علي مارد الأسدي
بمجرد إلقاء نظرة سريعة على التعليقات التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي، نستطيع أن نشخص بوضوح حالة انهيار وانحدار أفقية وعمودية في البنية الأخلاقية للمجتمع، وصلت لحدود أن لا يتورع نائب سابق في البرلمان العراقي، يفترض أن يكون قدوة صالحة للشعب، عن استخدام أقذع وأفحش الألفاظ المعيبة ضد من يختلف معه في الرأي والموقف السياسي!!
بل وصل تفشي البذاءة وخصوصًا في السنوات الأخيرة، في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، إلى حدود كارثية لم يعهدها المجتمع العراقي، وشملت حتى الجنس اللطيف، نتيجة التثقيف والتلقين الممنهج الهدام على الإساءة والفحش والتلميحات والإشارات الخادشة للحياء في الأغاني والمقاطع الفيديوية والبرامج الشعبية المسيسة التي تتصنع الكوميديا كبرنامج البشير شو وغيره.
وبسبب صمت وإهمال وتكاسل الأجهزة الرقابية والتوعوية في الدولة والمجتمع، ها قد صرنا نواجه جيل مضطرب العقلية والهوية والثوابت، لا يفرق بين النقد والشتائم، وبين الصحيح والخطأ، وبين الصراحة والوقاحة...
ولأن المجتمع العراقي يعيش حالة من الفوضى منذ سنوات، فالخراب الأخلاقي والتربوي الذي نشهده اليوم هو إفراز ضار من إفرازات هذه الفوضى التي يجب أن تكافح بتفعيل دور المؤسسات التربوية والإرشادية، وأن يرافق ذلك متابعة ومحاسبة قانونية صارمة لإنهاء ظاهرة البذاءة واجتثاثها من جذورها، سواء تمثلت في أشخاص أم برامج أم مناهج...
وهي كذلك مهمة لا تقتصر على أجهزة الدولة فقط، بل تبدأ أساسًا من المواطن، الذي يقع عليه واجب عدم التهاون معها، والتصدي لها بالأدوات المتوفرة له في مواقع التواصل الاجتماعي كالحذف والحظر وعدم التفاعل من أجل خلق بيئة نظيفة للحوار والتواصل.
https://telegram.me/buratha