كوثر العزاوي ||
{وإذا المَوؤدةُ سُئِلت بأيّ ذَنبٍ قُتِلت} بالقنابل الفسفورية الاميركية المحرّمة دوليًا، التي وصلت الكيان اللقيط مؤخرًا، وقد تمّ تدشينها على رقائق البراءة واجساد الزهور!! أسبوع كامل وأطفال فلسطين تتصدر قائمة الموت، ولها النصيب الأوفر في أعنف مشهد مأساوي، أغصان تُجتَث، فراشات تتساقط، ورود تُقطَف عنوة، لتخلو حدائق أمة فلسطين من ألوان البراءة، لكنها لم تخلو بل ستنبتُ وتُزهرُ من جديد أعلم بأن ثمة بشر ممن سيقرؤون سطوري سوف يحزنون ويشعرون بطعم المرارة والقهر والحسرة، ذاتها التي تنتابني، ولكنني وجدت نفسي أريد ان اتكلم واصرخ وأخرج مافي داخلي، فلم أجد وسيلة افضل من قلمي يهدئ اليسير من روعي، ولكن هيهات أن يخفف غيضًا وحقدًا متراكمًا على أشباه بشرٍ أُتخِموا بدماء الأبرياء ولم يسلَم منهم حتى طيور الفضاء وفراشاته، فكأنما خُتم على قلوبهم فأصبحت حجرا، فلا فضاعة أخسّ عندما يكشّر الكيان الغاصب عن أنيابهِ ليبدو وحشًا كاسرًا أضعاف مابدا عليه منذ سبعين عاما! أجواءه سراب وحِراب ونار ودماء، ومن هناك تنعى غزة إلى العالم أشلاء أطفالها، زهور وزهرات، وبراعم وفراشات، أمهات تحجّرت ونضبت فيها الدمعات، بعد ان تصحّرت قلوب المتفرجين وأجدبت، فما عاد مكان للانسانية فى هذا العالم الغادر والمتاجِر والمُصادِر للضمائر! والمطبّع في السر والإعلان، لذا لاعجب لو انعدمت الغيرة في عالم الغادرين، سأتحداكم ايها الغادرون أن تحسبوا أنفسكم آدميون، ولكم حياتهم، لابأس! ستذهب جنائز أطفالنا أطيارًا الى الجنان، واذهبوا بجنائز انسانيتكم الى الجحيم، فأية انسانية مع السكوت وقد خُتمت بالدم الأحمر على أبواب العهر والمجون المسماة "بحقوق الانسان" فلا أقلَّ من أن تشاركوا أسيادكم وقد تبلّد الإحساس، لتكتفوا بعرض أشلاء الحمائم على جزارة الفضائيات لتعيشوا نشوة الكواسر، ولكن يُخطئ من يظن أنّ فلسطين تنزف دمًا وألَمًا، إنما فلسطين قد تبرعت بدمها لأمة أصيبت بفقر الدم وموت الضمائر!
٢٧-ربيع اول١٤٤٥هج
١٤-١٠-٢٠٢٣م
https://telegram.me/buratha