المقالات

من قصص الأربعين..زائرة تصفعني!!


احمد لعيبي ||

 

 المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم أكن أتوقع أن سوء حظي سيجعلني أكلم تلك الطفلة ذات السنوات الثمان أو التسع عندما كانت عائدآ من محطة الوقود القريبة من بيتنا كانت ترتدي الاسود وتحمل علما أخضر ممزق الاطراف كانت الطفلة تمشي وتتلفت ورائها كأنما تبحث عن شئ مفقود ووسط الاجراءات الامنية المشددة على الشارع كانت سيارتي تسير ببطئ شديد ودعاني الفضول أن أسألها أبنتي الحبيبة هل أنت محتاجة الى شئ ؟الى مال ؟الى طعام؟أعدت السؤال عليها مرتين حتى ردت علي بإباء الفقراء في بلد النفط (أني كاصدة الحسين وأطلب من واحد)!!؟رباه أي جواب هذا الذي صعقني وأي طفلة تلك هل هي من بقايا سبايا الطفوف الذين ملئوا حمية وكبرياء رغم صغر سنهم أم هي شعرت أني جرحت مشاعرها وأقرحت قلبها الصغير بسؤالي لها تابعت مسيري مرة أسبقها ومرة تسبقني وانا مذهول لذلك الرد الذي اعتبرته قاس علي لأني لم أكن أتوقعه على الاطلاق وما هي الا لحظات حتى التحقت بها أمرأة كبيرة طاعنة بالسن عليها سيماء الصالحين وتحمل بيدها عصا فتعمدت أن أوقف سيارتي لأنتظر تلك العجوز وأسألها عن سر تلك الطفلة وليتني لم أقف وليتني لم أسأل!!؟فلقد أماتني واقفا جواب تلك المرأة وهي تسرد لي قصة الطفلةقائلة(رقية كانت من زوار الاربعين في العام الماضي بصحبة والديها وعمها لكن تفجيرآ حدث بالقرب من أحد المواكب الحسينية أستشهد على أثرها والدا رقية في الحال وفقد عمها ساقيه واحدى عينيه وبقيت رقية حية ترزق وفي هذه السنه خرجت للزيارة وحدها وطلبت منها عدم الذهاب لكنها أصرت أن تكون من زوار الحسين لتكمل مسيرة ابويها اللذين لم يتركا زيارة الاربعين منذ زواجهما فأضطررت أن أصحبها رغم عدم قدرتي على المسير خوفآ على رقية من مخاطر الطريق ووحشته ونحن خرجنا منذ الفجر تسبقني مرة وتنتظرني حتى ألحق بها ثم نكمل المسير).اكملت العجوز كلامها وأنا غارق ببحر من الدموع لتلك الطفلة التي تذكرت رقية بنت الحسين وانا اسمع جوابها واحدق بإبائها الحسيني وتوجهت بدموعي صوب ابي الاحرار ذلك العظيم الكبير الذي يصنع الارادة من النفوس المنكسرة رغم الحزن ورغم العوز ورغم الفقر لله درك يا حسين أي أجيال تصنع وأي عزيمة ترفع وأي مدرسة أنت واي معشوق انت سيدي لتهفو اليك قلوب الصغار والكبار ولتعظ الناس على جراحها وتقصد حرمك الامن وتدعو تحت قبتك وتسير اليك الناس وانت ملاذها وانت رمزها الذي لم يستنسخ التأريخ مثله لأنه وقف عند دمائك الزاكية التي جعلت له قيمة تذكر فماذكر التاريخ عظماء الا وكنت انت اعظمهم ولا كتب عن ثائرين الا وكنت انت إمامهم ولا وقف عند مصلحين الا وانت ملهمهم ..في اربعينك الحزين يتوشح عراقك بالسواد وتقف ارواح عشاقك في حداد مستلهمين منك كل شئ ايها الساكن في القلوب والارواح والدماء وهذه رقية الصغيرة من بين زوارك جائتك هذه السنة رغم انها يتيمة وفقدت ابويها أتراها تبحث في قبابك عن رائحة أبيها أم أنها جاءت اليك تواسي رقية شريكتها بالمصاب لتلطم خدها الصغير مواسية لك..وكل أربعين وكربلاء تفوح حزنآ وعزة وكرامة وكل أربعين ونحن عشاقك وزوارك سيدي...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك