رياض سعد
في العراق تعتبر مسألة صون الاعراض والاشخاص من الاعتداءات والتحرشات الجنسية ؛ من الاهمية بمكان ؛ اذ بسببها تراق الدماء وتحرق البيوت وتقطع الوشائج وتدوم العداوات و يستمر الثأر ... الخ ؛ وهذه السجية العراقية قديمة قدم الدهر ؛ نعم توجد استثناءات تاريخية ومعاصرة الا انها تعد من شواذ القاعدة .
وبسبب الحروب المستمرة , والانتكاسات والازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتتالية , والسياسات الخارجية الاستعمارية والاستكبارية الحاقدة , والداخلية المنكوسة ؛ طفت على السطح مجموعة من الظواهر الاجتماعية السلبية والامراض النفسية والسلوكيات المنحرفة والعدوانية والهابطة ... ؛ ولاسيما في عهد الطغمة القومية والبعثية السافلة ؛ ومنها ظاهرة التحرش بالمرأة ومحاولة ابتزازها واستغلالها في بعض دوائر الدولة بل وصل الامر الى التحرش بالشباب والصبيان ...!! .
وبحسب المتابعين والمراقبين وتقارير منظمات المجتمع المدني : فإن بعض الموظفات والمواطنات ممن يراجعن المؤسسات الحكومية المعنية بالخدمات أو الحصول على الإعانة والرعاية الاجتماعية أو الباحثات عن فرص عمل، يتعرضن إلى التحرش والابتزاز الجنسي أحيانا من قبل بعض الموظفين النافذين والمدراء وغيرهم ؛ واما بالنسبة للشباب والصبيان فهم ايضا عرضة للتحرش لاسيما من قبل المنتسبين للقوى الامنية والعسكرية في وزاراتي الدفاع والداخلية وغيرهما .
بعض الموظفين يساومون النساء من الأرامل والمطلقات على أجسادهن مقابل تمشية معاملاتهن أو صرف مستحقاتهن ؛ واحيانا يساوم المرأة وابنها اذا كان جميل الطلعة والقوام ...!! .
والذي يزيد الطين بلة ؛ أن التقاليد الاجتماعية تضع المرأة المتضررة وكذلك الشاب والصبي في موقف الإحراج وتعيق لجوءها و لجوءه إلى القضاء لإنصافها وانصافه ... ، وطالما اشتكت الموظفات والمواطنات المتضررات للجنة الانضباط الاداري او المسؤول الحكومي الا انهن لم يجدن اهتماما من قبل تلك الجهات الحكومية ؛ اذ ان افة الفساد المالي والاخلاقي اضحت كخيوط العنكبوت متداخلة بعضها في بعض .
نعم عالج القانون العراقي موضوع التحرش بالمرأة داخل المؤسسة الحكومية الا انه تجاهل مسألة التحرش بالشباب والصبيان وكذلك تغافل عن الكثير من التفاصيل المستحدثة التي تخص هذا الموضوع الحساس , ومع كل هذه الثغرات القانونية ؛ لا تطبق القوانين المشرعة بصورة حازمة وصحيحة ؛ اذ أن تطبيق القانون لم يرق في أغلب الأحيان إلى الدرجة التي تجعله رادعاً لتحويل تلك الممارسات الفردية إلى ظاهرة في بعض دوائر الدولة ... ؛ ناهيك عن غياب الارشاد والتوجيه الاجتماعي الرسمي بل والعام فيما يخص هذا الموضوع .
وفي ظل عدم وجود تشريعات حازمة ضد ظاهرة التحرش، تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء عراقيات إلى التحرش اللفظي، بينما تتعرض واحدة من كل خمس نساء الى تحرش جسدي، بحسب تقرير للبنك الدولي ؛ وان كنت اشكك بهذه التقارير الغربية ؛ لأنها منكوسة وكاذبة ومسيسة ؛ الا ان الظاهرة موجودة وتحديد النسب والاحصاءات يحتاج الى جهود علمية وموضوعية و وطنية صادقة وجادة .
