سعد الزبيدي ||
الانتشار العسكري الأمريكي في المنطقة له مدلولات كثيرة فقد جاءت بعد اللقاء الذي جرى بين وفد رفيع المستوى ترأسه وزير الدفاع وعدد من القادة الأمنيين أعقب هذا اللقاء تأكيد الجانبين أن العراق وأمريكا شريكين في مجالات عدة أهمها محاربة الأرهاب وفي مجالات أخرى علما أن هناك شرخ كبير بين قرار مجلس النواب بضرورة اخراج كافة القوات الأجنبية من العراق واستمرار اتفاقية الاطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية التي وقع عليها رئيس الوزراء نوري المالكي سنة ٢٠١٠ والتي تم تجديدها في باقي الحكومات التي تلت حكم السيد المالكي وبموجب الاتفاقية الأمنية فأن عدد الجنود المتواجدين في العراق وهم ٢٥٠٠ جندي كمستشار ين ومدربين للجيش العراقي على الأسلحة الأمريكية ولكن في الفترة الأخيرة شهدت المنطقة تعزيزات لهذه القوات وتحركت قوات من قواعد في الكويت وقطر والسعودية واتخذت مواقع لها في العراق وفي الشريط الحدودي الفاصل بين العراق وسوريا والأردن. فهل هناك طبخة جديدة وسيناريو سينفذ في المنطقة؟! الحرب الروسية الاوكرانية من جهة والنفوذ الجديد لروسيا في أفريقيا يقلقان الادارة الأمريكية التي تريد تحجيم روسيا وتزويد الغاز القطري عبر طريق السعودية الأردن الكيان الصهيوني وتركيا أو عبر البحر الابيض المتوسط لتخنق روسيا والفوائد التي تعود على إيران نتيجة مرور الانبوب القطري عبر اراضيها وصولا لروسيا ثم لأوربا. فما الغاية من هذا التواجد خاصة في الحدود السورية العراقية وبجب الاشارة ان الادارة الأمريكية رفضت رفضا قاطعا مخرجات مؤتمر قمة الجامعة العربية واخبرت السعودية بعدم موافقتها على تبادل السفراء بين السعودية وسوريا كما لوحت وهددت أنها ستتخذ اجراءات أخرى اذا ما كان هناك تقارب حقيقي بين الرياض وطهران وفتح المنطقة ابوابها للنفوذ الصيني وذلك عندما صرحت المتحدثة باسم بايدن أن بايدن سيزور السعودية ويرفض اللقاء والحديث إلا مع الملك سلمان وفي هذا اشارة واضحة لرفض الادارة الأمريكية ادارة محمد بن سلمان للملكة وسعيه للتوازن بين امريكا والصين وموقفه الحيادي من الحرب مابين روسيا واوكرانيا ولمحت بأنها ستعيد التحقيق في حادثة اغتيال خاشقجي واعتقال معارضين سعوديين ومصادرة اموالهم وحشية الحرب ضد اليمن. والملف السوري فربما تخطط الادارة الأمريكية باقتطاع بعض مناطق السورية وخاصة المناطق الغنية بالنفط وذات الأغلبية الكوردية بالاتفاق مع تركيا لمنحها حكما ذاتيا أو بالاطاحة بالحكومة السورية لأنهاء الوجود الروسي في قاعدةَ ومد الانبوب ليصل لسوريا ومن ثم الكيان وربما هناك نية حقيقية في اعلان الحرب على حزب الله وقطع الامدادت التي تصل إليه من إيران عبر العراق وضرب الفصائل المسلحة المتواجدة قرب الحدود السورية العراقية وربما يتم تحريك الدواعش ليجهزوا على النظام السوري او يعيدوا نشاطهم ليزعزعوا الامن في العراق. كل هذه مجرد تخمينات. للأسف الشديد مازاد الطين بلة السكوت المطبق للحكومة العراقية وعدم الكشف عما دار في زيارة وزير الدفاع للبنتاغون والتحركات التي تدعو للسخرية بنص اسلحة دفاع جوي أكل الدهر عليها وشرب من اسلحة الجيش العراقي المنحل فوق اسطح بعض البنايات فهل نواجه الطائرات الأمريكية المتطورة بهذه الأسلحة المتهالكة؟! ولماذا لا يخرج رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة للعن ويطمئن الشعب بما يجري؟! وحال الحكومات العربية لا يختلف كثيرا عن حال الحكومة العراقية التي لا حول لها ولا قوة وتريد أن تحافظ على كرسيها خشية تسليمه من قبل الأمريكان لغيرهم. بعد اكتشاف النفط والغاز في البحر الابيض المتوسط سال لعاب الكيان الصهيوني للفوز بأكبر حصة ولذلك هو يحاول اقصاء لبنان المحطمة كليا والذي لا يجد من يقف بوجهه سوى سلاح حزب الله وربما يستغل الوضع الاقتصادي للانقضاض على الجنوب بعد أن أمنت له القوات الأمريكية عدم وصول امدادات لحزب الله من طريق عراق سوريا. تعودنا دائمة أن نرى الصين تهتم بالنتائج اكثر من الاحداث فما تخطط له الصين حاليا هو عدم الدخول مواجهة مع أي طرف حفاظا على مصالحها الحالية والمستقبلية في المنطقة ولكن يجب أن نتفق أن أمريكا التي عبرت المحيطات والبحار لم ولن تغادر المنطقة لأن الادارة الأمريكية ومنذ ١٩٧٩ تؤمن بأن أمن منطقة الخليج من أمنها القومي وهي ليست بهذا الغباء لتترك الجمل بما حمل لروسيا والصين ولذلك هي تمتلك قواعد كثيرة في المنطقة قرب الحدود الايرانية والروسية ولن تفرط في هذه المنطقة مهما كان الثمن وهي تريد أن تبعث رسالة للجمبع سواء الدول العربية وايران وروسيا والصين وكوريا أنها موجودة في منطقة الخليج ولن تغادرها أبدا.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha