بقلم السيد عبد اللطيف العميدي
لايختلف اثنان من العقلاء على ان زوال الانظمة المستبدة والظالمة يخلف ورائه حزمة من التراكمات والاخفاقات والتبعات على مستوى الناس ونفوسهم، وكذلك على مستوى الُبنا التحتية والخدمات خصوصا اذا ما كان ذلك البلد مبتلى بنظام شمولي كان همه الاول شن الحروب وقمع الحريات واهمال الخدمات وغيرها. مما سيحّمل الحكومة التي ستخلفه اعباء كبيرة تجعلهم غارقين في ركامها وتداعياتها المأساوية ومهما كان ذلك البلد غنيا، اذ ان كل ثرواته تلك ستُستنزف في اصلاح الدمار وتوفير اساسيات حياة المواطنين.هذا بالاضافة الى المشكلات السياسية والتقاطعات الكبيرة التي ستنشأ جراء الحرية المطلقة في التعبير وممارسة الحقوق وفتح الباب للاحزاب والتجمعات بممارسة العمل السياسي والاجتماعي، وهذه القضية على مرارتها الا انها تعتبر ظاهرة صحية وعلامة من علامات الوعي السياسي وحرية الرأي خصوصا اذا ما كانت تلك الممارسات لاتخرج عن نطاقها الطبيعي والذي لايتعرض لحقوق الغير ولايتبنى الغاء الاخر.
فالعراق انفتح بعد زوال طاغوت البعث على دولة المؤسسات والحرية، وتحمل شعبه وحكومته وكما قدمنا مجموعة تبعات وتراكمات ذلك النظام البغيض، وتدرج قادته في ممارسة وانجاح العملية السياسية الجديدة وتغيير المعادلة الظالمة التي حكمته بالحديد والنار ، متجاوزا الازمات المختلفة في الداخل والخارج بالاضافة الى الهجمة الارهابية التي نالها من جيرانه واشقائه العرب.
الا انه العراق اليوم بشهادة القاصي والداني قد خرج من تلك الازمات منتصراً قوياً بأرادة شعبه وصمود قادته الوطنيين وفوق كل ذلك توفيق الله سبحانه ومباركة المرجعية الدينية الرشيدة.
فها هي نتائج صولات ابنائه البررة في البصرة والموصل تؤتي اكلها في الاستقرار الامني ومساندة ومشاركة الشعب بعشائره ومكوناته، يقابل ذلك المنجزات السياسية والاقتصادية التي تحققت على مستوى العلاقات الخارجية وعودة العراق لتسلم دوره الرائد في المشهد الاقليمي والدولي، وما هذا الحراك السياسي الذي يقوم به قادته في الداخل والخارج الا براهانا على النجاح والتقدم. فالحكومة في طور التكامل والمشاركة الوطنية، والائتلاف العراقي الموحد اثبت قوته وصلابته وتماسكه من خلال حسن الاداء و الحكمة التي تمتعت بها قيادته، مما اخرس السن المناوئين والمرجفين الذين كانوا يراهنون على تفككه.
فقد شهد مكتب سماحة السيد الحكيم مؤخراً حركة سياسية دؤوبة ولقاءات عالية المستوى كانت كفيلة بتنشيط وتحريك العملية السياسية وتقوية الحكومة الوطنية واحتواء الازمات وكانت هناك حركة اعمار في الطرف الثاني فتحت باب الامل للعراقيين لحياة امنة مستقرة، وكان اخرها افتتاح جسر الصرافية الاثري واعادته للحياة بأيدي عراقية صرفة، ثم قابل هذا الحراك السياسي والاعماري الداخلي حراك خارجي شهدته اروقتة مؤتمرات دافوس وشرم الشيخ وستوكهولم وآخرها الزيارة الناجحة لرئيس الوزراء العراقي للجمهورية الاسلامية في ايران لتفتح الباب للعراق كي ينهض من جديد عن طريق مشاريع الاستثمار الكبرى وتسقيط الديون المتراكمة، فبوركت هذه المساعي الوطنية وليخسأ اعداء العراق والمضمرين له السؤ.
ولتتوحد الجهود المخلصة في اكتمال المنجزات بالتجاوز على ازمة الكهرباء وشحة الماء، فلم يبق للشعب العراقي غير هذان الهمان المستعصيان واذا ما تحركت الحكومة بجد واقامت غرفة عمليات طارئة للنهوض بهما فالنصر النهائي سيتحقق بأذن الله.
https://telegram.me/buratha