( بقلم : امير جابر )
في كل يوم تشاهد البشرية من خلال الفضائيات الجرافات في عراق المعذبين وهي تهدم وتزيل بيوت المشردين والفقراء بحجة تجاوزهم على القانون وتظهر لنا اصحاب الكروش المنتفخة من المال الحرام وهم يرفعون علامات النصر بازالة تلك الاكشاك الخاوية متذرعين بمخالفتها للقانون وما ادري عن اي قانون يتكلمون فالدستور العراقي وكل الدساتير الوضعية تقول السكن حق اصيل على الدولة توفيره لكل مواطن من مواطنيها ،ومن ابجديات حقوق النسان في الامم المتحدة تقول ان حق السكن حق اصيل يجب على الدولة توفيره لمواطنيها والدولة التي تعجز عن توفير سكن لمواطنيها من حق من لايمتلك السكن ان يسكن المباني الحكومية والعامة ايا كانت تلك المباني، وقبل القوانين الوضعية هنالك القانون الالهي الذي يقول ان الناس شركاء بالارض والكلاء والماء والهواء ومن يمنع الناس عن تلك المشتركات انما هو عدو لله ورسوله لان هذه الامور هي من ضروريات الحياة التي لايمكن العيش بدونها، فاذن هؤلاء الذين قست قلوبهم ولم تاخذهم رحمة بهؤلاء الفقراء هم من يدوسون ويتجاوزون على كل القوانين ويجب على الدولة التي تحترم نفسها ان تضعهم في السجون بدل اعطائهم السلطات التي بها يعذبون الفقراء ،وسؤال مهم لماذا دائما هؤلاء المشردون هم فقط في مناطق الشيعة التي ينبع كل خير العراق من تحت اقدامهم وهل فعل نظرائهم الاكراد او السنة العرب بفقرائهم كما يفعل هؤلاء الاشاوس بمن شردهم وافقرهم الظالمون؟صحيح ان العراق يعيش ازمة سكنية كبيرة لكن هل تعالج هذه الماسي بهذا الشكل الذي يحتقر ادمية الانسان ثم اين الاغنياء هل زالت الرحمة من قلوبهم؟، اين المرجعيات الدينية واين الحكومة ومجلس النواب عن هذه الظاهرة الشاذة؟، لكن كيف نعتب على مجلس اعضاء مجلس النواب وهم يتقاضى الواحد منهم اكثر من خمسة وعشرين مليون دينار في حين نصف شعبهم لايحصلون على الغذاء والدواء والماء والسكن ،وعندما يعاتبهم معاتب على المغالاة في هذه الرواتب يجبون ان ذلك المبلغ هو مايكفيهم للعيش بكرامة ان من يريد ان يعيش بكرامة وهو يرى شعبه تنتهك كرامته لايحق له تمثيل هذا الشعب على الاطلاق، واين اعضاء مجالس المحافظات والمحافظين النيام والذين يعرقلون توزيع الاراضي الخالية من اية خدمات حتى وصلت اسعار تلك الاراضي القاحلة اغلى من اراضي سويسرا وهولندا؟، كيف وصل هؤلاء الى هذه المسؤلية؟ طبعا سيجبون ان وزارة البلديات تعرقل التوزيع في حين لو كانوا من اهل الكفاءة والاخلاص ولديهم مجرد حس ادمي لوزعوا الاراضي بدون الرجوع الى البلديات لانهم يتصرفون حسب القانون والدستور ولايوجد مثل هذا الوضع البائس حتى في الدولة المركزية وجميع الدول الدكتاتورية وليسألوا جيرانهم في السعودية والامارات والاردن وسوريا ومصر وجميع بلاد الله هل يراجعون المركز في توزيع الاراضي ام ان كل محافظة بل كل مركز له الصلاحيات الكاملة في توزيع الاراضي ولماذا لايتقيد الاكراد والعرب السنة كما يتقيد هؤلاء اهو الجبن ام عدم المسولية ام غياب الرحمة اظن جميع هذه الاوصاف تجتمع في هؤلاء
في مصر 12 مليون يعيشون في العشوائيات ولم يهددهم احد على الاطلاق رغم ان امكانيات مصر ومواردها لاتصل الى نصف موارد العراق وعدد سكانها يربو على ا لثمانين مليون لكن الحكومة المصرية لاتستطيع ابداالتذرع بحجة مخالفة القانون ويزيلون العشوائيات بالجرافات لانهم يعرفون مايلزمهم القانون وعندما حصل الزلزال في القاهرة وتهدمت بعض العشوائيات في القاهرة هبت الاحزاب الدينية ومؤسسات المجتمع المدني والحكومة واعطت لجميع من تهدمت بيوتهم سكنا لائقا في مدينة الشروق
نحن لانطالبكم يامن تتفاخرون بالديمقراطية المزيفية بتطبيق ديمقراطية اوربا الذين لاينام الليل فيها من ليس لهم دين وهم يشاهدون غيرهم لاسكن لهم، لانطالبكم بتطبيق عدالة اهل البيت التي تنتسبون زورا وبهتانا اليها، نطالبكم فقط بتطبيق دستوركم الذي تدوسون قراراته عندما تشردون المشردين وتزيلون اعشاشهم في ظل هذا الحر اللاهب
وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
https://telegram.me/buratha