المقالات

نحن من يصنع الوهم ويعظم الخرافة..!


إنتصار الماهود ||

 

سأسير اليوم وسط حقل ملغوم جدا، ربما لن يجروء كثيرين من الخوض فيه، ما سأطرحه عليكم ربما بعضكم سيفسر ما أكتبه بصورة خطأ، أو ربما ستتفهمون وتعذرون و تؤيدون طرحي،  نعم فالتكلم عن الشعائر الحسينية وبيان الحقيقة من الخرافة هو كالحقل الملغوم يجب أن نحذر حين نسير فيه ونعرف أين نضع أقدامنا،  يجب أن نفرق بين ماهو وهم وبين  الحقيقة،  بين الثابت والمتغير، كيف تقرر انت هذا الأمرهو قرارك.

نحن نسأل  هنا كيف نفرق بين الأمرين؟؟ ما هي الخرافة  التي دخلت على الشعائر والتي بسببها تتم مهاجمة الشيعة عامة،  وشعائرنا بصورة خاصة كل مرة؟  كيف نوقف تلك الآلات والأجندات الخبيثة التي تصرف عليها الأموال الطائلة من أجل  تشويه مذهبنا وشعائرنا؟ 

لنعد بالزمان إلى  الوراء قليلا لا بل أكثر منه لأقص عليكم بعض القصص التي علقت بذاكرتي،  من روايات أبي و أمي و حبوبتي أم  عبد أتشاطر معكم ذكرياتي عن  تلك العائلة التي تعطي للحزن على الأحبة حقه،  فكيف لو كان الحزن على إبن بنت رسول الله  صلوات الله وسلامه عليهم  أجمعين!!  فمظاهر الحزن  وشعائر محرم لدينا تبدأ أول  يوم  في  عاشوراء.

كل عام ونحن نقول لوالدي وهو يعلق قطع السواد في أركان  المنزل ” يابة ترة اليوم أول  يوم من أيام السنة  يعني هجرة النبي صلى الله عليه وسلم مو اليوم يبدي الحزن ترة  الحسين ع  أستشهد بعشرة محرم “، فيردف قائلا ” بوية ترة الحسين فدوة لإسمه  بهيج وكت  چانت قافلته متوجهة لكربلا،  وهو يعرف بنفسه راح ينقتل وتنسبي عياله،  شلون تردون ما نحزن من أول يوم، أعلگ السواد و أقدم العزاء وإحنا بوية  نعرف بهالأيام شصار بالحسين ع والي مثلنا لازم يبقى حزين كل الأيام  ع الحسين مو بس بمحرم “.

توقفت قليلا عند كلام الشيبة الجنوبية وأدركت مقصده و فهمته رغم أني لازلت مراهقة إلا إن حديثه كان له الأثر  البالغ في نفسي ”مو بس بعاشور نحزن ع الحسين".

أما حزن أمي و حبوبتي كما أحب  أن  أسميها فحزنهن عالم آخر بحد ذاته ،  تلك  الدموع التي تذرف على الحسين عليه السلام   والعبرات، ذلك النعي الذي يخرج من أعماق قلوبهن،  صوت عبد الزهرة الكعبي حينما يقرأ المقتل،  ياسين الرميثي حين يردد يحسين بضمايرنا صحنا بيك آمنا وتقول حبوبتي معه وهي تبكي بحرقة ممزوجة بألم ،”أي والله يحسين آمنا و بمصيبتك إنفجعنا يبو علي “،  خبز العباس ع من ايديهن المباركة وهن يرددن ” أخذي مرادچ هذا أبو فاضل ما يقصر وي الي ينخاه منزلته عند الله محد يوصلها هذا أخو زينب فدوة لاسمها “.

أما أمي فهي تسهر ليلة العاشر من محرم تطبخ الهريسة حتى الصباح وهي تتذكر مصيبة آل البيت وتواسي مولاتي العقيلة ” الله يساعدج ي ام عون وليدي راح مني بقيت مثل المسودنة على فراگه، وحزني زرف گلبي زرف شلون بيج من راحوا إخوتج و أولادهم،  وبقيتي وحدج حايرة بالعويل واليتامى “ تخاطب مولاتي زينب وهي تبكي وكأنها أمامها تواسيها.

لنساء عائلتي منزلة عظيمة لدى الله وإمامي الحسين عليه السلام  فهن لم يطلبن شيئا يوما من الحسين  أو العباس عليهما السلام  ولم يتحقق،  نعم فمرادهم بالإيد كما تقولي حبوبتي،  وأنا  لليوم لازلت أسير على عقيدتهن وفطرتهن السليمة، لكن مع المقارنة بين ما حدث أمس و ما يحدث اليوم،  بعض التصرفات  التي تحدث في محرم بإسم شعائر الحزن الحسينية والتي أعتبرها دخيلة عليها.

  ربما تتفقون معي فأنا مع تهذيب الشعائر، كيلا تكون نقطة ضعف يتمسك بالسيء منها من المتصيدين و المتخرصين، فنجدهم يتحدثون عن ظواهر غريبة مثل تصرفات معينة كالزحف في الوحل مثلا  او تمزيق الملابس او حتى السير على الجمر وبعض القصائد التي هي أشبه بالأغاني وقريبة للموسيقى المفرحة منها للحزن، وكل تلك الظواهر ومن يشاكلها لا تمت للشعائر الحسينية ويتم الترويج لها من أجل إفشال الزيارة كما يحدث كل سنة،  يتم تناقل وتداول السلبيات وتعظيمها والتركيز عليها من أجل التغطية على الإيجابيات التي نراها ونلمسها.

 نعم فماكنتهم الإعلامية تعمل ليل نهار ضد شعائرنا،  كما حدث مثلا قبل أيام،  مع الحاجة الزينبية (أم منتظر)، فتلك الجنوبية المباركة خرجت متأسية بمولاتي زينب العقيلة قاصدة كربلاء  لتقديم العزاء، وهي مثلها  مثل الآلاف المؤلفة من نساء مذهبي الزينبيات اللواتي يتخذن من مولاتي العقيلة قدوة في كل شيء،  وأهمها الحشمة والستر والعفاف.

  رأينا كيف تم تحويل موضوعها إلى  عجيبة من العحائب،  وتم الترويج سلبا لمثل هذا الموضوع،  مهلا يا سادة هل رأيتم النساء المتوجهات صوب كربلاء  ؟  فهنالك كثير من أمثال الحاجة أم منتظر اللواتي يستحقن أن يروج لصورتهن ويكن مثالا يحتذى به،  لم تحبون أن تعكسوا صورة مغايرة عنا و عن نسائنا،  وكأنها ظاهرة فريدة  لاوجود للنساء المحتشمات لدينا ؟؟

  جهود تبذل مع الاسف  من أجل  التشويش على نجاح الزيارة الأربعينيّة في كل سنة نعاني منه ونقاتل بأقلامنا من اجل تفنيد مزاعهمهم المسمومة ونفشل مخططاتهم كالعادة.

 يلا ما علينا بوية  أدوا مراسمكم بخير  وردوا لبيوتكم سالمين ولا تسمعون ولا تروجون  الهم واذا تحبون الحسين عليه السلام صدك،  خلونا نهذب الشعائر ونغلق الباب  بوجه كل واحد ينتقص من هويتنا الشيعية.

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك