علي الشمري ||
في خبر غير هام، عابر و سريع| التجارة العراقية تعلن وصول باخرة محملة بـ42 ألف طن من الرز التايلندي و10 حاويات من العدس الكندي لصالح السلة الغذائية.
لكن و بالنظر مرةً أخرى الى الخبر، تجِدُ إنك تستورد الرز و العدس، نعم العدس، و جميعنا نتذكر كيف تم استغلال هذه المادة الغذائية لسحق مشروعية رئيس الوزراء السابق السيد عادل عبد المهدي.
العراق اليوم يستورد العدس و الرز من الغرب، ماذا يعني هذا؟ و ما علاقته بالإقتصاد العراقي؟ و كيف يمكن لمادة العدس أن تكبل الإقتصاد العراقي، بل و حرية هذا البلد في اتخاذ قرارات من قبيل "العراق سيد نفسه"؟
أن نستورد الرز و العدس ياسادة، يعني إننا نعتمد بغذائنا لا على ما تنتجه أرضنا، و إنما على ما تنتجه أراضي الغرب، هذا يعني إننا نُميت أراضينا لنحيي بها أراضي الغرب، هذا يعني إننا نستل فرص العمل من بلدنا و نعطيها لبلدان الغرب.
هُم لا يفسرون ذلك، طبعاً، بأنهم يعملون لدينا، يوفرون حاجياتنا من الغذاء... أبداً، نحن بالنسبة اليهم بُلدان لتصريف منتجاتهم، بلدان استهلاكية، سوق لتصريف البضائع.
هذا يعني يا سادة، إننا نغامِر بأمننا الغذائي، نحن لا نمتلك السيادة على ما نأكل، فقد يأتي ذلك اليوم الذي تفرض فيه أمريكا عقوباتها علينا، فينقطع عنا الرز و العدس! نعم العدس!
لهذا فإن السيادة التي نتحدث عنها كذبة، كذبة كُبرى و خروج "المحتل" من العراق هو وهم كبير نعيشه كُلَ يوم، و نحن نعاني من التبعية الغذائية لدول أخرى... و أراضينا الزراعية تحتضِر و من ثُم توئد، تحتَ وطئةِ تطويبها و تحويلها الى مجمعات سكنية و ڨِلل!
المقاومة، أحد أهم مقوماتها إستعادة الأمن الغذائي و بطرق مشروعة و متعددة، و إحياء ملف الزراعة، و ما نحن غير قادرين على زراعته يجب أن نستورده من بلدان لا تلوي أيدينا بقرار سياسي أو تقحمنا ضمن محورها رغماً عنا.
https://telegram.me/buratha