انتصار الماهود ||
أنا لم أتقصد يوما أن أتجسس على هاتف إبني ذو ال 17 ربيعا فقد إعتبرته شخص عاقل ومسؤول عن كيفية إستخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي.
إلا إن ما لفت أنتباهي يوما ما وجعلني أشد هاتفه من يده لألقي نظرة سريعة على ما يشاهد هو تلك الفتاة التي ربما لم تسبقه عمرا تتراقص على تطبيق تيك توك بملابس لن أصنفها بشيء من الستر والاحتشام.
صرخت كالمجنونة بوجهه ( لك ماما هاي شنو شتباوع أنت صخام بعينك يعني أتركك هيج ع الثقة الگاك تدخل ع هيج شي؟؟ منو هاااي).
قلت هذه الكلمات له والشرر يتطاير من عيني إلا أنه أجابني ببروده المعتاد وعناد المراهقين ( ماما حبيبتي شبيج والله مو اني أتفرج هيج هي كل شوي تطلع هيج شغلات كدامي بالتيك توك وآني أنطي تجاوز بس ماما والله هي هاي المقاطع كووووووومة شحظر وحدة عشرة هواي ولد وبنات بعمري وأصغر يسوون فيديوهات ع مواقع التواصل الاجتماعي مالها معنى وتافهة من حيث المحتوى والشكل).
هدأت قليلا وأنا أفكر بكلامه رجعت سريعا لهاتفي وأنا أتصفح المحتويات العشوائية على فيس بوك و تيك توك والإنستغرام وهي أكثر التطبيقات تداولا خاصة بين المراهقين والشباب.
أشباه رجال يتمايلون ويرقصون بوجوه تعلوها عمليات النفخ والمكياج والملابس الغير لائقة وعمليات ترويج للجندر والمثلية والانحطاط الاخلاقي بكل ما تمثله الكلمة من معنى وفتيات من السيليكون يتراقصن بمياعة و قلة حياء دون رقيب أو حسيب .
فتيات قاصرات ينشرن مقاطع مخلة بملابس مخجلة دون اي رقابة ابوية على حساباتهم ومحتواهم.
رجال ونساء عبروا حدود الحشمة والوقار بكلماتهم المسمومة و الممزوجة بالعسل من أجل الترويج لأفكار هدامة.
كيف أتخلص من هذا المحتوى الهابط وكيف أحافظ على أولادي منه دون أن ينجرفوا.
تلك مسؤولية صعبة وجبارة تواجه الأهل في وقت صعب مثل وقتنا.
لقد كنا سابقا لا نعرف سوى قناة تلفزيونية واحدة وبضع جرائد ومجلات ولم تكن يوما القصص والمجلات التي تروج لافكار نعتبرها إباحية أو هدامة في متناول أي شخص بل كنا نخجل إذا أطل أمامنا احد الممثلين والممثلات في أحد الأفلام العربية من على شاشة التلفاز بمشهد رومانسي أما الآن فكل شي مباح ومعروض وتحت الطلب أو دونه دون رقيب أو حسيب على مواقع التواصل الاجتماعي.
كيف نستطيع حماية فلذات أكبادنا من هذا التلوث البصري والاخلاقي تحت مسمى محتوى رقمي وأنا أسميه محتوى هابط وفاشل يهدم جيلا لا يبنيه؟؟
وهل هنالك قوانين صارمة تحد او تحاول أن تسيطر على من ينشر هذه التفاهة بين أبناء هذا الجيل!!!!
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha