زمزم العمران ||
ينادونني في السلمِ ياابن زبيبةً وعند صِدام الخيل ياأبن الاطايبِ.
هذا البيت من الشعر ، وكأنه يشرح العلاقة مابين إقليم كردستان والحكومة المركزية ، فعندما يتعرض إلاقليم إلى مشكلة في المجال إلاقتصادي او الأمني وغيرها ، يلجأ إلى بغداد تحت عنوان الهوية الوطنية ، وانهم جزء من العراق ، ولكن عندما تطالبهم بغداد بأي التزامات يتنصلون عنها .
ليست مشكلة الرواتب لموظفي كردستان وليدة اليوم ، الا ان حكومة هذا إلاقليم بسبب فسادها المالي والإداري ، تأبى ان تقبل بالحلول القانونية والمنطقية ، حيث عرض الشيخ الأمين قيس الخزعلي حل تلك المشكلة عن طريق توطين رواتب موظفي كردستان ، وابعادهم عن الاستخدام كوسيلة ضغط سياسي على حكومة المركز ، الا ان هذا الحل لايتناسب مع ديكتاتورية العائلة المتمثلة بعائلة مسعود البرزاني ، فهم يخافون من كشف الاعداد المهولة للفضائيين او الأسماء الوهمية والتي تتراوح اعدادهم حسب ماكشفها عضو البرلمان العراقي عن الكتل الكردية ريبوار كريم ، عن وجود نحو 500 ألف موظف فضائي يستلمون رواتب في إلاقليم ، فضلاً عن سياسة الابتزاز التي يمارسها ساسة هذا إلاقليم بأيوائهم الكثير من المطلوبين للحكومة المركزية ، بداعي استغلال ورقة ضغط ضد حكومات المركز .
المسألة الأخرى ، هي مسألة تصدير النفط ، هل يرى إلاقليم نفسه دولة مستقلة ؟ أم هو تابع إلى حكومة المركز ؟
فأذا كان تابعاً ، فلماذا عقد اتفاقية مع تركيا تقضي بتصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي لمدة 50 عام ؟
كذلك التعاطي مع المواطنين العرب ، الذين يذهبون إلى السياحة ، في شمال العراق وكأنهم مسافرين إلى بلد اخر وأرض أخرى غير أرضهم .
كما لاينسى موقف البيشمركة ، الذين كانت لهم يد في مساعدة داعش في الاستيلاء على الموصل ، وذلك عن طريق اعاقتهم لحركة بعض القطعات العسكرية ، التي كانت تحاول التصدي إلى تنظيم داعش ولم تسمح لها بالمرور ، من الطرق التي كانت تسيطر عليها ، فضلاً عن مصادرتها لجميع الأسلحة والمعدات العسكرية والاليات ، التي تركها الجيش العراقي عند انسحابه من الموصل خلال دخول داعش ، وكذلك قيامهم بالسيطرة على محافظة كركوك في عام 2014.
حيث أعلن المتحدث الرسمي بأسم البيشمركة ، جبار ياور بتاريخ 2014/6/12 ، بأن قوات البيشمركة الكردية قامت بالسيطرة على كركوك بأكملها ولم يعد هناك وجود للجيش العراقي فيها .
من هذا التصريح نستدل ان قوات البيشمركة ، لايربطها مع المركز سوى ماتاخذه من رواتب بإعداد خيالية ، حيث رفض القائمون على هذه الوزارة في كردستان من إعطاء الاعداد الحقيقية ، لعدد الجنود والضباط والمراتب ، المنضويين تحت هذه المؤسسة ، التي لاتدافع عن وطنها من شماله إلى جنوبه ، بل تدافع عن قوميتها فهي المقدس الوحيد لديها ، والا لكانت أقرب الناس من ناحية المكان والزمان في التصدي لاجتياح داعش لمحافظة الموصل وصلاح الدين .
كل هذه الأمور والاستفتاء الذي قام به مسعود برزاني في عام 2017 ، والذي يحاول افهام شركاؤه السياسيين ، انه يفكر في إقامة دولة قومية للكرد ، الا ان مسعاه قد باء بالفشل بعد ماسيطرت القوات العراقية في العام نفسه على محافظة كركوك ، والتي كان يخطط لها ان تكون عاصمة دولته الاقتصادية ، تماماً كما هي البصرة عاصمة الأقتصاد العراقية .
وفق هذه المعطيات ، هل يمكننا اعتبار إقليم كردستان وحكومته دولة مستقلة ؟ ام دولة داخل دولة ؟ ام انها عصابة تمارس الابتزاز بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ، كونها افضل من يقدم الخدمات للحفاظ على مصالح رموز الثالوث المشؤوم في المنطقة ؟
https://telegram.me/buratha