بقلم : سامي جواد كاظم
الحقيقة التي لايمكن للسياسي والاعلامي وكل من له اهتمام بالشان العراقي ان ينكرها هو المكاسب الاعلامية والسياسية التي تروم الادارة الامريكية الحصول عليها على حساب ايران ، وبعيدا عن صحة ما تدعيه او كذبه الا انها نجحت بعض الشيء في مسعاها هذا والدليل ان كل ما له علاقة بايران فانه يفسر بالجانب السلبي وهذا ليس من باب الدفاع عن ايران ، صحيح انها تتدخل في الشان العراقي ولكن حجم وتاثير هذا التدخل ليس هو نفسه المعلن عنه في وسائل الاعلام المرئية او المقروءة او المسموعة .
وقد القت بضلالها هذه الاساليب التهويلية التي استخدمتها الادارة الامريكية ضد ايران على زيارة السيد نوري المالكي الاخيرة ، حيث سوء النية متوفر وبكثرة واحيانا بدون ثمن من باب التملق للادارة الامريكية .انا لا ابحث عن انصاف ايران فانها لا تهمني بقدر ما يهمني التخرصات التي تنطلق من هذا او ذاك لتفسير الزيارة الاخيرة للمالكي لايران تفسيرات عوراء عرجاء لا بل عمياء . الكلام من غير فعل يكون سلبي على المتكلم ولكن المكسب الوحيد الذي يكتسبه المتكلم هو الجرأة على الكلام هذا اذا كان الكلام يتفق ونوايا المتكلم .اكثر عضو برلماني عرف بالانتقادات الجريئة واللاذعة هو السيد مثال الالوسي ، وانا كمتابع للشان العراقي حقيقة اقف عند عدة نقاط عندما استمع الى كلام الالوسي الذي يتعرض فيه للسلبيات المرافقة للعملية السياسية واجدها طرح صحيح الا ان الحلول مفقودة او انها لا تتناسب والواقع الموجود .
بعد زيارة المالكي لايران ظهرت عدة تصريحات للسيد الالوسي وجدتها غير منطقية وكانها قيلت لغايات اخرى هذا ما يشم من دوافع التصريح . ما علاقة ربطة العنق التي لم يرتديها السيد المالكي عندما التقى بالخامنئي ،هل هذا اخر ما لديكم من انتقاد بعد ما فشلتم في العثور على سلبية حتى تكون الشماعة والبوق والطبل لكل من لا تروق له زيارة المالكي الاخيرة ؟!! .
اخي مثال الالوسي عندما تتحدث عن مشاعر العراقيين وان المالكي كان لابد له من مراعاتها فانت عندما ذهبت الى تل ابيب هل فكرت بمشاعر غيرك انا لا انتقد الزيارة ولكن هل قمت بالحسابات الدقيقة قبل الزيارة وهل سلبية زيارتك هذه يمكن مقارنتها على افتراض انها سلبية عملية عدم لبس ربطة العنق والتي اجدها والله امر تافه لا يستحق الذكر ، ولكن الاستغراب عندما يصدر هكذا امر تافه من شخص عرف عنه الجراة في الكلام دون الفعل .اذكّر فقط بالماضي عندما احتل صدام الكويت استخدم المواطنين الاجانب الموجودين في العراق دروع بشرية في المؤسسات المهمة التي قد تتعرض للهجوم العسكري في حينها كان من بين الاجانب نمساويين ولاجلهم جاء رئيسهم الى بغداد لاطلاق سراحهم بالرغم من العزلة التي فرضت على صدام وانتقاد كثير من روؤساء الدول لهذه الزيارة فاجاب فالدهايم انا من اجل شعبي اذهب اينما تكون مصلحته .
زيارة المالكي من هذا القبيل فانه يذهب من اجل حماية بلده وشعبه وبالرغم من ان صولة الفرسان الجمت كثير من الافواه فما كان لهم الا ان ينتبهوا الى ربطة عنق المالكي . الامر الاخر الذي يستحق عليه الالوسي الانتقاد هو مطالبته بعرض الاتفاق الامني الذي عقده الجانب العراقي مع الايراني ، لا اعلم هل هو لا يعلم بالصيغة القانونية المتبعة في النهج الحكومي في ابرام الاتفاقيات وانها يجب عرضها على البرلمان وان تحصل على اكثر من ثلثي الاصوات حتى يتم الموافقة عليها ، هل يعتقد ان المالكي يستطيع ابرام مثل هكذا عقود ومعاهدات حساسة تهم العراق على المدى القصير والبعيد خصوصا اذا كان الطرف الاخر ايران ايران ايران ايران هذا ناهيك عن الاعتبار بان المالكي منتخب وبقيت له فترة قليلة قد لا يبقى في منصبه بعد اجراء الانتخابات المقبلة .
لو اراد المالكي ان يكون انفرادي في اتخاذ قراراته وابرام معاهدات لكن من زمان اعلن اسماء بدلاء الوزراء المستقيلين . اسال السيد الالوسي من الذي عرقل ومنع جهودك من القاء القبض على قاتل ولديك الشهيدين الارهابي اسعد الهاشمي ؟ عند ذلك تذكر حجم القيود الملتفة حول بناية رئيس الوزراء .
https://telegram.me/buratha