المقالات

هل ستكون صولة العمارة نهاية النهاية لمليشيات التيار الصدري ؟

1281 07:57:00 2008-06-14

( بقلم : فالح غزوان الحمد )

منذ تشكيل ما يُعرف بجيش المهدي كانت – كما لا زالت – الأصوات المخلصة تتعالى داعية التيار الصدري إلى حل مليشياته و الاندماج الحقيقي في العمل السياسي السلمي كونه الخيار الوحيد الذي يمكن توخيه في ظل المتغيرات السياسية و الاجتماعية في عراق ما بعد صدام .

كانت هذه الدعوات بقدر ما ترمي إليه من إشاعة الأمن و الاستقرار و بناء الدولة على أسس قوية و ضمان حقوق كل مكونات الشعب العراقي و على رأسها استرداد كامل السيادة الوطنية ، فهي أيضا كانت صادقة في نواياها مع أتباع التيار الصدري فهم في نهاية المطاف عراقيون و أخوة لا يجدر بغيرهم إلا نصحهم و توجيههم إلى الطريق الصحيح و الخيار الصائب الذي يصب في مصلحتهم و بالتالي في مصلحة العراق ككل لكونهم جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي العراقي . إلا أن عقلية زعماء هذا التيار و الانقياد الأعمى لأتباعه لهؤلاء أبت إلا التصعيد و توخي خطاب الهجوم و التسقيط للآخرين و رفض كل الدعوات لحل المليشيات كونها خيار بائس و متخلف فالمليشيات لا وجود لها إلا في المجتمعات التي يسيطر عليها الجهل و رغبة التدمير و تسود فيها لغة العنف بعيدا عن لغة الحوار و التفاهم وهي في كل الأحوال لن تعود بأي خير على البلد و لن تحقق أي هدف مما يدّعى كإخراج المحتل الذي حقق مكاسب كبيرة بفضل وجودها و ها هي الآن تشكل نقطة الضعف كما أوضحنا في مقال سابق بالنسبة للمفاوض العراقي على الاتفاقية الأمنية ، حيث يرى الجانب الأمريكي استحالة ترك العراق ليكون لبنان ثانية في إشارة واضحة لمليشيات جيش المهدي و تعاظم خطرها مستقبلا و هو ما ورد على لسان رايان كروكر السفير الأمريكي في بغداد . هذه القضية تنبهت لها الحكومة العراقية بوقت مبكر و هي تسعى جاهدة الآن لسحب هذه الورقة من طاولة المفاوض الأمريكي عن طريق صولتها لتفكيك هذه المليشيات و ملاحقتها في كل مكان تلجأ إليه و لإثبات قدرة الجيش و القوى الأمنية العراقية على حماية مستقبل البلد و الوقوف بوجه العابثين و تجار الدمار و القتل .

بعد صولة الفرسان في البصرة و مدينة الصدر برزت الحاجة إلى صولة ثالثة في مدينة العمارة و هي المعقل الأخير و الذي لجأت إليه فلول المليشيات الهاربة من مدينة البصرة و بغداد و بعض المناطق الأخرى التي طالتها العمليات الأمنية و حققت الكثير من أهدافها . و خلال هذه الأيام تتواتر الأخبار عن التحضيرات العسكرية لشن هذه الصولة حيث تقترب الآن قطعات عسكرية كبيرة في طريقها إلى مدينة العمارة و هناك بعض الوحدات كانت قد دخلت بالفعل بصحبة عدد من كبار الضباط ، و يأتي ذلك بعد أن أصبح واضحا أن الأجهزة الأمنية في هذه المحافظة إضافة إلى الحكومة المحلية توفر كامل الدعم و الإسناد للمليشيات و تغطي على كل تصرفاتها و عملياتها الإجرامية ضد المواطنين الذين يتحرقون شوقا لتنفيذ عملية شبيهة بما حدثت في البصرة .

و يفترض أن هذه العملية سيتم خلالها الاستفادة من تجارب الصولات السابقة لا سيما في ضرورة إغلاق و إمساك كافة المنافذ الرئيسية و الفرعية المؤدية إلى محافظات أخرى أو التي تنتهي إلى الحدود مع إيران . إذ من الضروري في هذه الصولة إلقاء القبض على جميع المطلوبين الذين يشكلون الآن آخر شراذم المليشيا و عدم إفساح المجال لهروبهم سواء إلى مناطق أخرى أو خارج الحدود . و يساعد على ذلك أن توقيت العملية الجديدة جاء بعد عودة عشرات من قادة و عناصر المليشيا و دخولهم إلى داخل مدينة العمارة قادمين من معسكرات التدريب خارج العراق في سبيل تنفيذ عمليات ثأرية تستهدف الشرطة و الجيش في مدن البصرة و الناصرية و الكوت على خلفية هزيمتهم في بغداد و البصرة . إزاء هذا التحرك و اقتراب ساعة الصفر كانت ردة فعل قادة المليشيا تتراوح بين الاستذكاء الأقرب إلى البغاء و الضجيج الفارغ ، ففي الوقت الذي أعلن أحد مشايخ مقتدى بأن العملية لا تشملهم و ليست موجه ضدهم كانت خطبة الجمعة الصدرية في العمارة لمظفر الموسوي محضا من الطنين و التمشدق بقوى خارقة و غيبية مصدرها على حد زعمه و ادعائه الإمام المهدي وهو ما يمثل تواصلا مع خطاب أخذ يركز على جانب " المهدوية " حد أن أصبح المراقبون كما الموطن العادي يشعرون باقتراب تدريجي للهجة الخطاب الصدري من لهجة خطاب الفئات و الحركات التي تدعي المهدوية و كلها تلتقي في مصب تشويه واضح و مقصود لفكرة سامية و أصل من الأصول العقائدية للشيعة ، فكم هي خائبة و مظللة تلك المعادلة التي جاء بها مظفر الموسوي و التي جعلت من الصدريين هم مناصرو الإمام المهدي عليه السلام و أما الباقون فهم جميعا أعداء له و معارضون لحركته الإصلاحية و يعرقلون ظهوره ... و لمثل هذا فليعجب العاقل !إن أمنيات الشارع الميساني هي أن تحقق الصولة المرتقبة كافة أهدافها و تجعل العمارة القبر الأخير لهذه العصابات المجرمة و أن تكون النهاية التامة لسطوة المليشيات و تحكمها في حياة الناس .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو احمد
2008-06-14
الغريبة ان التيار الصدري يتهم المجلس الاسلامي الاعلى بالعمالة لايران وبقيامة بعمليات اغتيالات ؟؟؟ زين يابة انتو اشسويتو بالعمارة ؟؟؟ القتل والاغتيال وكل شخص ما يخضع لابتزازكم ينقتل ومن تسيطر الدولة على العمارة تهربون لايران ؟؟ هسة منو العميل لايران ؟؟؟ عبواتكم واسلحتكم وتمويلكم كله من ايران؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك