المقالات

هكذا هي ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ..!!


كوثر العزاوي ||

طرق ومنحنَيات، وقِبال ذلك، ثمة قواعـد تتيح للإنسان تحديد بوصلته بالاتجاه الصحيح، إذ علينا أنْ نؤمن بِأننا أصبحنا فِي زمانٍ يكثر فيه تَبَدُّل المواقف وتغَيُر النفوس، وتقلّب الأمزجة، وحلحلة الثوابت، مايجعلنا على حذر من الخوض في النوايا وَكثرة الظنُون، سيما وأنّ الله تعالى يقول: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا}الاسراء ٨٤
"والشاكلة" كما ذكر العلماء بمعنی البناء والنسيج الروحي للإنسان والذي يتكون من خلال الوراثة والتربية والثقافة الاجتماعية، كما ذهب بعضهم إلی القول، إنّ الشاكلة بمعنی"الفطرة" مع أن الفطرة واحدة وثابتة،وأما ماعند الإنسان فمتفاوت ومتغيَّر، والقلوب تتقلّب! لذا يسأل الإنسان ربهُ ثبات القلب على دينه، فإنّ الدوافع والأخلاق والطباع والعادات والمزاج والفكر والأعمال مختلفة بين إنسان وآخر، ومن هنا نرى سلوك كل إنسان نابع من قناعاته الشخصيته، ومنظومته الفكرية والروحية والأخلاقيّة، ثم "كل إناء ينضح بما فيه" وهذا النمط والسلوك يتأثر من حيث السلب والايجاب فيظهر في حالات الإنسان وتعاملاته اليومية،لذا ينبغي على كل طامحٍ للوصول أن يبتعد عن البواعث والطبائع غير الملائمة، لئلا تتأثر حركته الانسانية في المجتمع وتتحول الأعمال غير الملائمة إلی مَلَكة ثابتة فيه، مما يؤدي الى خسران المكاسب الثمينة، وبما أن الله "عزوجل"قد جعل طرق الهداية علی درجاتٍ وسلسلة من المراتب المتفاوتة، فهو الأعلم بمَن حسُنت نيّتهُ أكثر من غيره، فإنه سيكون أقرب إلی الهداية في قطع طرق الحركة للوصول التكاملي، لأنّ الهداية نتاج النيّة الحسنة، وثمرة الأخلاص التي تؤتي أُكلها طيّبًا بإذن ربها، ولكن هذا لايعني بالضرورة أن تكون الحياة بلا منغصات وعقبات، وقد ثبت بالتَّجربة العملية أنّ الامور والأشياء تأتي بأسبابها المعقودَة على المفاجآت، وأنَّ العقبات والتعب والوجع والإخفاق والقلق جزءٌ مِن مُرَكّبات "تجربة الإنسان" فهنا تخسر وهنا تربح، كلُّ شيء في هذا الدهر مجبول على الضدّ، وليس ثمة مايوحي بأنّ هذا الوجود جنّة مِن راحة وانسجام، ولا بمنأى عن كمائِن الدنيا وشِراك الشيطان، وقد لا تُبقي من الإنسان سوى أطلال من خيبات وآمال معلقة وذكريات إنسان يعيش الدنيا طموحًا، والآخرة مآلاً، مايعني بأن هناك تقاطعات ومعرقِلات لاشك أنها تعترِض الإنسان لتحبِطهُ وقد تسقِطه عند غياب المناعة والبصيرة!
وتبقى الحياة هي ذلك المتاع الزائل
كما صوره الباري"عزوجل" في قوله:
{إِنَّمَا مَثَلُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلْأَنْعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قَٰدِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَٰهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِٱلْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلأيَٰاتِ لِقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ} يونس٢٤


١-ربيع الاول-١٤٤٥هج
١٧-٩-٢٠٢٣م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك