المقالات

العراق بين القصور والقبور... 


الشيخ محمد رضا الساعدي ||

 

عندما ننظر نظرة سريعة لواقع العراق نجد حالة تدمي القلب وتجرح الفؤاد وتبكي العين ، نجد طبقة تعيش في قصور فارهه كلفت الدولة مئات الملايين من الدولارات من خلال افضل التصاميم واجمل الزخارف مع افخم الأثاث واغلاه سعرا وارصنها صناعة ووسائل تدفئة تصير الشتاء ربيعا ووسائل تبريد تصير الصيف بردا  ، مع دوام لخطوط الكهرباء. 

وهذا شي جيد للبروتوكولات العالمية، ويليق بدولة ترليونية مثل العراق ويناسب ارث حضاري شامخ .

ولكن تجد مقابل ذلك في نفس البلد بل في نفس المحافظة بيوت من تنك وطين لا تقي حر الصيف ولا تحمي من برد الشتاء مع أدوات منزلية قد انقرضت في كل العالم حتى المتخلف علميا ، لا يتوفر فيها الا صنف طعام او صنفين، ومروحة قديمة تنفث في وجه اصحابها نار حامية في زمن قصير لان الكهرباء مفقودة في قبورهم .

وهنا ياتي في الذهن كلام لأمير المؤمنين ع (راعي العدالة الإنسانية) ليقطع النزاع في هذه القضية الشائكة فيقول :(ان الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره) .

فيميز بين ائمة العدل وائمة الجور، وإن امام الهدى وصاحب العدل من يواسي الفقير بكل ما لديه ، واذا لم يفعل فهو امام ضلال.

ولذا كل من سكن  القصور -وبعضها عقارات الدولة- على حساب ابناء شعبه وهم من وسكن القبور فهو خارج عن وصف امير المؤمنين  ع ...فاين نحن من عدالة امير المؤمنين ع وكيف يكون حالنا عندما نقف امام محكمة الله يوم القيامة يوم نجد ما عملنا حاضرا . 

فلو رد اهل القصور ما فضل على أهل القبور لصلح حالين الطرفين ، ولكن ازداد اهل القصور علوا وطغيانا وكان ذلك سببا لزيادة اهل القبور جوعا وحرمنا .

والغريب ان القصور بنيت بأموال اهل القبور، وأهل القبور جاعوا بسبب زيادة اموال وعقارات واملاك اهل القصور .

والاغرب ان ذلك الطغيان سرى حتى لبعض رجال الدين واصبحوا لا يواسوا الفقراء والمساكين بل يتعلوا عليهم ويتقربوا في المقابل لأهل القصور ليصيبوا من فتاتهم بل ان بعضهم اتخذ القصور مسكنا والاثاث الفاره موطنا .

وحتى بعض من نظن بهم خيرا ممن كانوا من اهل القبور عندما امتطوا السياسة أو ادعوا المقاومة قد أصبح كثير منهم اليوم من اهل القصور .

في هكذا معادلة كيف للفقير ان يصبر وكيف للجائع ان يسكت وكيف للطفل ان يسكن ...

ترى حرائر العراق يستجدين اللقمة من المزابل ويجمعن النفايات من الاطمار.

نجد اهل القصور مواكب سياراتهم تصل إلى ٥ مليون دولار وحلي نسائهم تصل ٢ مليون دولار وارصدة اولادهم ملئت البنوك واملاكهم في كل الدول .

كل ذلك لان القصور طغت على القبور ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك