مانع الزاملي ||
رغم التحشيد الاعلامي الموفق الذي رافق طوفان الاقصى ، لكنني لم اكتب شيئا رغم انني مؤمن بأحقية المقاومة وصواب منهجها واحقيته العقلية والشرعية ! وعندي مقدس كل من يقاوم الاحتلال تحت اي مسمى ، فالاحتلال لايبرر ولايهادن ولا يغير قبحه اطلاق اي تسمية عليه ! واردت ان اتريث لكي اتوقف عند موضوع لم يلتفت اليه اساتذتي الكتاب والمدونين ، ووجدت ان اكتب عن التبريرات التي يطلقها الانهزاميون في اوقات الجهاد وتقديم الانفس دفاعا عن الحق وابتدأ بالاعذار التي يسوقها اهل الايمان الناقص بقوله تعالى ( قالوا بيوتنا عورة وماهي بعورة ان يريدون الا فرارا) هؤلاء كانوا يحرضون اهل المدينة لترك الصفوف والعودة الى بيوتهم بحجة ان اقامتهم بالمرابطة والجهادلامحل له لان بيوتهم واهلهم معرضين للخطر ! وهي دعوة خبيثة تأتي من ثغرة الخوف على النساء والذراري ، هؤلاء لن يستحوا وهم يستأذنون النبي بالانصراف عن الدفاع بحجة ان بيوتنا عورة ! حيث جعلوا اهلهم وبيوتهم اعز عليهم من الرسول ومن الدفاع عن الحق ، وفي موضع آخر يحدثنا الحق عنهم عذرهم الذي لايستند لمنطق عقلي وديني وهو (الذين قالوا لأخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ماقتلوا قل فأدرءوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين) يهربون من الجهاد خشية من الموت مع ان الموت حتما مقضيا في كل الاحوال ، والان نسمع كيف ترتفع اصوات المرجفون عند بداية طوفان الاقصى الذي زلزل عروش المتغطرسين في كل الدنيا بقولهم لو لا ان تقاوموا الاحتلال لما خسرنا ابناءنا واهلينا وبيوتنا ! وهذا العذر غير مبرر لان الاعداء لن يتركونا ان سكتنا والدليل منذ عقود لم يحاربهم احد فقاموا بقضم الارض وشيدوا المستوطنات وقتلوا الابرياء ، فالسكوت عن مقاومة العدو لن يجعل منه صديقا وديعا مسالما ! واغرب ما سمعناه من المنافقين والمطبعين ونحن في اوج حالات الانتصار وهزيمة الصهاينة هو قولهم ان الفتنة في غزة هي مؤامرة من حماس وايران بمهاجمة الصهاينة، وفي تبريرهم هذا يجعلون العدو صديقا والصديق عدوا ،يقولون ان الصواريخ والمسيرات مصدرها ايران ولولا ايران لما تم مهاجمة اسرائيل ، انظر كيف يحرفون الحقائق ويعادون المجاهدين ويدافعون عن المحتلين ولنا الحق ان نسالهم وعلى حكوماتهم ان تجيبنا ماذا قدمتم انتم ألم تغلقوا الابواب وبخلتم بالماء على اهل غزة كما فعل بني أمية مع سبط النبي الحسين الشهيد ! اين جامعتكم العربية لماذا لم تدين الاعتداء ،ونصيحتنا لهؤلاء استعيرها من واقعة كربلاء الخالدة حين يئس الامام زين العابدين عليه السلام من خير هؤلاء الذين يظهرون الايمان ويستبطنون النفاق قال لهم ( نصيحتي لكم ان تكونوا لا لنا ولاعلينا ) بمعنى اننا نطلب من المرجفين والمنافقين في هذه المرحلة ( ان يكرمونا بسكوتهم فقط) لاخير فيكم اذن دعونا نلتمس احدى الحسنيين ( اما النصر واما الشهادة) وهل يطلبوا نصرا دون شهداء وضحايا وهذا لم يعطه الله لانبياءه ورسله فهل تريدون قتالا كمبيوتريا كما ترونه على صفحات اللهو التي تلعبونها ، فأما ممات يغيض العدى واما حياة تسر الصديق ، وتعويلنا على اهلنا شعوبنا الاسلامية والعربية ودعمهم للمجاهدين وهم بعشرات الملايين هو التفويض لنا بأن نتصدى للعدو دون ان ننتظر الادانات الفارغة التافهة ! وللشعب العراقي والشعب الايراني ولكل شريف في العالم كل شكر وتقدير لانهم وقفوا مع المضحين والمجاهدين في هذه المنازلة التي لم تمر حالة نصر شبيها لها ونحن نرى ضباط العدو المتغطرس وهم اسرى ويلتمسون العفو والسماح ويلعنون من دفع بهم لقتل الابرياء ! وهذا لم يسجله التاريخ يوما . وحسبنا قول العزيز (ولاتهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجًون من الله مالايرجون وكان الله عليما حكيما) ان عين الله ترعى اولياؤه وعباده المجاهدين ولنا موعد مع النصر الساحق طال الزمان ام قصر وهذا وعد الله ولن يخلف الله وعده ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
https://telegram.me/buratha