( بقلم : ميثم المبرقع )
لا أدري ما هي اسرار هذا الترابط الوثيق والتجاذب القهري بين التطورات العراقية والواقع العربي والاقليمي كما لا اعرف الغاز الترابط بين استقرار العراق وانهيار امن المنطقة واهتزاز حكوماتها. كل ما حدث في العراق من تطورات على مستوى التغيير الكبير في التاسع من نيسان 2003 وما أعقبه من انتخابات وتصويت على الدستور كان المحيط العربي والاقليمي متوجساً مما حصل ويحصل بل كان يهمه كل ما يدور في العراق فكان دستورنا يناقش في اورقة وزارات الخارجية العربية والاقليمية وكانت نتائج الانتخابات تؤرق وتقلق اصحاب القرار الاقليمي والعربي بل حتى ترشيح وزير سياسي لوزارة الداخلية لحكومة منتخبة يواجه بمعارضة عربية شديدة وتدخلات سافرة في شؤوننا.
بل حتى مرشحي رئاسة الوزراء في العراق لابد ان يحظى باهتمام واحترام الجوار الاقليمي والعربي!بدأنا نناقش اتفاقية مع الولايات المتحدة الامريكية ونقرأ بنودها فانفجر الجوار الاقليمي والعربي غضباً وعتباً على هذه الاتفاقية رافضاً لها قبل الاطلاع على مضامينها بينما هم لديهم عشرات الاتفاقات الدولية والامنية!.والملفت ان قادة سياسيين مقاومين للصهاينة الغاصبين نكن لهم الاحترام والتقدير تدخلوا في شؤوننا ونصبوا انفسهم علينا اوصياء وقيمين بينما هم يتفقون مع اسرائيل لاستعادة اسير واحد فقط ونحن وطننا كله اسير الارهاب والقوى الظلامية! بينما لم يتدخل جميع اشقائنا واصدقائنا الاقليميين والدوليين في كوارثنا بل اعتبروا ان ما حدث في حلبجة والانفال هو شأن عراقي داخلي!
ولم يذرفوا دمعة واحدة على مذابح اطفالنا في الاهوار وجرائم الانفال احتراماً لتعهداتهم السياسية بعدم التدخل في الشأن العراقي واستفزاز مشاعر صدام المقبور. واليوم يتباكون ويتصارخون على عملية مفبركة افتعلتها زمر الارهاب حول مسرحية صابرين الجنابي ولم يطيقوا صبراً على صابرين، ولم يتحملوا تفتيش مسجد تحول الى مستودع للاحزمة الناسفة واعتبروا ذلك انتهاكاً صارخاً لدور العبادة وعمل طائفي لا يمكن السكوت عليه لكنهم لم ينبسوا ببنت شفه على استهداف مرقد الامام الحسين في كربلاء وقتل المتحصنين به من ثوار انتفاضة شعبان عام 1991لانه شان داخلي محض!.
قتل قابيل المصالح الاقليمية هابيل عراق السلام وتمادى قابيل ليمنعنا من البكاء على هابيل معتبراً ان ذلك البكاء والعويل تدخلاً في شؤون اصدقائنا واشقائنا ويزعجهم صراخنا ويعكر هدوءهم. لدى اشقائنا واصدقائنا عشرات الاتفاقات الامنية والسياسية الدولية واغلبها سرية بينما يتدخلون في اتفاقية علنية مع واشنطن لتقنين علاقتنا وتواجد قواتهم في بلادنا وقبل ان يطلعوا عليها ويناقشوا بنودها رفضوها واتهموا من يناقشها بالعمالة والخيانة والكفر!
والمفارقة المؤلمة ان قائد قوات متعددة الجنسيات في العراق قال تعقيباً على التفاهم العراقي الايراني بان اية اتفاقيات امنية وتفاهمات عراقية مع ايران شأن داخلي فلماذا لا يقتدي اشقاؤنا العرب والمسلمون بهذا الجنرال المتحضر ويعتبرون ويعتبرون أي اتفاقية بيننا وبين الولايات المتحدة الامريكية شأن داخلي ايضاً.
https://telegram.me/buratha