( بقلم : هلال ال فخر الدين )
بسم الله الرحمن الرحيم { من المؤمنين رجال صدقوا ماعهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } صدق الله العلي العظيم انا لله وانا اليه راجعون
سيقام مجلس الفاتحة على روح سليل العلم والتقى شيخ المحققين اية الله الشيخ محي الدين المامقاني نجل اية الله العظمى الشيخ عبد الله المامقاني في مجمع الامام علي (ع) في مدينة ملبورن استراليا وذلك يوم السبت 2008/06/14 بعد صلاة المغرب ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب
نبذه من حياة الفقيد السعيد :ولد سماحة اية الله محي الدين المامقاني في النجف الاشرف في صفر 1340 هجري الموافق عام 1920 ميلادية وهو نجل المرجع المحقق الكبير اية الله العظمى الشيخ عبد الله المامقاني مؤلف كتاب الموسوعة الرجالية (تنقيح المقال في احوال الرجال ) وحفيد المرجع الورع اية الله العظمى الشيح محمد حسن المامقاني
تحصيلة العلمي :درس الفقيد السعيد عند كبارمراجع الحوزة العلمية في النجف امثال المرجع السيد عبد الهادي الشيرازي والامام السيد محسن الحكيم والمرجع الميرزا باقر الزنجاني وحاز رتبة الاجتهاد وهو في مقتبل العمر وعرف عنه بلازمتة للدرس والتدريس والبحث والتحقيق وقد تخرج على يديه عشرات العلماء والوكلاء وكان يجيد اللغات الثلاث العربية والفارسية والتركية اجادة تامة قرائة وكتابة وعرف عنه الزهد والورع والترفع عن ملاذ الدنيا وسموا النفس والجرأة في الحق في اشد الظروف خطورة حيث لا تاخذه في الله لومة لائم ..كما يعد مدرسة اخلاقية وهذا واضح لكل من تشرف بمقابلته او تتلمذ على يديه ..وكان محل اعتماد المرجعية وبالخصوص مرجعية الامام الحكيم حيث كان ساعدا امينا وفكرا ثاقبا واخلاصا منقطع النظير اوقل مثيله في المثابرة على العمل والتفاني في خدمة خط هل البيت (ع) بعيدا عن الاضواء
وعند انقلاب البعث عام 1968 وعلى اثر هجمته الشرسة على المرجعية والحوزة الدينية ودور الفقيد في التصدي ضمن مرجعية الامام الحكيم الذي كان ملازما له ملازمة الظل وفي احلك الظروف قسوة ورعبا حيث كان ضمن قائمة المطلوبين للنظام المقبور ..حتى تمكن من الخروج من العراق في عام 1971 الى ايران وظل ملتزما بنهج التقى والورع ومواكبا للعلم والتحقيق رغم كل العروض المغرية التي قد دمتها سلطات الشاه الا انه امتنع واحجم عن قبول اي شيء ..!
قام رضوان الله عليه بتحقيق كتاب تنقيح المقال في موسوعة ضخمة فريدة في بابها وبجهد فردي غير معهود بلغ 60 مجلد وقد طبع منها 29 مجلد لحد الان وله ايضا حاشية على شرح تجريد العلامة الحلي وحاشية على رسائل الشيخ الانصاري وحاشية على مرأة الكمال وحاشية على مراة الرشاد ... وللفقيد الغالي ايادي كريمة في مساعدات كثيرة وجمة للمهجرين العراقين الى ايران وقدم مسكنه في النجف الى المفكر الاسلامي الشهيد الصدر للسكن فيه وكان مركزا لنشاطات الصدر ولخطه الجهادي فماكان من النظام الجائر بعد شهادة السيد الصدر الا تهديم ذلك المنزل بكل مايحتوية من كنوز العلم واثار ومخطوطات وتراث ..
اجازات العلماء :حصل الفقيد السعيد على اجازات بالاجتهاد والرواية من المراجع العظام .. المرجع السيد ابو الحسن الاصفهاني المرجع الامام محمد حسين كاشف الغطاء المرجع السيد المرعشي النجفي المحقق الكبير الشخ اقا بزرك الطهراني ... وللفقيد الغالي مواقف بطولية في التصدي للانحرافات ومقارعة الافكار الالحادية والهدامة طوال عمره الشريف وسواء في مجلسه المنيف اوفكره السديد ومداده الغزير ...علما بان عقيلة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ابنة الفقيد الغالي
وبعد طول زمن من الصبر على ابتلاء العلل والمرض ارتحلت روحه الزكية الى بارءها راضية مرضية وتغمد الله فقيدنا السعيد بواسع مغفرته وعظيم رضوانه في يوم الثلاثاء 6 جمادي الاخرة 1429 الموافق 2008/06/ 10 ونقل جثمانه الطاهر الى النجف الاشرف ودفن بجوار التابعي الجليل صاحب امير المؤمنين الامام علي (ع) كميل بن زياد ..فالسلام عليك يامحي الدين يوم ولدة ويوم ارتحلت ويوم تبعث حيا والعاقبة للمتقين .
عن اسرة الفقيد
هلال ال فخر الدين
https://telegram.me/buratha