتقوم بتدريسها لطلابها فهي خطة عسكرية محكمة وفائقة الدقة في التخطيط ثم في حركة التطبيق التعبوية والسوقية في ميدان المعركة0
0 وكذلك على اجهزة الأستخبارات العالمية ومنها جهاز المخابرات الأمريكي (cia) ان يدرس الخطة السرية وعناصر الكتمان بمختلف مكوناتها التي اعتمدتها كتائب القسام في تضليل هذه المخابرات والمخابرات الأسرائيلية الخارجية (السافاك) والدخلية (الساباك) وغيرها حتى ساعة الصفر في تنفيذ خطة الهجوم 0
فسحقا للمخابرات الأمريكية التي لم يسبق لها ان واجهت فشلا ذريعا كما واجهته على يدي عقول كتائب القسام الفلسطينية والتي استطاعت ان تمرغ راس هذه المخابرات في وحل الهزيمة الإستخبارية ولأول مرة في حياتها 0 فالمعروف على مستوى العالم ان المخابرات الأمريكية لا تغيب عنها على مستوى العالم لا شاردة ولا واردة 0
فعلى سبيل المثال لا تقاس الطائرات الشراعية الفلسطينية بطائرات سلاح الجو الصهيوني التي حولت غزة الى خراب لا مثيل له وكأنها اطلالا مهجورة ولكن اروع ما يقابلها من الجانب الحمساوي صمود اهل غزة ورفضهم التفاوض مع اسرائيل 0
فالشهادة الشهادة يا اهل غزة لا مفر لكم منها ولا تغادروا ارض غزة الى سيناء بل غادروها الى السماء عند ربكم واحفظوا عن الحسين بن علي (ع) قوله في إختياره للشهادة على الحياة الدنيوية الفانية :- (الموت اولى من العار) فلا تطمعوا بالحياة وتغادرون غزة وتسلمون ارض وطنكم الى عدوكم فتتحملون عاراً لا مثيل له امام الأجيال القادمة 0
https://telegram.me/buratha