الشيخ جاسم محمد الجشعمي ||
لم تكن ثورة الامام الحسين عليه السلام عملاً ارتجالياً ، أو حدثاً عابراً ، أو وليدة عوامل آنية أو ظروف زمنية طرءت على حياة الأمة فاستدعت ثورة بحجم ثورة الامام الحسين عليه السلام وبحجم أهميتها واهدافها التي استشهد الامام الحسين عليه السلام واولاده واصحابه من أجلها .
ثورة الامام الحسين عليه السلام في اليوم العاشر من المحرم سنة ٦١ من الهجرة قادها الامام الحسين وهو ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمام افترض الله طاعته على العباد وهو اقدس وأطهر واعلم خلق الله في زمانه . وقد اقر على ذلك الموالين له واعترف به اعداءه ومعارضيه في العقيدة والولاء . وان أهل بيته واخوته وأولاده وابناءه عمومته الذين استشهدوا معه هم كوكبة من بني هاشم لانظير لهم على وجه الأرض. ومعهم ثلة من اصحابه من الصالحين والعلماء وقراء القرآن الكريم والذين تشرفوا بنصرة الامام الحسين عليه السلام وقد اشاد الامام الحسين عليه السلام بايمانهم وصدقهم و وفاءهم وأخلاصهم واستماتتهم وتضحياتهم من اجل نصرة الحق الذي تمثل بالامام الحسين عليه السلام ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
لم تكن ثورة الامام الحسين عليه السلام شبيهةَ بالثورات التي وقعت في التاريخ على مرالعصور . فإن لثورة الامام الحسين عليه السلام صبغة ربانية مقدسة . فقد اقتضت الارادة الالهية ان يقوم الامام الحسين عليه السلام بمهمة ثورة اصلاحية وتصحيحة كبرى لتصحيح مسار الأمة التي خرجت عن النهج الالهي وتعرضت الى مصادرة ارادتها من قبل الظلمة من الخلفاء والامراء . وكذلك تصحيح وإصلاح التحريف والبدع التي تعرض لها الاسلام . واعادت روح الآباء في الأمة وروح الجهاد والتضحية من اجل الحق والدفاع عن الاسلام.
ان الثورة الحسينية حملت أهدافاً الهية مقدسة بامتياز . وقد حققها الامام بثورته وجهاده وتضحياته وبكل مايملك من الأولاد والأبناء حتى الطفل الرضيع وابناءعشيرته واصحابه الميامين. سنتطرق اليها في حلقات لاحقة .
ان للثورة الحسينية اسباباَ وداوافع سنشير اليها بايجاز.
وقد تركت الثورة الحسينية في كربلاء اثاراً إيجابية طيبة في حياة ومسار الأمة.
https://telegram.me/buratha