الشيخ جاسم محمدالجشعمي ||
أشرنا في الحلقة السابقة الى دور الأسرى واعتبرناه الصفحة الثانية لثورة الامام الحسين عليه السلام والمكمل لاهداف الثورة الحسينية .
الأسرى كان لهم مواقف بطولية شجاعة في الكوفة . فبالاضافة الى ما احدثته خطبة السيدة زينب الكبرى عليهاالسلام بنت الامام علي عليه السلام وخطبة الأمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام في الكوفة من صحوة ضمير في نفوس اهل الكوفة غير الشيعية من تخاذلهم لنصرة الامام الحسين عليه السلام واشتراك بعض عشائرهم في جريمة قتل الامام الحسين واولاده واصحابه عليهم السلام في كربلاء . إضافة إلى ذلك فكان لمواقف الأسرى في مجلس الطاغية ابن زياد والى يزيد لعنهما الله تعالى ابلغ الأثر في النفوس . فقد نقل السيد ابن طاووس ان الطاغية ابن زياد اذن بالناس الدخول إلى قصره ليهين ويفضح أسرى اهل البيت عليهم السلام أمام الناس . لقد كان يحلم بذلك . ولكن اجتماع الناس في قصره صار لصالح الأسرى ولصالح دورهم الاعلامي في الثورة الحسينية . فقد وفر ابن زيادة فرصة ذهبية للأسرى ليفضحوه من حيث لايعلم وذلك لغباءه وجهله . فقدتحدى الاسرى جبروت الطاغية ابن زياد . حيث رد
الامام السجاد عليه السلام على اباطيل الطاغية ابن زياد حتى قال ابن زياد للامام ألك جرءة على جوابي فأراد قتله فانقذته زينب عليها السلام .ونقل السيد ابن طاووس انه جرى جدال ساخن بين الطاغية ابن زياد وبين بطلة كربلاء السيدة زينب عليها السلام كاد الطاغية ان يبطش بزينب عليها السلام . ومن الكلام الذي دار بينهما قال ابن زياد للسيدة زينب عليها السلام (الحمد لله الذي فضحكم واكذب احدوثتكم ) .
فأجابته زينب ع
( انما يُفتضح الفاجر ويُكذب الفاسق وهو غيرنا ) .
فقال ابن زياد لها
(كيف رأيتِ صنع الله بأخيك وأهل بيتكِ ) .
فاجابته زينب ع
( ما رأيت الا خيراً . هؤلاء قومٌ كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذٍ ثكلتك امك يابن مرجانه ) .
لقد كان لكلام زينب عليها السلام أعظم الأثر في نفوس الجماهير الحاضرة في المشهد حيث كانت تسمع جواب زينب المزلزل للطاغية ابن زياد . وقد فضحته زينب عليها بجدته المرجانة . وتعجب الناس ان يصدر هكذا كلام من سيدة أسيرة بيد جبار طاغية . وكلام زينب عليها السلام ابهر الحضور . حيث كانت شجاعة زينب عليها السلام وفصاحتها وبلاغتها مدار إعجاب الحضور وقد أثرت حتى على الاعداء وقد شبهها الطاغية ابن زياد بأبيها امير المؤمنين علي ابي طالب عليه السلام . وقد فضحت زينب الطاغية ابن زياد وحطمت كبرياءه وجبروته . وزلزل كلام زينب ع قصر يزيد كذلك وادى الى ثورة عبدالله بن عفيف الأزدي في نفس المجلس . حيث هاجم ابن عفيف ابن زياد بكلام مزلزل له فأمر بقتله فاجتمعت عشيرته حوله في المجلس ومنعت جلاوزة ابن زياد من اعتقاله وقتله . فكان الأزدي اول ثائر ثار على الحكم الاموي في المجلس الذي عقده ابن زياد ضد الأسرى وبهدف فضحهم . ثم هاجمت جلاوزة ابن زياد على بيت الازدي بعد تفرق الناس عنه فقاتلهم وهو ضرير حتى استشهد رحمه الله تعالى .
فالاسرى كانوا الصفحة الثانية من مشروع ثورة الامام الحسين عليه السلام فكانوا مشروع ثورة اعلامية وتبليغية كبرى لبيان أهداف الثورة الحسينية ولفضح الحكم الاموي وإثارت النفوس ضده وإيجاد الشجاعة والهمة في النفوس وكسر حاجز الخوف عن الأمة المستسلمة لجبروت الحكم الاموي .
https://telegram.me/buratha