سلام جاسم الطائي ||
يشكِّل الرأي العام الضاغط اعلامياً قوة كبيرة ومؤثِّرة في عالمنا اليوم، حتى أصبح الكثير من المسؤولين وأصحاب الحاجات والقضايا والمشاكل يلجؤون لاستخدامه بصفته عامل ضغط لنصر قضاياهم وترويجها وذلك لأنَّ الأحكام التي يصدرها المواطنون من الصعب التصدي لها أو التأثير فيها ومحاولات التقليل منها وهذا ما يدفع الكثير من الجهات سواء الحكومية أو غير الحكومية إلى محاولة توجيهها بما يخدم مصالحها ويحقق أهدافها، ولمَّا كان الإعلام بمختلف وسائله و مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها أحد الوسائل والأدوات المؤثرة في أفكار الناس ومشاعرهم وقناعاتهم وتوجهاتهم وفي تكوين وعيهم واتجاهات اختياراتهم المختلفة حتى أصبح الإعلام سلطة اساسية في تغيير بوصلة الاختيارات والقناعات السياسية والاجتماعية والثقافية
وعليه يمكن تعريف الرأي العام بأنَّه الرأي السائد بين أغلبية الفئات الاجتماعية الواعية في فترة معينة بالنسبة إلى قضية أو أكثر يحتدم فيها الجدل والنقاش وتمس مصالح هذه الأغلبية أو قيمتها
حيث يعد مفهوم الإجماع العام والذي يعد الرأي الذي أجمع عليه مجتمع من المجتمعات ويشمل ما في هذا المجتمع من عادات وتقاليد وأعراف ارتضاها المجتمع وقَبِلَ بها حيث يقوم الإعلام بالعديد من الوظائف داخل المجتمع من خلال وسائله المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وغيرها تاثيراً كبيراً في الأذواق والمعايير العامة فهي اليوم وبسبب انتشارها الكبير تؤدي دوراً هاماً في تنشئة وتربية الأجيال، حتى كاد أن يكون دورها مقارباً لدور المؤسسات الاجتماعية والدينية اضافة الى الاسرة والمدرسة من خلال ما يبثه من برامج وما يوجهه من رسائل ليتم الحكم عليها من قِبل الأوساط الاجتماعية وعلى سبيل المثال، يمكننا متابعة التأثيرات الكبيرة في أفكار الناس التي أحدثتها وسائل الإعلام وبالاخص مواقع التواصل الاجتماعي في أثناء تغطيتها للأحداث التي شهدها العراق وعدد من الدول العربية خلال السنوات السابقة، فقد أدت هذه الوسائل دوراً كبيراً في تأجيج الرأي العام وتوجيهه وحتى تغييره تبعاً لتوجهات وسياسات القنوات وارتباطاتها والاجندات الخارجية التي تعمل عليها وفي العصر الحديث لم تعد الدول الاستعمارية بحاجة إلى تحضير الجيوش ورصد الميزانيات الضخمة للوصول إلى دولة ما، فكل ما عليها فعله هو تجنيد بعض وسائل الإعلام وغزو العقول بدلاً من غزو الأرض من خلال العمل على نشر الشائعات والأكاذيب وتقديمها بطريقة لامعة وبراقة ليتم تصديقها والعمل بها، وهذا ما يتطلب وعياً كبيراً وعملاً حقيقياً من قِبل الحكومة والمؤسسات الشبابية والاجتماعية وحتى الدينية لبناء العقول وتثقيف الشباب وتحصينهم من الانسياق الاعمى والتقليد المفرط فكلما كان الرأي العام ناضجاً وشاملاً، دلَّ على عمل إعلامي جاد والنقيض من ذلك صحيح لذلك علينا ان نكون فاعلين وقادرين ومؤثرين في صناعة رأي عام وطني قادر على مواجة التحديات والتاثير بها واستشرافها ووضع الحلول والبرامج المناسبة لمواجهة التحديات الاعلامية خاصة ونحن مقبلون على انتخابات مجالس المحافظات والتي ستكون خطوة اولى للبرلمان القادم.نتمنى ان نضع برامج تدريبية جديدة ومكثفة تستثمر النجاح الكبير المتحقق والرضى النسبي الذي يشعر به المواطن وكذلك الاستقرار السياسي واستثمار الرمزية السياسية في عرض البرامج الانتخابية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الواقعية لتكون ثمرتها تحقيق تطلعات ألشعب واهداف الكتل الصادقة وعداً وعهداً.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha