محمد مكي ال عيسى ||
وأنت تسير مجتازاً المواكب واحداً بعد آخر ستتكرر على مسامعك عبارة (( شاي أبو علي )) وفي مواكب عديدة حتى أصبحت هذه العبارة شعاراً للخدمة والضيافة وارتبط شاي أبو علي بزيارة الحسين ع والمقصود منه أن هذا الشاي هو ضيافتك من الحسين ع والذي كان له أكثر من ولد باسم علي وأشهرهم علي السجاد ع وعلي الأكبر ع
لكن هناك ارتباط آخر بين هذه الزيارة وبين قدح الشاي . .
هذه الزيارة العظيمة حدث ضخم يصنعه الملايين بين زائر وخادم بين سائق ورجل أمن ورجل خدمات وهلُم جرّاً ولا أحد يمكنه أن يقول كان لي الأثر الأكبر في تحقق الزيارة بل ولا أثر صغير أبداً ومن يجرؤ على ذلك ؟!
نعم الكل في هذه الزيارة مجتمعين يصنعون الحدث والكل يذوب بذاته وينصهر لتخرج لنا الزيارة بهذه الصورة لا أحد يستطيع أن ينسب شيئا لنفسه أبداً , الكل يعلم أن هذه الزيارة لا تتوقف على فرد بعينه ولا على موكب بعينه ولا حتى على عشيرة أو تيار سياسي أو . . أو مع أن كل من يشارك فيها يكون له دخل في صناعتها.
إنها تربية محق الذات تربية الانتماء الى الجماعة تربية نبذ الغرور والتعالي والفضل و الأنا إنها مدرسة الحسين ع مدرسة أخلاق متكاملة كل فرد يشارك في هذه الزيارة يكون دوره كدور حبّة السكّر في كوب الشاي . . جميع حبّات السكر تساهم في تحلية الشاي وكلها تذوب ولا يبقى أثر لشكلها ولونها ليكون الشاي حلواً ولا تستطيع أي حبة من حبات السكر أن تقول أن لي الفضل في جعل الشاي حلواً . . الكل يشارك في تحلية الشاي ولا ينسب الفضل لأي حبة . . هكذا هم زوار الحسين ع وأصحاب المواكب يذوبون في الزيارة هذه كما يذوب السكر في كوب الشاي ولا فضل لأحد (( شاي أبو علي تفضل يا زاير ))
https://telegram.me/buratha