ظاهر العقيلي
رغم ان زيارة اربعينية الأمام الحسين ( عليه السلام ) تعد من المناسبات الدينية السنوية المقدسة والعظيمة للمسلمين عموما وللشيعة على وجه الخصوص إلا أنها من حيث الجوهر تنطوي على أهداف متعددة لا تنحصر في جانب محدد فهي بالاضافة الى صفتها الدينية والشعائرية الألهية الكبيرة والاجتماعية وما شابه تنطوي على هدف رسالي وسياسي مهم جدا يشمل في حد ذاته على رسالة ايمانية وعقائدية بليغة تكون بمثابة واجهة ومصد اعلامي وعقائدي ضد كل الافكار الالحادية والمخططات الشيطانية البعثية والجوكرية والغربية المعادية للدين والمذهب والانسانية على نحو الخصوص ليرتفع بها صوت الحق والعدل والايمان والحفاظ على القيم الاجتماعية الاسلامية الاصيلة ويصل الى أعلى درجة ممكنة من النقاء لما للثقافة الاربعينية الحسينية من دور كبير في تطوير حياة الناس فضلا عن وضع العوائل والشباب أمام مسؤولياتهم الدينية وجها لوجه.
إن زيارة الاربعين اصبحت العلامة الفارقة للشعوب الاسلامية والتي تؤمن بان التعاليم الاسلامية وديننا الحنيف هو السبيل الوحيد للنجاة وهي ايضا علامة فارقة للأفراد فالشعب المثقف سوف يكون واعيا بلا أدنى شك ووعيه سوف يقوده الى الصدارة من بين الشعوب والأمم كما يقوده الى كشف مخططات الاعداء الشيطانية والتي تريد نشر الشذوذ والفساد بين الشعوب والامم الاسلامية لما يتمتع به من حسن الرؤى والأفكار الثقافية والعقائدية والقدرة على تطبيقها في المجال العملي بعكس المجتمعات الاخرى التي سيطرت عليها مؤامرات الشيطان وخباءثه حيث الفساد والزنا والجندر والخمول والخمور والشذوذ والكسل والتراجع يشمل كل مرافق الحياة لديهم .
أن زيارة الاربعين لقاح الاسلام الاصيل ضد افكار الاجرام البعثي الجوكري التهميشي والاقصائي وقد أصبحت كغصة الحلقوم في قلوب اعدائها من البعثية والنواصب والجوكر الامريكي وحواضنهم العفنة .
وكانت ولا زالت زيارة الاربعين لما تمثله من ثقل عقائدي ودعم الهي سهم حق يخترق صدور الاعداء والحاقدين ويدمي قلوبهم المقفلة بالكره والنذالة كالصهوينة والماسونية والامريكان وذيولهم النتنة اهل الخمر والشهوات والملذات الدنيئة والذين يسعون جاهدين لنشر الثقافات الدخيلة على مجتمعاتنا الاسلامية المحافظة .
بطبيعة الحال عندما يكون المجتمع الاسلامي مسلحا بالثقافة المتوازنة وصاحب عقيدة راسخة يستمدها من جذورها الصحيحة سوف يكون في صدارة المجتمعات والشعوب العالمية وتأتي زيارة الاربعين لتكون الرافد الثقافي العقائدي العظيم للشعوب المؤمنة وهي التي تمدهم بنبع الأفكار الثقافية والعقائدية الجماعية على نحو سنوي ففي كل سنة في مثل هذا الوقت تعيش الشعوب المسلمة أجواء هذه الزيارة الخالدة ويستمدون منها ثقافة ايجابية لاسيما في مجال الأفكار التي تدعم مساراتهم الانسانية السليمة في الحياة وتوجهاتهم الاخلاقية الصحيحة .
لذلك نرى انه ومهما حاول الاعلام البعثي الجوكري الشيطاني من محاربة هذه الزيارة العظيمة نرى انه يكون العكس فستقطب الزيارة كل عام فئة كبيرة جدا من الشباب وشتى شرائح المجتمع وعلى مختلف توجهاته وتعمل على تحريك طاقاتهم وتثوير افكارهم عقائديا ومن ثم منحهم حيوية مضاعفة تجعلهم أكثر أملا بالحياة واكثر تشبثا بالتطور والتقدم والانتاج والابتكار والرؤى الواضحة والعقيدة السليمة وهذا ما نلاحظه لدى الجموع الشبابية الغفيرة التي تجوب ارض كربلاء المقدسة وتسهم في فعاليات فكرية وثقافية وخدمية متعددة تنبع من قناعة الشباب التامة من ان خدمة الانسان هي الهدف الأول لديهم ورفعة الاسلام المحمدي الاصيل والقيم الاسلامية السمحاء والاخلاق النبيلة .
ان الخط البعثي الجوكري والعلماني وزمره العفنه كانوا ولا يزالون يخشون مبادئ الثقافة الحسينية كونها هي التي تقف لمآربهم بالمرصاد ولهذا يسعى الظالمون الى تعطيل طاقات الشباب عبر نشر الثقافات المضادة للخير والمؤازرة للظلم والفساد واشاعة الثقافات المنحلة فعندما يتمكن الاعداء من خلخلة الثقافة لدى الشباب والمجتمع بصورة عامة وإضعاف ايمانهم وعقيدتهم سوف يمكنهم تحقيق اهدافهم ولذلك سعى الحكام الطغاة وعبر مر العصور الى محاصرة الثقافة وتكميم افواه المثقفين الرافضين للانحراف؟ لاسيما أن الثقافة الحسينية تستمد جوهرها من الفكر الحسيني الرافض للقمع والظلم والفساد الاخلاقي والديكتاتورية القمعية .
جاءت زيارة الاربعين هذا العام وبهذا العدد الهائل من الزوار والمحبين لتقول لثقافة الفساد الاخلاقي والجندر والشذوذ كلا والف كلا فالحسين ومفاهيم الشيطان ضرتان لا تجتمعان على مدى الدهر والعصور فالحسين حسين الاخلاق والقيم النبيلة الفاضلة والحسين حسين المجتمع المسلم المحافظ والاصيل والحسين حسين المبدأ والعقيدة السليمة والرؤى الحقة والحسين حسين العفة والنزاهة والايمان والبصيرة فمع الحسين دائما وابدا لانه طريق النجاة دنيا واخرة .
https://telegram.me/buratha