علي السراي ||
جَآؤُوكَ …
آحاداً فُرَادَى…
زُرافات زُرافات…
شيباً، شباباً، أطفالاً، نساء،
وحتى ملائكة السماء…
يحدوهم الامل…
وتجمعهم الامنيات…
تُرى ما لُغزُّهم.. سرُّهُم..كُنْهُهُم..
أُحْجِيَّتُهُم ..؟!
إنها وخزاتٌ فوق شِغاف القلوب…
أُحبٌ هو ؟ هيامٌ ؟ غرام؟
أم ذلك الصوت القادم من بطنان عرصات كربلاء… حيث وقف الهدى وحيداً غريباً بشفاهٍ ذابلةٍ مُقفِرةٍ أقحلها العطش منادياً
( هل من ناصر ينصرنا ) ؟
صوت صدح واعيته في مسامع الدهر، فأقرح الجفون
وسلب الرقاد وأطال السهاد…
سيدي يابن فاطمة… هي والله سمفونية العشق الخالد، ذلك الذي أتى بهم من كل فج عميق يجوبون الفيافي ويقطعون القِفار …
قوارير من قاني الجراح، وقُرطُ مسلوبٌ مُباح، وحيث أنين خافت ينساب من بين حبات رمال صحراء كربلاء لنائحةٍ ثكلى تترنمُ بكل شجاعة علي في الميدان ( اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ) .. … وهنالك .. من بين أعمدة الدخان وألسنة اللهب المتصاعدة من خيم الرسالة وثقل النبوة ثمةَ زحامٌ ملائكي، ووهج تتبعه خطوات، وخطوات، وخطوات وصدى يملأ الخافقين ( لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفاً سيدي ياحسين )
بأبي أنت وأُمي وهل يحلو المسير إلا إليك …؟ والندبُ الأبديُ السرمدي إلا عليك…؟
أبا عبد الله، يا أخا المكارم والعُلى وحليف السيف والسجدة والتقى… يا تلك الإشراقة التي أضاءت عُتمات الطرقات المظلمة في متاهات الظالمين لتُنيرَ طريق الثائرين والسائرين على دروب اليقين، هي والله مسافات الأُمنيات نخطوها لنصل واحات فُراتك فننهل عذبَ المَعينِ ثورةً ،ونستقي العشقَ رفضاً، والحب حرباً، والولاء ثأراً، و الإباء سُلماً،والتضحية زهرة أقحوان تنثر عبيرها على حقول القمح فتزهرُ حرية ورصاص يتغنى به الاحرار ومن يتسلقون أعواد المشانق يعانقون الموت طُراً وهم يرتلون سمفونية الخلود ( إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما )
أنهم زوارك ، عُشاقك،أحبابك، خُدامك يا حسين…
فسلام إلى الملايين الزاحفة والقلوب العارفة … أولائِكَ المُيمَمينَ بوصلتهم حيثُ كعبة الثائرين وقبلة العاشقين لتجديد عهد البيعة والولاء لكربلاء… وصاحب ثأر كربلاء، ذلك المُدّخر من قِبل السماء، مهدي آل محمد أرواحنا لتراب مقدمة الفداء…
حينها يعلو النداء….
ألا يا أهل العالم أنا الإمام القائم.
ألا يا أهل العالم أنا الصمصام المنتقم.
ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين قتلوه عطشانا.
فتبدأ قِيامة الاشقياء… ومنادٍ ينادي ياصاحب الثأر.. البدار البدار.. لاتَذّر على الارض من الظالمين ديارا، فقد نكلوا بالآل دون جريرة ، ولم يحفظوا للرسول قربةً وذِمارا حتى الرضيع ناله من بغيهم فسَقوهُ سهماً آثماً غدارا…... فيكون القصاص ولعنة الله على الظالمين…
اللهم عجل لوليك الفرج…
https://telegram.me/buratha