ماجد الحداد ||
إن من أكثر المسائل الجدلية في واقعة الطف و حركة الإمام الحُسين (ع) هي تعداد جيش الإمام الحُسين (ع) و العدد الحقيقي لأنصاره و أهل بيته ، فلم يتفق المؤرخون عن عدد وحيد واضح ، و قد علل ذلك كثير من الباحثين لعدم الثقة بالمصادر التأريخية كون أبرز المؤرخين كانوا من البلاط الحاكم ، و كذلك لأن الشيعة لم يكتبوا التأريخ ، مما أضاع علينا الكثير لنعرفه عن تأريخنا الإسلامي .
إن الروايات الواردة - أبرزها الطبري - بخروج الحُسين بـ 72 رجلًا في كربلاء ، يجعل الكثير في حالة شك و تساؤل و استفسارات كثيرة .
كيف لرجل مثل الحُسين بن علي (سبط رسول الله) يخرج بهذا العدد القليل ؟
هل يُعقل أن 18 ألف أو 20 ألفًا و بعضهم يقول 40 ألف رجلًا من أهل الكوفة بايعوا مسلم بن عقيل ، جميعهم تخلوا عن مسلم و عن الحُسين و نقضوا عهده…
[١٠:٢٩ ص، ٢٠٢٣/٨/٨] ماجد الحداد: و قد بدأ المنصور أولى حملاته في الكذب و التزوير عند مراسلاته مع مُحمّد ذو النفس الزكية ، فقال له في جوابه على رسالة ذو النفس الزكية : " ولقد بعث الله محمد (ص) و له عمومة أربعة ، فأنذرهم و دعاهم فأجاب اثنان احدهما أبي ، و رفض اثنان أحداهما أبوك " ، و هنا يقصد المنصور بإن الحمزة و العباس هم من أجابوا الدعوة و الذين رفضوا الدعوة أبو لهب و أبو طالب !.
و مما يذكره الرواة أنه كان للمنصور ولدًا إسمه (المهدي) فأمر جَمع من الرواة بتزوير حديثًا عن الرسول (ص) في أبنه المهدي ، ليدّعي أن أبنه هو المهدي المنتظر .
و على هذا المنوال استمرت الدولة العباسية في منحى التزوير و التلاعب و إعادة كتابة التأريخ ، بل حتى الإسلام لم يكن قبل قيام الدولة العباسية كما بعدها ، إذ أن أئمة المذاهب الأربعة لأهل السُنة (أبو حنيفة ، بن أنس ، الشافعي ، بن حنبل) جميعهم ظهروا أثناء حُكم بني العباس .
و ما يقارب الخمسمائة عام من حكم بني العباس ، أصبح فيها عبد الله بن عباس حَبر الأمة و تَرجمان القرآن !.
فلا شك أن كلمة (ألف) حُذفت من الكتب و أصبح مع الحُسين 70 رجلًا فقط .
https://telegram.me/buratha