علي السراي ||
من منا لم يقرأ زيارة عاشوراء ؟ ومَن منا لم يُردد جملة ياليتنا كُنا معكم ويتوقف عندها ملياً ويتأملها ليُحلق بجناح الأُمنيات المؤلمة الحزينة إلى حيث يوم العاشر، فيقف وقفة الهزبر الهصور أمام ذلك الغريب الوحيد مردداً بكل شجاعةٍ وعزمٍ وإقدام اهزوجة العشق والفداء و الولاء لزهير بن القين البجلي حين خاطب قائده وسيده…(( قائلاً والله لوددت أني قتلت ثم نُشرت ثم قُتلت حتى أقتل هكذا ألف مرة، وأن الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك )) ….
مَن منا لم يُراوده ذلك الحلم ؟ وتلك المواقف الشجاعة المشرقة المشرفة الخالدة لإبطال الهيجاء الذين افتدوا سيدهم بالغالي والنفيس؟ يقيناً ودون أدنى شك، أن جميعنا قد تمنى ذلك بآهات ولوعات وحسرات لا تنتهي، بل وأنى لنا ذلك ؟ ولكن ليس بعد… فالحقيقة خلاف ماتعتقدون، نعم…فكلا وحاشا أن يبقى الأمر حبيس تلك الامنيات دون أن يتحقق، وهنا أقولها وبالفم الملآن، مازالت الفرصة سانحة لك ولي ولكل من له عُلقة بمحمد وال محمد صل الله عليه وآله،
بلى وأيم الله، مازال الباب مفتوحاً على مصراعيه لكل من يريد الإلتحاق بالحسين وركب الحسين ليكون بمصاف أبطال كربلاء ويحقق أمنيته، فما عليك إلا أن تعقد النية الصادقة الخالصة لله وتلتحق بركب حسين زمانك الذي ينتظر منك النصرة والمُكنة لتكون في جيشه، فحسين عصرك اليوم هو إمام زمانك القائم المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، ذلك الذي أعده الله لقصم عُرى الشرك وإقامة دولة العدل الإلهي وإرساء حاكمية الله في الارض بعد أن يطهرها من رجس الشيطان والاخذ بثأر المذبوح عطشان على شواطىء نينوى ...
نعم أيها الاحبة… فقيام المهدي الذي نعيش إرهاصات عصر ظهوره المبارك هو مكملاً لقيام ونهضة جده الحسين عليهم السلام ، ولهذا عليك أن تستعد من الان وتعاهد الله ونفسك وإمام زمانك على أن تكون جندياً مهدوياً ممهداً ليوم الظهور المقدس، ولكَ وقتئذ أن تختار بنفسك كيف تكون حبيباً أو زهيراً أو مسلماً أو عابساً أو حراً أو بريراً، وواهم من إعتقد أن السِتار قد أسدل على فاجعة كربلاء وأُغلق حسابها… إذاً علينا جميعاً أن نستعد، ونعُد العُدة ونبدأ بأنفسنا وإهلنا، أقاربنا، عشائرنا، جيراننا، ومنطقتنا، علينا أن نبني قواعدنا المهدوية الجماهيرية في مناطقنا، ومن ثم ننطلق إلى ماهو أوسع وأشمل، (( وما يُدريك… لعلك تكون ، تكوني ) من أولائك الذين خصهم المعصومين عليهم السلام بالعدد ٣١٣ ….
إذاً… على أمة ياليتنا كُنا معكم أن تعمل بتكليفها الشرعي و تتهيأ وتستعد وتكون جاهزة للنصرة المطلوبة لتلتحق بركب المهدي عج (( وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي المَقامَ المَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ الله وَأَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارِي مَعَ إِمامِ هُدىً ظاهِرٍ ناطِقٍ بِالحَقِّ مِنْكُمْ )) وهذه نعمة كبرى أنعم الله بها علينا نحن الذين لم نكن موجودين في تلك الظهيرة الدامية كي نفتديه بالأرواح والمهج….
إذاً فقد حان وقت العمل والركوب بسفينة حسين زماننا المهدي عج
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال …(( ليعدن أحدكم لخروج القائم ولو سهماً فإن الله تعالى إذا علم ذلك من نيته رجوت لأن ينسئ في عمره حتى يدركه فيكون من أعوانه وأنصاره ))
واعلموا… أن إمامنا هو الذي ينتظرنا وهو الذي يريد منا أن نكون جاهزين لذلك اليوم الذي طال انتظاره ليلتقي العاشق بالمعشوق فيغدقُ علينا من فيوضات أنفاسه المقدسة ندًى من عطر محمد وآله محمد صلوات ربي عليهم أجمعين…
فهل ياتُرى أعددتم أنفسكم لإمام زمانكم؟
سؤال موجه لإمة ياليتنا كنا معكم…
أللهم عجّل لوليك الفرج والمُكنة والنصر واجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه
إنك سميع مجيب
إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا
والحمد لله رب العالمين
https://telegram.me/buratha