سعد الزبيدي ||
بقلم الكاتب المحلل السياسي.
منذ مئات السنين اعتاد مناصروا أهل البيت عليهم السلام أن يمارسوا عادات أوصلوها لدرجة الشعيرة فإن كان ما بفعلونه سعيرة أو طقوسا فلابد أن نسلط الضوء بوضوح كي نبين صعوبة الاختيار مابين طريق كربلاء وطريق الحسين عليه السلام.
الفرق شاسع مابين الشعيرة والطقوس فالشعيرة هي ماندب الشرع إليه وأمر القيام به كتوحيد الله والإيمان به وبكتبه ورسله وملائكته وقضاؤه خيرا كان أم شرا والصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد وأوامره ونواهيه والطقوس هي رمز لا تحمل فقط دلالات دينية وإنما ترتبط بعادات وتقاليد وقصص وأساطير وتختلط بشعائر دينية حيث ترتفع إلى مستوى العقيدة والطقوس مشتقة دائما من حياة الشعب الذي يمارسها ولذلك قال الله تعالي:- ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) فعندما نصلي ونصوم ونزكي فإننا نعبد الله بما أمر ونهى في كتابه وسنة رسوله ونقيم شعائر الله أما إذا لم نلتزم بأوامره ونواهيه فنحن نقيم طقوسا فقط لا تقدم ولا تؤخر، فكل من هب ودب يستطيع الوصول لكربلاء مهما تعددت السبل إلا أن سبيل الحسين صعب مستصعب فلن يسير في درب الحسين إلا من كان مؤمنا حقا يجسد ايمانه في أفعاله وأقواله وتعامله مع الآخرين فهو خط مستقيم لا ينحي ولا يقبل الاعوجاج أبدا يعلم جيدا أنه في امتحان كي يعبر السراط المستقيم مغفور ذنبه موقنا بأنه سينشر كتابه الذي في يمنه بلا خوف ولا وجل حسينيا علويا محمديا لم يرهم ولكنه بايعهم قلبا وقالبا وسائر على نهجهم فترجم حبه لهم لأعمال يراها الآخرون فيه فهو شجاع لا تخذه في الحق لومة لائم لا يكذب ولا ينافق ولا يتملق ولا يداهن ولا يتزلف يقول الحق ولو على نفسه لا يناصر ظالما ولا يتأخر في الدفاع عن المظلوم يقول لا لكل جبار متكبر لا يخاف من باطل وإن كثر أصحابه. اخلاقه اخلاق الأنبياء ومعيشته معيشة الأولياء يرافق الفقراء ويأكل مع المساكين ولا يعرف الغرور له طريقا ملتزم بصلاته يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لا يقرب الفحشاء ولا يعمل المنكر عرف الله فخافه ووجده أهلا للحق فعبده تعلو محياه ابتسامة يتكلم بأدب ولطف يغض بصره عن المحرمات ولا يأكل إلا من عرق جبينه حلالا طيبا فشلت الحياة أن تغرر به فزهد في الدنيا وطلقها وكان من أهل الآخرة الذين يعملون لآخرتهم كأنهم يموتون غدا ويعلمون لحياتهم كأنهم يعيشون أبدا ولم ينس نصيبه من الدنيا فحمد ربه على كل أمر وآمن بالقضاء والقدر لم يخالط لحمه الحرام. ماله حلال ليس به شبهة فيه حق للسائل والمحروم يصلي الفرض في وقته ويتفقد الصغير قبل الكبير لا ينافق ولا يمشي بغيبة ولا نميمة كل عمله صادق لوجه الله لا يعمل رياء ولا يريد مرضاة العبد في معصية الرب. يعطف على اليتيم ويتصدق على المساكين.
ملايين يصلون كربلاء يظنون أنهم إن ساروا وعانوا مشقة الوصول سيغفر لهم يتناسون أن الحسين عليه السلام قتل ولم يترك فرضا فصلى وهو في المعركة وجاهد الباطل بصوت عال ظل خالدا وهو يقول أكبر لا في تأريخ الوجود. البعض يذهبون لكربلاء ولكنهم لا يعرفون الحسين عليه السلام أبدا فلا ينفعون أنفسهم ولا أهلهم ولا مجتمعهم فإن تركوا بعض الذنوب لفترة احتراما للحسين كما يظنون وليس خوفا من الله فسرعان ما يعودون ليعملوا المنكرات فلا صلاة ولا صوم ولا التزام بأوامر الله ولا نواهيه يعودون للشيطان الذي سيسول لهم بكل ذنب ويقربهم من الحرام حتى يعودوا لزيارة كربلاء كل عام بلا جدوى وذنوبهم تزداد إلا من رحم ربي فوصل عن كد مفترق طريق ليعلم أن هناك بونا شاسعا بين أمرين فشتان ما بين طريق لكربلاء والطريق للحسين .
لا تعتقد للحظة أنك إن كنت لا تصلي وهي عمود الدين إن قبلت قبل ما سوها وإن ردت رد ما سواها ولا تؤدي ما عليك من واجبات إن بذلت كل مالك في سبيل الحسين عليه السلام فلن يشفع الحسين عليه السلام لتارك الصلاة فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي فكن مسلما تكن حسينيا.
قبل أن تعلن الحداد على الحسين عليه السلام بلبسك السواد وتردد كلمات جوفاء لا تخرج من اعماق الفؤاد عد إلى الله وشمر عن ساعديك وسر في طريق الحسين متبعا سيرته بذلك تكون مواليا يجسد قول الإمام رحم الله من أحيا أمرنا ومثال لقوله شيعتنا كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا وكونوا دعاة صامتين.
https://telegram.me/buratha