فالسكوت عن هذه الجرائم ؛ يؤدي الى بروز ظاهرة الاستعباد الجنسي او تفاقمها وانتشار اسواق النخاسة الحديثة ؛ اذ يتم الاتجار بالنساء والشباب والصبيان والصبايا في ( الكوفيات والمطاعم والملاهي والمراقص وقاعات القمار وشقق الدعارة ... الخ ) بل وتصدير العراقيين والعراقيات الضحايا الى بعض الدول للاسترقاق الجنسي , وقسرهم على ممارسة الاعمال الجنسية لاسيما الى دول الخليج وبالذات الى الامارات عن طريق وكر التخريب والعمالة والخيانة محافظات شمال العراق ( اربيل – دهوك – سليمانية ) ... ؛ اذ ينقل بعض الجناة والمجرمين لاحد الضباط الشرفاء , قصص حقيقية مروعة واحداث واقعية رهيبة بخصوص هذا الجانب , وسأذكر لكم بعضا منها : اذ يتم تجنيد مجموعة من الشباب ( الحلوين ) من قبل بعض العصابات والمافيات الاجرامية , والمرتبطة بالجهات الحكومية المنكوسة والخارجية المعادية , وتقوم هذه العصابات بتدريب هؤلاء الشباب على فنون الخداع والنصب وطرق التأثير في الاخرين , وبعد اكمال هذه الدورات ؛ يبدأ العمل الالكتروني , اذ يشكل هؤلاء جيوش الكترونية من خلال انشاء عدة صفحات شخصية وهمية وبمختلف مواقع التواصل الاجتماعي لاصطياد الصبايا الصغيرات والصبيان والشباب ( الحلوين ) الضحايا , وذلك من خلال اقامة علاقات غرامية وعاطفية مع الضحايا والضحك عليهم ... ؛ وفي احدى المرات دخل احد الشباب المجندين ( ضمن اعضاء العصابة ) على احدى الصبايا الصغيرات المراهقات , في موقع الفيس بوك , واستمر معها عدة شهور , يتحدث معها بما تحب ويتقرب منها بشتى الطرق , وبما انه علم ان البنت ملتزمة دينيا ومن عائلة ملتزمة ومحافظة , بدأ يعزف على نغمة الشرف والاخلاق والزواج منها على سنة الله ورسوله , واقتنعت الصغيرة بما قاله لها من زخرف القول , وفي احدى المرات طلب منها اللقاء , فقالت له : انت تعلم ان اهلي لا يسمحون لي بالخروج من الدار ... ؛ والح عليها وتوسل بها , واقسم لها بأن اللقاء لا يتجاوز بضعة دقائق فقط , ورفضت البنت الطلب في البدء ؛ فأعرض عنها ... , ولشدة حبها له وتعلقها به ؛ حاولت استرضائه , ولم يقبل بالصلح الا بالرضوخ لطلبه , وتم له ذلك , وبمجرد خروج الصبية المراهقة من البيت خائفة تترقب , واذ به ينقض عليها انقضاض الضبع على الفريسة , ويدفعها للصعود في السيارة , وينطلق بها سريعا نحو عالم الظلام والاسترقاق الجنسي والجريمة المنظمة ... ؛ وعندها سالت دموع الفتاة وتوسلت به , ولات حين مندم , فقد سبق السيف العذل ... ؛ اذ ادخلها في شقة من شقق الجريمة والاغتصاب , وافتض بكارتها , ومن ثم تناوب عليها مجموعة من اعضاء العصابة يمارسون الرذيلة معها , وقد اغمي عليها من شدة الالم والصراخ , وفيما بعد تم بيعها الى سماسرة الدعارة ( لإحدى الكوادات في زيونة ) , وهذه بدورها باعتها بعد مدة من الزمن الى سماسرة الدعارة في اربيل , وخلال هذه الفترة , هرع اهلها يبحثون عنها في كل الطرق والاحياء والارجاء ... , علهم يعثرون عليها , وذهب احد اخوتها الى اربيل يبحث عنها في ( كوفيات ومطاعم وملاهي وشقق الدعارة ) ؛ فوجدها في احدى الملاهي الليلية , واتصل بأهله وجاؤا بقضهم وقضيضهم الى صاحب الملهى , ونشب صياح وعراك بين الطرفين , واسفرت نتيجة المواجهات والتهديدات المتبادلة بين الطرفين ؛ عن تسليم البنت الى اهلها , وعدم اعتراف صاحب الملهى عن العصابة , اذ قال لأهل الضحية : انا اشتريت ابنتكم من شخص مجهول , ولا تتعبوا انفسكم بالبحث عن العصابة لأنها ذات نفوذ قوي وبطش شديد ومدعومة من قبل جهات متنفذة حكومية وخارجية ... , وان تكلمت عنهم فسوف يقضون علي وعليكم قضاءً مبَرمًا ... , وعندما راجعوا اهل الضحية صفحة الفيس بوك ؛ و وجدوا ان الصفحة قد تم تهكيرها ... ؛ والنتيجة معروفة فقد قام اهل الضحية بنحرها كما تنحر الاضاحي .
واليكم قصة اخرى : في احدى مناطق بغداد : كانت هنالك مجموعة من الشباب المدمنين ( على تعاطي المخدرات ) , وبعضهم من تجار المخدرات والمرتبطين ببعض ضباط الاجهزة الامنية المسؤولة عن تلك المنطقة , تلتقي بإحدى ( كوفيات ) المنطقة , وبينما هم جالسون في ( الكوفي ) واذ بأحد الشباب المراهقين ( الحلوين ) يمر من امامهم , وانبهروا بجماله , وبدأوا بمراقبته ومعرفة عنوان بيته , وكان الشاب الصغير يتيما فقد استشهد والده في الدفاع عن العراق واثناء الدوام الرسمي , اذ ذهب والده ضحية للإرهاب ... ؛ وخلف وراءه امرأة بسيطة لا حول ولا قوة وابنتين و ولد ... , وسهرت المسكينة على رعايتهم والاهتمام بهم وبذل الغالي والنفيس من اجل اكمال دراستهم ... , و تربص هؤلاء الاوغاد بالولد المراهق , وصاروا يمشون خلفه عندما يذهب الى المدرسة ويعود منها الى البيت , وبدأوا يتحرشون به الا انه لم يأبه بهم ويكمل مسيره , وبعد اليأس من اغراءه , قرروا خطف الولد المسكين , وبينما الولد يمشي في طريقه كالمعتاد ؛ واذا بهؤلاء المجرمين ينقضون عليه , ويدفعوه دفعا للصعود في السيارة , وبعد ان اجلسوه في السيارة , انطلقوا مسرعين الى وكرهم المشبوه ( الشقة الخاصة ) ومعهم الضحية اليتيم , وهنالك تعرض للضرب المبرح والاغتصاب من قبل 6 اشخاص , وقاموا بتصويره اثناء ممارسة الجنس معه , وبعد ان انهوا مهمتهم القذرة , تركوه يذهب والدماء تسيل من جسمه , وارتعدت فرائص الولد من الخوف , فذهب الى احد زملاءه في المدرسة , وعندما راه صديقه اندهش من هول المنظر وما حل بصاحبه المسكين البريء , وادخله الى البيت وامره بالاغتسال وتنظيف جسده , ومعالجة جروحه لئلا تشعر والدته المسكينة بالأمر ... , وبعد ساعات من الاستراحة ومواساة صديقه له ؛ تمالك نفسه وذهب يمشي الهوينا من شدة الوجع الى بيته ... ؛ وبعدها اعتكف في البيت لعدة ايام , ولم يذهب للمدرسة , والام المسكينة تتوسل به من اجل العودة للمدرسة , ولا تعلم بحقيقة الامر وما حل بولدها المظلوم ,و بعد اللتيا والتي ؛ ذهب الولد المغبون الى المدرسة ؛ استجابة لرغبة امه , واذا بالعصابة الشقية تعترض طريقه وتهدده بنشر التصوير في حال عدم الذهاب معهم , وبدأ الولد بالبكاء والتوسل والرجاء ؛ علهم يتركوه وشأنه الا انهم أبوا ذلك , واخذوا الولد كالأسير الذليل المنكسر معهم , والدموع تذرف من عينيه والآهات تخرج من اعماق صدره ... , ومارسوا الرذيلة معه وكان عددهم هذه المرة 9 اشخاص , مما ضاعف من الام واوجاع الولد المسكين , وليت الامر اقتصر على هذه الجريمة , اذ اجبروه على تدخين مادة تحتوي على المخدرات , وتدهورت حالة الصبي وسار في طريق اللاعودة ... , وبعد الانغماس في وحل الانكسار والظلام , نفذ كل اوامرهم , ومنها اقناع اخواته البريئات بتعاطي المخدرات وممارسة الجنس معهن , وتم لهم ما ارادوا , واخذوا البنات والولد الى احد ضباط المنطقة كهدية للتواطئى المشبوه فيما بينهم وعربون محبة , وقد مارس هذا الضابط الرذيلة مع الولد واخواته وكذلك دعا بعض زملاءه الضباط لهذه الوليمة الطازجة , ولم يقصر هؤلاء الاوباش باستغلال الضحايا جنسيا وبأبشع الطرق واخس التصرفات ... ؛ وضاعت عائلة الشهيد ؛ فالأب ذهب ضحية الارهاب والابن انتهى بسبب الفساد ؛ فقد جندوهم للأعمال الجنسية وبيع المخدرات وفي احدى الصفقات بين تجار المخدرات الكبار في المنطقة وبين بعض الضباط والمسؤولين , ولأجل اقناع الرأي العام بأن الاجهزة الامنية والحكومة تبذل قصارى جهدها للإطاحة بعصابات ومافيات المخدرات والاتجار الجنسي بالبشر ... ؛ تم التضحية بهؤلاء المساكين الضحايا وعرضوا امام الرأي العام كمجرمين وليسوا ضحايا , فقد تم القاء القبض عليهم وحكم عليهم بالسجن , وبقت الارملة المسكينة تذرف الدموع على زوجها الشهيد الذي تركها في غابة من الوحوش والذئاب البشرية وحيدة فريدة , بعد ان تقطعت نياط قلبها على ابنها الوحيد وبناتها الصغيرات المسكينات ؛ وانشدت نائحة تخاطب زوجها الشهيد وكان اسمه خيري :
وشراح : لون تدري يا خيري من ايدي شفلت وشراح ... لجان ابجيت لمصاب ال علي ...!!
وقد ذكرتني ابياتها هذه ب ابيات حاكم العراق الغيور الامام علي وهو يعتصر ألما عندما يشاهد الايتام في الطرقات ؛ وعلى الرغم من عنايته الفائقة بهم ؛ اذ انشد قائلا :
ما إِن تَأَوَّهتَ في شَيءٍ رُزِئتَ بِهِ ...كَما تَأَوَّهتَ لِلأَطفالِ في الصِّغَرِ
قَد ماتَ والِدُهُم مِن كانَ يَكفُلُهُم ... في النائِباتِ وَفي الأَسفارِ وَالحَضَرِ
وقلناها ونكررها وللمرة الالف : ان الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة , وارتباطهما جوهري كارتباط العلة بالمعلول ؛ فلولا هذا لما وجد ذاك .
ولا تظن عزيزي القارئ ان هذه الجرائم وليدة اليوم ؛ بل هي من تداعيات الزمن الاغبر وحكم الطغمة البعثية الفاسدة واسيادهم الامريكان والبريطانيين , اذ اشاعوا الفساد والانحلال والسقوط الاخلاقي في كل ارجاء العراق , ولكن كل تلك الجرائم البعثية والموبقات الصدامية , كانت تتم بسرية تامة , اذ لا يسمح لوسائل الاعلام بتناول هذه المواضيع الحساسة , ولم تتاح للعراقيين وقتذاك التكنولوجيا المعلوماتية المتوفرة اليوم , ولو اتيحت لهم لسمعت منهم قصص تشيب من هولها وبشاعتها الرضع و الولدان ... , ولعل قصص اغتصاب المجرم عدي للعراقيات اشهر من نار على علم ؛ والشيء بالشيء يذكر , كنت في احدى المرات مع احد اعمامي , اذ ذهبت معه لتصليح سيارته في منطقة ( كسرة وعطش ) الصناعية في عقد التسعينات من القرن المنصرم , وكان خضير الميكانيكي ( الفيتر ) صديقا لعمي , واذ بنا نشاهد احدى السيارات الحكومية والتابعة لوزارة العدل / دائرة اصلاح الاحداث او سجن الاحداث ؛ لا اذكر بالتحديد , واقفة امام ( محل الفيتر خضير للتصليح ) , وقد ترجل من السيارة ثلاثة اشخاص يرتدون الزي العسكري ( الزيتوني ) غلاظ الجثة والطبع , تعلوا القسوة والنظرات الحادة وجوههم , وكأنهم زبانية الجحيم , وكانوا اصحاب شوارب مميزة ؛ ونزل من السيارة معهم شاب مراهق صغير يتراوح عمره بين ( 15 وال 17 عام ) , وكان جميل المحيا وممشوق القوام , وطويل الشعر , وصاحب عينين خضراوين ... , وقد ارتاب عمي من المشهد ؛ فسأل صديقه خضير ( الفيتر ) عن هذا الامر , فقال خضير : هذا الولد من نزلاء سجن الاحداث وهؤلاء الجلاوزة يخرجوه معهم احيانا , ويمارسون الجنس معه باستمرار ؛ فأجهش عمي بالبكاء , فقال له خضير : وسوف ازيدك من الشعر بيت ؛ هؤلاء المجرمون يذهبون الى دار ايواء الايتام , ويغتصبون البنات الصغيرات , بعلم وتواطئ مسؤولي الدار ...!! .
https://telegram.me/buratha