رسول حسن نجم ||
وقف أحد أساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف وسط جمع من طلبته وقال لهم: إن جميع الأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين عليهم السلام كانوا يدعون الناس إلى التوحيد، وأنا اليوم أدعوكم إلى الشرك! فاشرأبت الأعناق وأخذ بعضهم ينظر إلى بعض، وبينما هم كذلك بَدّد دهشتهم، فأردف بالقول : أنا اليوم أدعوكم إلى أن تُشركوا الله سبحانه فيما تعبدون!
نحن اليوم في مواجهة الشيطان وجهاً لوجه، فعند دخول السوق مثلاً لانجد لله سبحانه ذاكرا، بل ربما نسمع من يسب المُنعم المتفضل جهرةً، ولانجد مُنكرٌ ولامتحرجُ، وهناك من يجاهر ويسب الأنبياء والأئمة المعصومين عليهم السلام كذلك، بينما نجد الدنيا تقوم ولاتقعد عندما يُسب رمزٌ من الرموز السياسية، ولربما يُعلنون أتباعه الجهاد في سبيله!
فياتُرى من المعبود، ومن المقدس؟ الخالق واجب الوجود سبحانه وتعالى، ومن بعث من أنبياء ومرسلين واصطفى من أئمةٍ، أم الموجودات من بعض الرموز الذين خاطب زهير بن ألقين رضوان الله عليه أحدهم في يوم العاشر من محرم قائلاً له : إني لأظنك بهيمة لاتُحكِم من كتابٍ الله آيتين،
نعم، هؤلاء هم الذين مازالوا يقتلون بالحسين عليه السلام ومازالوا ينكأون بجراحاته فلاتندمل.
فكم من قارئٍ للقرآن والقرآن يلعنه، وكم من صائمٍ لايناله من صومه الا الجوع والعطش، وكم وكم... والقائمة تطول، هل صرنا مصداق لقول رسول الله صلى الله عليه وآله (يأتي زمان على أمتي لايُعبد الله إلا في رمضان)، وأستميح سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله لأقول، هل أصبحنا لانعرف الحسين عليه السلام إلا في محرم وصفر! (فمن عرفكم فقد عرف الله)، ومعرفة المُنعم تحتاج الإستمرارية بعدد الأنفاس.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha