المقالات

الفرار الخائب و تبادل الأمكنة لعناصر المليشيات

1315 19:49:00 2008-06-12

( بقلم : عواد عباس الموسوي )

خلال الشهر الأخير " شهر أيار " جذب انتباهي عنوان خبري تكرر عدة مرات في الصحف و المواقع الإخبارية و تمثل بعمليات إلقاء القبض التي تنفذها القوات الأمنية ضد المجاميع الخارجة عن القانون من عناصر المليشيات و المجموعات الخاصة ، الجديد هو ما يلاحظ في تلك العمليات من كونها ذات قاسم مشترك وهي أن الملقى القبض عليهم في محافظة هم فارون من محافظة أخرى ، فمن يلقى عليه القبض في واسط مطلوب في محافظة الديوانية و من يلقى عليه القبض في كربلاء مطلوب في البصرة و هناك من ألقي عليه القبض في الناصرية وهو مطلوب للأجهزة الأمنية في النجف و هكذا .. و بقدر ما يمكن قراءته من هذه الحالة لمقدار الانهيار و التفكك و الارتباك في صفوف هذه المجاميع ففي نفس الوقت تؤشر إلى عدة أمور منها :

أولا : إن هذا الفرار المتبادل بين عناصر المليشيات و المجاميع الإجرامية يشير إلى أنها أصبحت مكشوفة أمام الأجهزة الأمنية فكان التصرف الوحيد هو تبديل مناطق تواجدها هربا من وقوعها في يد العدالة . و لكن تلاحق و تتابع عمليات إلقاء القبض خارج مناطقها أكد على أن العمل ألاستخباري ينحى منحى إيجابيا في تطوره و لم تعد المعلومة الأمنية إلا جزءا من قاعدة بيانات الجهات المركزية وهذا ما كان يطالب به الكثيرون لحصر بعض نواحي الاختراقات و محاصرة العناصر المندسة في الأجهزة الأمنية و إفقادها للدور الذي تقوم به في تزويد تلك المليشيات بحركة القوات الأمنية و خططها في داخل محافظة ما .

ثانيا : تؤشر حالة الفرار من محافظة إلى أخرى إلى حقيقة أن الوعي الجماهيري و أخْذَ المبادرة من قبل المواطن أصبحت بدرجة مطمئنة فلم تعد الحواضن السابقة لتلك المجاميع الإجرامية آمنة و لا شك أن هروب عناصرها ما كان ليتم لولا عدم وجود غطاء لها و معرفتها بأن المواطنين باتوا أكثر تعاونا مع الجيش و الشرطة من أي وقت مضى .

ثالثا : يبدو أن عملية تغيير أماكن تواجد هذه العناصر كان بنصيحة من قادتها و هذه " النصيحة " هي لأجل أمن هؤلاء القادة بالدرجة الأولى والأخيرة ، و ذلك بالتخلص من أتباعهم و إزاحتهم بعيدا خشية إلقاء القبض عليهم و من ثم الاعتراف على من يقودهم ليتم القبض عليه هو الآخر . حدث مؤخرا أن تم إلقاء القبض على ثلاثة عناصر في محافظة الكوت و اعترفوا على أن قائد المجموعة هو من سكنة مدينة أخرى و قد تمكن بعد أن تناهت إليه أخبار القبض على العناصر التي يقودها من الهرب ، دون شك فإن أمر إلقاء القبض عليه سيكون مضمونا أكثر لو كان هؤلاء في نفس المدينة التي يقطن فيها فسرعة تنفيذ المهمة ستكون بوقت قصير على خلاف ما إذا كانت العملية تستغرق مدة إيصال المعلومات بين مدينتين و هي على كل حال أبطأ من الخبر الذي يصل العنصر القيادي المطلوب من أن رجاله تم إلقاء القبض عليهم وعادة ما يتسرب هذا الخبر ممن كانوا يستضيفون تلك العناصر الفارة .

رابعا : إن بعض هذه العناصر كانت رغم فرارها بصدد تنفيذ عمليات تفجير و تخريب ما يضيف تأكيدا جديدا لحقيقة نوايا هؤلاء و أغراضهم فليس المقصود قطعا ما تدعيه من مقاومة و لا شيء من هذه الادعاءات ، إن الهدف الوحيد هو تعكير صفو الأمن و الطمأنينة للمواطنين و ضرب ما وسعتهم الحيلة و القدرة الأجهزة الأمنية العراقية فعدد من المحافظات التي لجأ إليها هؤلاء لا تواجد فيها للقوات المتعددة الجنسيات كمحافظتي النجف و كربلاء و حتى محافظة الناصرية ، و قد اعترف بعض من ألقي القبض عليهم إنهم كانوا يخططون لعمليات ضرب القوات الأمنية بالعبوات الناسفة و الأسلحة الخفيفة .

إن أشد ما يغيظ هؤلاء الشواذ و المجرمين هو استتباب الأمن و لهذا فأينما سمعوا بأن الوضع في محافظة ما يتمتع بالهدوء شدوا ركاب همجيتهم و اعدوا عدة الحقد و الضغينة بغية زعزعة الوضع و إراقة المزيد من الدماء العراقية الطاهرة ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك