احمد ال عبد الواحد ||
ورد في الحديث الشريف ( إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي) صدق رسول الله صل الله عليه وآله ونحن على ذلك من المشاهدين، والسؤال هو أي نوع من الشاهدين نحن؟! هل من الذين سمعوا القول فاتبعوا أحسنه، أم من الذين غرتهم الحياة الدنيا وابعدتهم عن الثقلين كتاب الله والعترة؟
ان التمسك بالعترة الطاهرة وفق منطوق الأمر الإلهي يعتبر ركيزة اساسية في الاسلام المحمدي الذي جاء به النبي الخاتم ص، والذي نصبَت فيه السماء للأمة إماماً في كل عصر، أي إن الأرض لاتخلو من حجة ( حي قائم) يرجع الناس إليه في نُظم أمورهم، في المقابل جعل على الناس شرط معرفته وإطاعته وتبعيته، وبدون هذه المعرفة يصبح هذا المسلم مشركاً، كما ورد في الحديث من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية،
ورد عن الشيخ الصدوق رحمهُ الله في كتاب "كمال الدين وتمام النعمة" قول: سُئلَ أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام: أن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، فقال عليه السلام: (إن هذا حق كما أن النهار حق، فقيل له: يا ابن رسول الله (ص) فمَنْ الحُجّةَ والامامَ بعدك ؟ فقال ابني محمد، هو الامام والحجة بعدي) من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية.
إذاً فقد أصبح لزاماً على كل مسلم معرفة إمام زمانه، ويقيناً نحن كشيعة في زمن الغيبة نعرف أن إمام زماننا هو الحجة بن الحسن أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، وهو السبب المتصل بين الارض والسماء، كما ان معرفة الامام الحجة عج يشمل عدة مستويات، ولكل مستوى فرائض وشروط، ومن أول الشروط والفرائض هي التسليم المطلق للإمام عج، وإن ألاعتراف به هو سبب قبول الاعمال الصالحة سواء كانت واجبة أم مستحبة.
والسؤال الذي يطرح نفسه، من هو إمام زمانك؟ للاسف الشديد هنالك تجهيل لدى البعض ممن يُحسبون علينا فيما يخص الإمام روحي له الفداء، وجهل بأسباب غيبته والغاية منها وأهدافها وما رسمته له السماء من دور إلهي في قيادة العالم وإرساء حاكمية الله في الارض، وهنا تكمن خطورة الحديث القائل (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، إذاً على كل مسلم أن يعرف إمام زمانه، ولماذا غُيب (شخصه) عنه ؟ وما هي الاسباب التي دفعت بالامام الى هذه الغيبة، كذلك علينا معرفة ودراسة العلامات التي أخبرنا بها أئمة أهل البيت عليهم السلام فيما يخص عصر ظهوره المبارك، وهذا بالضبط هو الدور الذي يقوم به المنتظرون لإمام زمانهم، فهم يتحملون مسؤولية تعريف الناس بحقيقة إمامهم وبيان تلك العلامات وشرحها لهم كي يكونوا على إستعداد لذلك اليوم الذي سيأتي به أمر الله بظهور وليه القائم عج، وهذا لن يتأتى إلا عن طريق متابعة ودراسة تلك العلامات التي تحدث عنها أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وهي مسؤولية مشتركة بين المنتظرين والمتلقين، وذلك بتهيئة القواعد المنتظرة لإمام زمانها وتعبئتهم للوصول إلى ذلك الاستعداد الكامل ليوم الظهور المقدس…
إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا
والحمد لله رب العالمين.
https://telegram.me/buratha