المقالات

الهزيمة ثلثين المراجل!!!


إنتصار الماهود ||

تعود والدي رحمه الله ذلك الجنوبي الأسمر أن يردد هذا المثل بإستهزاء ونكتة وهو يمثل كل شخص جبان يحاول أن يبرر إنهزامه و فعله الخسيس وهو يقول مبتسما متهكما ”يلا بوية هي الهزيمة ثلثين المراجل“، وأنا كنت دوما أسأل والدي كيف يمكن لرجل أن يتخلى عن رجولته وشهامته ومبادئه في سبيل النجاة من موقف معين وقلت له ” بوية هم يوم فكرت تسويها يعني تبيع مبادئك لخاطر حياتك؟ “ فيصيح بي قائلا ”أفه أنا غلام أبوي شلون تكولين لابوج هيج؟؟ إحنا زلم تربينا وعشنا زلم ونموت زلم وما ننهزم ولا نبيع مبادئنا بوية “. وأردف قائلا بعد أن سكن غضبه قليلا: ”بوية لا تستغربين اكو هواي مو بس ينهزمون لا ويكشفون عوراتهم، هم مثل عمر إبن العاص من سواها حتى لا يكتله أبا الحسنين سلام الله عليه، لا تستغربين أمثال إبن العاص ياما أكثرهم بوكتنا “.

كان ذلك درسا بليغا من والدي وكالحلق بقي معلقا في اذني لسنين طوال، أراقب و أقيس وأدقق في أفعال الرجال، أقارن بين الموقف والكلمة، ذلك الميزان الذي إتخذته لنفسي للمقارنة، أصبح هو بوصلتي نعم بوصلة مهمة في حياتي، ففي كل زمان ومكان هنالك إبن العاص متجسدا يكشف عورته من أجل حياته، نعم لا تستغربوا فهم موجودون وبكثرة، فالخنجر ومن لف لفيفه ممن يشبهونه كثيرين، وكلامهم عن الرجولة كثير جدا لكن أفعالهم قليلة جدا وتكاد لا تذكر، حتى أنهم في أول اختبار حقيقي للمواقف إنهزموا وهربوا وتخلوا عن أهلهم وأحبتهم وتركوهم لوحدهم يواجهون إجتياح داعش لمناطقهم دون عون أو سند، وذهبوا ليلعقوا أحذية البارزاني ليأويهم تحت خيمته هربا من الإرهاب الذي إحتضنوه اولآ في ساحات الذل والمهانة التي تغلغل بها النفس الطائفي العنصري ضد أهلهم في العراق، وتركوا مصير أهلهم قرب جسر بزيبز تركوهم للمجهول، ترى الخنجر وأمثاله ممن يحسبون من قادة الصف الأول لأنفسنا وهم يبثون سمومهم من جحورهم في أربيل، ويدفعون الشباب للإقتتال الطائفي، وهم أول المتباكين على المناطق التي باعوها لداعش وينادون، أين الرجال التي ستحرر الأرض من الإرهاب؟ ماذا؟؟؟!!!! من أنتم أولستم رجالا؟؟ أم إن الرجال لايوجودن سوى في أرض سومر!! ، تلك الأرض التي أنبتت نباتا صالحا وأخرجت رجالا اشداء هم الاكفأ لمقاتلة الإرهاب وإسترداد ما تمت سرقته منهم ، وأستردوا أرضهم التي باعها شريكهم في الوطن بثمن بخس جدا.
نعم لنفخر برجالنا قليلا وهذا من حقنا لقد حررنا أرضكم وسترنا الأعراض التي بعتموها بسوق النخاسة للشيشاني والافغاني والسعودي، وقدمنا التضحيات دماء أبنائنا الطاهرة فهل ستردون الجميل بحفظ ما أسترجعناه لكم؟؟ وهل سيقدر الجميل من تشبع بالنفس الطائفي المقيت؟
كلا، بل أنهم إستمروا بسياسة الكيل بمكيالين، والتصيد بالماء العكر والتحريض ينطلق من أربيل، رغم مد يد المصالحة ونسيان الماضي بكل جوانبه السيئة.
وبدل أن يطوي الساسة من أنفسنا أمثال الخنجر وغيره، تلك الصفحة وتضميد الجراح ونسيانها، هم شرعوا بفتحها من جديد كي تتقرح وتؤلمنا، نعم هذا هو ديدنهم، كركوك قلب العراق وفسيفسائه الجميلة أحد هذه الجراح التي نريدها أن تلتئم وتطيب ونطوي تلك الصفحة المشوهة بالأفعال المشينة والمخجلة بدلا من أن يحتكموا لمنطق العقل وتغليب القانون وتقوية سلطة الحكومة المركزية، في تلك المدينة ذات الطابع المميز الجميل، والتي تمثل كل الأطياف و الأديان والأعراق، نراهم يصرحون تصريحات غير مسؤولة يشوبها الكذب والنفاق والتدليس، دفاعا عن المصالح الحزبية الكوردية وأنا هنا أضع الف خط تحت كلمة مصالح حزبية وليست مصالح المواطنين الكورد، (فهم مظلومون مثل الكثيرين ويستخدمهم ساستهم كورقة ضغط على الحكومة المركزية)، اذا مصالح حزب أمام مصلحة العراقيين ككل هذا ما فعله الخنجر، لكن عذرا من أنتم حتى تتكلمون بإسم السنة جميعهم ؟؟ ولم تفرضون شروطا لا تمثل مواطنيكم؟ هل تم تعيينكم من قبل مسعود كلاعقي أحذية جدد له أم ماذا؟.
إن كركوك عراقية وستبقى عراقية رسمنا حدودها بدماء إخوتنا، وحررناها من دنس الإرهاب ولن نتنازل عن شبر منها، شاء من شاء، وأبى من يأبى.
وبقت يم الله ويم ابو مصطفى !!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك