يا قادة النصر العراقي الكبير،
يا كواكب السماء التي لا تأفل،
أعدتم نبض الأرض
حين توقف خوفًا،
وزئيرها
حين أسكته الظلم.
كنتم المشاعل التي شقت عتمة الوطن،
أرواحكم أشرقت كفجر أبدي،
لا تغرب شمسه ولا ينطفئ نوره.
تركتم الدنيا كمن يترك قيدًا خانقًا، ورفعتم أرواحكم كراياتٍ تخفق
في وجه العواصف،
تمضون بثباتٍ والجبال من خلفكم ترتجف.
كنتم السيوف التي قطعت أيدي الظلام،
وكنتم الدرع الذي ارتدّ عليه كيد الإرهاب حتى احترق بناره.
يا من وطأتم الجراح
بأقدامٍ من يقين،
وسكبتم دماءكم الطاهرة
كغيثٍ أعاد للأرض خصبها،
كل قطرة من دمائكم
كانت بذرةً للأمان،
كل نبضة كانت وعدًا بأن الليل سينتهي،
وأن الوطن سيعود يتنفس الحرية، وسيزهر بأمان أطفاله.
أنتم الأوتاد التي أسست بنيان الكرامة،
قلوبكم لم ترتجف حين ارتعدت الجبال،
وأقدامكم لم تتراجع حين صرخ الطغاة.
أنتم من أعاد للأرض إيمانها،
وأوصل للسماء دعاءً مستجابًا.
بفضل الله وتضحياتكم،
عادت البيوت تتنفس الأمان،
وعاد الوطن يزهر كروضٍ أعادته يد العناية.
أرواحكم اليوم تحلق في ملكوت الخلود،
كطيور نورانية تحمل عبق الإيمان ونداء الكرامة.
أنتم الأفق الذي لا يحده غروب،
والشعلة التي ستبقى تضيء دروب الأمة.
سلامٌ عليكم يا أرواح الطهر،
يا من حولتم الألم نشيدًا للوطن،
وجعلتم من الفقدان درسًا لا يُنسى في الإباء.
دماؤكم الطاهرة هي الميثاق الذي لا يُساوم،
هي الراية التي لا تُخفض،
هي الوصية المحفورة
في القلوب أن لا نساوم على أرضٍ روّيتموها بدمائكم.
ومن يمد يده لمن خان ترابكم،
خان السماء التي شهدت بطولاتكم.
الخيانة هي سقوط أبدي في ظلمة العار،
ومن صافح قتلتكم،
صافح الخزي نفسه.
أنتم العدل الذي لا يقبل الظلم،
أنتم الحرية التي لا تنحني،
وإن عاد العدو لإجرامه،
سيكون أبناء الوطن أسودًا تهدر في وجهه،
وأرواحًا تفدي الكرامة كما تفدي الإيمان.
لأن الأرض التي شربت دماءكم الزكية،
لن تسقط، ما دام في الأمة قلب ينبض بحب الله والوطن.
كتبه
السيد عبد القادر الآلوسي
مدير عام المديرية العامة لمكافحة
الإرهاب الفكري
https://telegram.me/buratha