حليمة الساعدي ||
الموجات الشاذة التي ظهرت مؤخراً في المجتمعات الغربية رغم كونها مرفوضة عندنا، هناك من يحاول تطبيع الشعوب الاسلامية معها، ولأننا ترفض هذه الثقافات الفاسدة كونها لا تتلائم مع فكرنا وديننا و عقيدتنا واخلاقنا ومبادئنا كمسلمين، فإن حالة التطبيع الاجباري خلقت نوعا من الصراع الفكري والثقافي والاخلاقي في المجتمع الاسلامي وخصوصا في بلد مثل العراق جُلَّ موروثه الثقافي مستمد من اهل البيت وارضه تحتضن اجسادهم الطاهرة وفيه اتباعهم ومحبيهم فهو رمح الله في الارض. لكن الشيطان يزين لأتباعه اعمالهم الماجنة والمبتذلة ويحثهم على ان يُلزموها غيرهم ولو كانوا لها كارهين، بالعنف والقوة والصدام.
العراق احدُ اهم الاهداف التي حددها الشيطان لما له من اهمية تاريخية واقتصادية ناهيك عن خطره المستقبلي كونه دولة الامام الحجة عجل الله فرجه، فحربه ضدنا ضروس شعواء لا هوادة فيها..
الحرب الناعمة دخلت علينا من كل ثقب مُهمَل دون ان نتحسسها او نشعر بها، ومن ثم تطورت لمرحلة خلق الثقوب فصارت تخلق ثقوبا في جدران وحصون اعتقدنا انها عصية على الاختراق فاخترقتها ادوات الشيطان، فجالَ حربا ناعمة في المنظومة التربوية و الدينية وكذلك الاجتماعية فنحن اليوم نعيش في بلد ليس فيه خطوط حمراء، فالقدوة والقادة والمعلم والمرجع والاب والام والرجل والمرأة كلها تحت مرمى الشيطان فصرنا ساحة مفتوحة للحرب الناعمة.
لاننكر ان عملية المباغته هذه حققت بعض الانتصارات في جولاته اللا محسوسة واستطاع بحربه الناعمه جرف العقول التافهة والنفوس الضعيفة لكنه اليوم في صدام شرس مع القوة الناعمة التي نهضت بعد سبات، وبعد ان ادركت ان الحرب حقيقية وليس مجرد فكرة او نظرية بل هي حقيقة دخلت حيّز التطبيق و تسببت باضرار اجتماعية واخلاقية ومادية ومعنوية وان الهدف منها تفكيك المجتمع واضعافه وضرب الاسرة ومحو الدين وطمس العقيدة وسحب المرأة من برجها العاجي لجعلها تتمرغ بوحل الرذيلة والفساد والانحطاط.
فاشرأبت نار تلظى من تحت رماد ضنه الجاهل بارداً.
فبعد ان انتشى الشيطان بإعلامه وادواته ووسائله الترويجية التي ملئت اركان جميع شعوب العالم الغربي وامريكا وكثير من دول آسيا وافريقيا من الذين تفاعلوا وانجرفوا لثقافة الشذوذ الجنسي من قبيل زواج المثليين والاعتراف بمفهوم الجندر والتحول الجنسي والديمقراطية الشاذة التي افقدت الاسرة والمجتمع قيمهم النبيلة وانحدرت بهم الى هاوية الانحطاط.
انصدم الابالسة بسيل عرم من جيش الرحمن، جيشٌ من المؤمنين الذين لا تلهيهم تجارة ولابيع عن طاعة الله والدفاع عن دينه وحب محمد وال محمد صل الله عليه وآله. فزيارة الاربعين كانت جوابا لكل من ضن ان العراق سيكون لقمة سائغة بفم الشيطان تلوكهُ حربه الناعمة بلا رحمة. ان هذه المقدمة الطويلة نوعا، ما هي الا مدخل للحديث عن موضوع اثير مؤخرا عن تورط وزيرة الاتصالات هيام الياسري في تهمة تعاطيها سابقا مع رئيس النظام البائد وانها بعثية من الطراز الاول لدرجة انها تهادي وتجامل المقبور صدام.
اولا القصة برمتها غير مقنعة فلو سلمنا جدلا ان صدام امر بتصنيع موبايل نقال لنفسه ليكون هدية له في عيد ميلاده فهل يُعقل انه بهذا الغباء وان كان غبيا اليس حوله مستشارين وخبراء يشرحون له بأن النقال هو اصغر جزء من منظومة كبيرة، اليس الاجدر ان يطلب بناء منظومة اتصالات كاملة قبل النقال .
الامر الثاني هو ان السيدة الياسري لم تكن يوما موظفة في وزارة الاتصالات البعثية فكيف تهديه موبايل ولم يكن لها وصف وظيفي معين فيها.
ثم انها من ضحايا بطشه ودكتاتوريته فكيف تهديه بل كيف يتقبل صدام منها هدية وهو لا يثق بأعدائه. فإذن ما اثير مؤخرا من تشويه لصورة الوزيرة هيام الياسري ماهو الا ضرب من ضروب الحرب الناعمة لانها تمثل المرأة المؤمنة العفيفة التي تظهر في جميع المحافل الدولية بعبائتها وسترها وحجابها، فوجودها نصرة للستر والعفة والدين والمذهب، وإلا لما لم يستهدفوا وزيرات او شخصيات علمانية.
ان ماتعرضت له الوزيرة هيام ضريبة التزامها الديني والاخلاقي وعلينا جميعاً تكليف الدفاع عنها وعن غيرها من النساء المحترمات فاليوم تستهدف الياسري وبالامس استُهدِفَت النساء الزائرات الملتزمات بعبائاتهن وخمورهن وخدورهن في الزيارة الاربعينية وغدا سيتم استهداف أخريات، علينا ان نتحقق قبل اطلاق الاحكام جزافا ويجب ان لانصدق كلما يقال فنحن اصحاب الدليل اينما مال نميل وجميعنا يعلم ان بعض السياسيين اصبحوا جزء من ادوات الشيطان ينفذون اجنداته ويفيض عليهم بالمناصب والاموال، فتعساً لمن باع حظه بالثمن الاوكس واشترى دنياه بآخرته..
https://telegram.me/buratha