المقالات

العيد الوطني للعراق وخلق الإجماع الوطني..


محمد البدر ||

 

صيف عام 1389م وقعت معركة كوسوفو بين العثمانيين بقيادة السلطان مراد الأول والصربيين بقيادة الملك لازار.

انتهت المعركة بمقتل السلطان العثماني والملك الصربي ودخول صربيا ضمن الأراضي العثمانية.

بعدها تحول لازار إلى شهيد وقديس عند الكنيسة الارثوذوكسية وبطل قومي عند الصرب لأنه أول من حاول استعادة مجدهم وإعادة قيام امبراطوريتهم المفقودة، ونُسجت حوله الأساطير في التراث الشعبي الصربي.

عام 1992 ومع انهيار يوغسلافيا كان حلم الصربيين إعادة تكوين دولتهم كدولة مستقلة بذاتها، هنا عمل الصرب على إحياء الموروث واستعادة التاريخ من أجل خلق وعي جمعي أو بمعنى آخر إجماع وطني يشترك فيه الكل هدفه إقامة دولة مستقلة. 

عمل القوميين الصرب على استخراج عظام القديس لازار والتنقل فيها بين المدن الصربية وتحشيد الناس نحو المطالبة بدولة مستقلة لهم. 

تعمل الدول على إختلاق مناسبات جامعة لشعوبها، وبعض الدول والشعوب تستدعي التاريخ الماضي من أجل خلق وعي جمعي أو إجماع وطني حول قضية ما. 

يوم 3 /10/ 1932 صوت مجلس عصبة الأمم على قبول العراق دولة كاملة العضوية في عصبة الأمم، واستقل العراق دولة قائمة بذاتها، وخرج من الإنتداب البريطاني رسمياً. 

كان هناك توجه منذ عام 2008 لإتخاذ هذا اليوم كعيد وطني، القضية لا علاقة لها بتوجهات الكاظمي وحكومته، هي قضية تخص البلد وتشكل مناسبة محل إجماع على اهميتها. 

هذه المناسبة هي مناسبة جامعة بعيدة عن الإختلاف والخلافات القومية والمذهبية بين مكونات العراق، وهي محل إجماع من قبل كل المكونات، والإختلاف ليس عليها وانما على تفضيل مناسبات أخرى عليها، هذه المناسبات لا تمتلك نفس مقومات هذا اليوم،  فهي ليست محل إجماع من كل المكونات بإستثناء ذكرى ثورة العشرين الخالدة. 

نحتاج لخلق وهي جمعي واجماع وطني على مناسبات مختلفة، وحصر الخلافات إلى أقل قدر ممكن قبال إكثار المفاصل التي نتفق عليها ونجمع عليها. 

والاحتفال بالعيد الوطني من الخطوات التي تجعل أبناء الوطن الواحد يشعرون بوجود مشتركات بينهم، وهي ليس مناسبة مبتدعة ولا مصطنعة فكل الدول لديها يوم وطني تحتفل به وتعتز بذكراه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك