رياض البغدادي ||
فرق كبير بين ان يكون المجتهد مرجع للناس، وبين ان يكون مرجعاً للدين، والفرق يتلخص في امور منها:
- مرجع الناس يعمل لاصلاح الناس.
- يعمل لتلبية احتياجات الناس.
- يعمل لكسب رضا الناس.
وبالتالي سينتهي به الامر الى الفشل، ذلك لأن الناس تريد من المرجع، وطلباتها لا تنتهي، والمرجع لا يستطيع تلبية رغبات الناس واحتياجاتهم كلها..
عندها سيصل المرجع الى مرحلة القناعة، بان اصلاح الناس غاية لا يمكن الوصول اليها، وهذه القناعة ستدخله في اليأس، وسيقتنع حينها ان مشروعه قد فشل، وسيجد نفسه وحيداً، لان انصاره من العلماء الذين على شاكلته لا يريدون ان يتحملوا مسؤولية فشله..
اما العلماء الآخرون الذين لم يدخلوا في مشروعه، سينظرون اليه بعين الشفقه، لانهم يعلمون جيداً انه سيفشل، وقد يتهمونه اما بالجنون، لان العاقل لا يدخل في هكذا مشروع، او يتهمونه بالعمالة، لان العالم الورع لا يُدخل الدين في تجربة فاشلة ..
اما مرجع المذهب، فهو يعمل :
أولاً لتثبيت اسس المذهب وقواعده العلمية.
وثانياً بناء المذهب من الناحية الفكرية.
ثالثاً العمل على تلبية احتياجات المذهب من القوة والظهور والسلطة .
على ان لا يكون المذهب سلاحه الى تحقيق ذلك، بل الناس هي التي ستكون ذخيرته وسلاحه، خاصة وان الناس لا ترفض ان تضحي من اجل الدين ورفعته.
وهذا يعني ان مرجع المذهب بدل ان يلبي احتياجات الناس، سيعمل على جعل الناس سلاحه لتلبية احتياجات المذهب ..
وعندما تتلبى احتياجات المذهب سيكون ذلك بالضرورة تلبية لإحتياجات الناس…
هذا بالضبط هو الفرق بين الثوار التقليديين والثوار الاسلاميين فالثائر الاسلامي مثل الامام الخميني سعى الى بناء الدين بالناس..
والثائر التقليدي مثل غاندي يسعى الى بناء الناس بالناس..
الأول سينال رضا الله والناس..
الثاني سوف تلعنه الناس، لانه لم يلبي حاجاتهم كلها، وسيجدون انه جعلهم وقود لغاية ليس لها قيمة ..
ليس لان الغاية لم تكن لها قيمه بالحقيقة، بل لان احتياجات الناس لا تتوقف عند حد، ومهما عمل لتلبيتها سوف يكون مقصر في نظرهم …
#تبيين
https://telegram.me/buratha