سامي جواد كاظم
مع شديد الاسف مع الانفلات في الانفتاح اصبح بامكان من هب ودب ان يصبح سيد الموقف فالكلمة الرخيصة اعلموا ان قائلها ارخص منها ، ماهكذا تورد الابل ايها المواطن المحروم ، الاعلام ليس تهريج ونقل خبر مهما كان صادقا ام كاذبا قبيحا ام مليحا ، الاعلام ثقافة ترتقي بالانسان لا تعول على المكاسب المادية مكسبها الحقيقي هو خلق جيل مثقف يحترم الانسان مهما كان .
هل ماجرى علينا العراقيين قليل ؟ تهميش وحرمان واعتقالات وحروب ومجاعة وارهاب وطائفية وتفرقة وفضائح وفساد ، ماذا نحن فاعلون لو ابتلينا بزلزال او فيضان ؟ الا يكفينا جائحة كورونا التي اخذت منا ماخذا بشريا وماديا وحتى اخلاقيا ، الم يصبح الهواء شحيح وبثمن ومات من مات لانه لم يحصل على الهواء ، هل هذا ابتلاء من الله عز وجل ام بايدينا جئنا بها ؟ انها منا وعادت الينا .
اتصفح فضائيات النايل سات وهي قرابة 1500 فضائية نعم الاذواق تختلف ولكن القاسم المشترك من الفضائيات المفروض ان تكون ثقافة المحبة والسلام فلم تستطيع اغلب القنوات من تحقيق ولو ربع الغاية هذا ناهيكم عن الفضائيات الخبيثة الموجهة ، ولكن الطامة الكبرى عندما تكون الفضائية بيد الحمقى الذين يعتقدون انهم يخدمون وواقعا انهم يهدمون .
ما فائدة ان تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي اخبار الجرائم قتل اغتصاب سرقة ، ماهو المرجو من ذلك ؟ اليس الستر مطلوب ؟ اليس النصيحة واجبة ؟ انصح ولمح ولا تستهدف بالمباشر فلربما يفسر الكلام في غير موضعه او يكون جارح .
النفوس المريضة ماعادت بحاجة الى وقود لاشعال الفتن لان الاغبياء يمنحوهم ما يريدون هذا ناهيكم عن الايادي الخبيثة التي تتلاعب باعدادات الصفحات من حيث الترويج وكثرة التسليط ومنع الخيرين وحجب من يفضح اساليبهم ، لاحظوا مثلا تويتر ولا اعلم ما اسمها الان تجعل اول تغريدة لمن يفتح الموقع شتائم شخص خليط بين الحمق والحقد اسمه رشيد يتهجم على الاسلام والمسلمين ، ونحن نشتم احدنا الاخر هذا سني كذا وذاك شيعي كذا والنتيجة صرنا وقود مجاني للصهاينة ، والاسوء من هذا كله هو من يخطئ ينسب الخطا له ولعشيرته او لمذهبه او ديانته او قوميته ، ولو احسن كثيرا يبقى التشنيع بالخطا ، اي ثقافة هذه ؟
مالفائدة من نشر الرذيلة ؟ وكل الفائدة في نشر الفضيلة ، كل الاعلام يتبع مموله ، فان كان الممول على خلق فاعلامه على خلق وان كان على قبح فاعلامه على قبح ،ليس ذلك فقط بل لديهم المهنية في تشويه الحقيقة والترويج للقبيحة .
اقول للمتلقي تحقق من اي خبر او معلومة تنشرها وسائل التواصل الاجتماعي بالذات ، لا تنشر ما لا تقتنع به ، ولا تعتقد نشر الكذب على العدو منقبة ، من يكره الكذب يكرهه في كل حالاته ومن يرضى بالقليل فانه يكذب كثير . قد لا نرتقي في اعلامنا بمقدار مهنية اعدائنا في الاعلام فعلى الاقل ان لا نكون لقمة سائغة لاخبارهم الكاذبة والمستهدفة لقيمنا .
https://telegram.me/buratha