إنتصار الماهود ||
أنا الآن أعود بالزمن للعام 11 الهجري يوم 28 من صفر آخر يوم من حياة نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم، الذي مات مغدورا بالسم.
أقف أمام منزل النبي صلى الله عليه وسلم، لا تستغربوا كلامي وتستهجنوه ، وددت أن أسافر بالزمان لأروي لكم ولنفسي، قصة آخر يوم في حياة حبيبنا وما تلاه من أحداث، بعد مرضه الشديد ووصيته لعلي عليه السلام ومن كان حوله، بعد أن فاضت روحه الطاهرة في حجر إبن عمه ووصيه، الذي لم يفارقه، في وقت الكل كان يدعي أنه كان بجواره الشريف آخر يوم و أوصاهم، إلا رجل واحد لم يتكلم ولم يتباهى والسبب، أنه كان مشغولا بحزنه على أبن عمه و مربيه و مؤدبه، حزن عظيم ساد في بيت علي وفاطمة الزهراء عليهم السلام، و أي حزن أكبر من فقد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ .
ما هذا الذي أسمعه؟ من الذي يطرق باب فاطم بقسوة ودون مراعاة لحرمة حزنها و ألمها؟؟.
لحظة لحظة أنا أراهم، إنهم مجموعة من المهاجرين والانصار 21 شخصا يحملون مشاعل النار، غاضبون غاصبون يطلبون بيعة علي عليه السلام لابي بكر؟؟؟.
أوليس علي عليه السلام هو الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
أنا أتخيل نفسي وأنا أخاطب إمامي وسيدي أبا الحسن ”يا مولاي لقد طلبوا بيعتك لابي بكر أربع مرات ولم تجبهم، نحن شيعتك نعرف أن حزنك على إبن عمك ونبيك أعظم من الدنيا وما فيها، هم لن يتوقفوا عما يردون إلا أن تحل الكارثة التي أوجعت قلوبنا بكسر ضلع الزهراء وإسقاط جنينها “.
إحدى وعشرون رجلا أرى منهم ( عمر ابن الخطاب، خالد بن الوليد، قنفذ مولى عمر، عبد الرحمن ابن عوف، أبو عبيدة بن الجراح)، وغيرهم ممن نكثوا بيعة غدير خم وبايعوا ابا بكر في سقيفة بني ساعدة، تلك البيعة التي تخلف عنها علي عليه السلام والعباس و الزبير و آل هاشم، الذين كانوا يجهزون الجثمان الطاهر للنبي الاكرم صلوات الله عليه لمثواه الأخير.
أنا أرى أول الواقفين الغاضبين على باب الزهراء روحي لها الفداء، قنفذ مولى عمر ابن الخطاب ملوحا بالمشعل يدفع الباب بقوة على مولاتي وهو يطلب البيعة لأبي بكر، كسر ضلعها والمها وحرق دارها وتسبب بإسقاط جنينها المحسن.
أيها الملعون أتعي ما فعلت؟؟ اتعرف من أذيت؟؟ انها السيدة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فاطمة بضعة مني فمن أغضبها اغضبني “ أتطيق أنت غضب الله ورسوله؟؟.
تلك الصورة تبين لنا حجم التكالب على الخلافة و وما الذي يمكن أن يتسبب به النزاع عليها، فعلي عليه السلام لم يبايع ولم يشايع الثلة التي خالفت الوصية لم يخرج من داره أبدا ، ليس خوفا لا سمح الله فمن قلع باب خيبر ومن قتل مرحب وود، لن يصعب عليه أن يقتلع كل من وقف ببابه وأحرقه إلا امتثالا لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل المحافظة على وحدة المسلمين وعدم شق عصا طاعتهم.
علي عليه السلام لم يبايعهم على خلافة الشيخين ابدا، وحتى الروايات التي وصلت الينا ذكرت، أن عليا ع أمسك بيد أبي بكر وقبضته مغلقة مكرها بعد وفاة مولاتي الزهراء، دفعا للفتنة عن صفوف المسلمين ووافق عليها رغم ذلك الشيخ الأول.
فالخلافة لدى علي عليه السلام وشيعته تختلف تماما عن الخلافة لدى أبا بكر ومن بايعه ووالاه من بعد.
فخلافة علي هي منصب إلهي توج به ولا يتوقف على الناس وبيعتهم، فهو سر مكنون في وولده من بني فاطمة صلوات الله وسلامه عليها من بعده.
وخلافة ابو بكر ومن تبعه هي منصب إنتخابيّ لا يصل إليه المرء الا بالقوة المتمثلة في انتخاب الناس، وأي إنتخاب هذا الذي حدث غدرا و بغضا بحق علي في سقيفة بني ساعدة.
(أفإن مات أو قتل انقلبتكم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا).
ان الله جل وعلا ورسوله الاعظم يعرفون ما بنفوس الاعراب المنافقون وقد فسرت لنا الاية الكريمة ما سيحدث بعد وفاة النبي الاعظم ولتكن تلك الاية دليلا لنا حتى بعد أن طمست كتب التأريخ و كتب الكثير من مشايخهم حق علي وفاطمة عليهما السلام المغصوب.
https://telegram.me/buratha