المقالات

لا مقابل نعم

1218 14:15:00 2008-06-11

( بقلم : عبد الله الحسني )

اعتادت معظم الشعوب على أن ترى في المتصدين للشأن العام أشخاصا يمتلكوا دراية وحنكة، على الأقل فيما يخص المواطن والوطن، ولذا فالكثير من المواطنين الطامحين لخدمة البلد أو حتى لخدمة أنفسهم من خلال ما يوفره التصدي من امتيازات مادية ومعنوية يحاولون متابعة خطوات ممن سبقوهم في الميدان، لتشخيص عناصر القوة والضعف في أداء هؤلاء، من حيث التعامل مع القضايا المطروحة في الشؤون السياسية أو الاقتصادية أو أي منحى من مناحي الحياة المختلفة، ونحن في العراق كنا قبل عام 2003 ، ليس لدينا أي طموح سواء لخدمة البلد أو خدمة أنفسنا، لأن معظم المتصدين لشؤوننا الحياتية هم عصبة لا تؤمن ألا بمبدأ أن لم تكن معي فأنت ضدي، ومعيار قدراتك وكفائتك يكمن في مقدار ولائك للقائد الضرورة، لذا فالتصدي بات حكرا لفئة معينة من العراقيين، وبعد أن سخر الله اقوي بلد في العالم، لإسقاط تلك العصابة الملعونة، تنوعت الساحة العراقية من حيث الولاءات والإنتماءات ومستويات المتصدين للساحة، وأصبح لدى كل عراقي أمكانية وارتباط حزبي خاص به وقدرة على التملق والإقناع أن يكون سياسي من الطراز الأول، وكل ما عليه أن يفعله أن يتحدث بمظلومية من ينتمي إليهم، وتثبيت مظلومية لهؤلاء بأي شكل وصورة، وان يحفظ معزوفة الوطنية الجديدة، والحرص على مستقبل الوطن ومواطنيه، ويبحث عن احدث عبارات الاتهام والتخوين أولا، وان يتنبه إلى الطرف الأخر الذي يشاركه في العمل السياسي ويتصدى لكل موافقاته بالرفض، والعكس هنا دائما صحيح، أو لنختصر الطريق على من لدية طموحات من النوع الذي اشرنا إليه بمتابعة جلسات البرلمان العراقي ويتابع بدقة ما يقوله بعض البرلمانيين الجالسين على يمين المنصة، وكيف يرد الجالسين على يسارها، ليرى إن كل ما يطرح في اليمين، على اليسار إن يرفضه، وإيجاد مسوغ لهذا الرفض ليتحدث به في برنامج بالعراقي أو حديث النهرين أو الحوار السياسي أو من العراق أو أي برنامج يصلح للفضائح والتسقيط لاللبناء والتصحيح.

أن حقيقة الكثير من السياسيين ممن تصدوا لانتشال العراق من وضعه بعد تغيير نيسان 2003 ، هم اقل بكثير من المسؤولية الأخلاقية التي يراد منها إن تبني دولة ووطن يستمر ولا يزول، تحت طائلة البيان رقم واحد كما تعود العراق وبلدان المنطقة وإلا فأي سياسي وأي وطنية يحمل، وهو يتحين الفرص على زملائه وشركائه ليقيم الدنيا ولا يقعدها، لأجل إرهابي سفاح أو ذباح تعرضت له القوات الأمنية، وما هو نوع الوطنية التي يحملها الأخر الذي يدفع الأموال لمومس لغرض النيل من أبناء جلدته في الأجهزة الأمنية؟ وأي دين أو شريعة تسمح لأخر يدافع عن عصابات دمرت الأخضر واليابس في البلد وعرقلت كل جهود إعادة الأعمار؟ ونؤكد أن هناك كتلا برلمانية شاركت في الانتخابات وبرنامجها الأساسي هو إفشال العملية السياسية، وإسقاط الحكومة، والدفاع عن قتلة الشعب العراقي، وهذا لم يكن سرا، والمتابع يكتشف هذه الكتل بلا عناء،

و ندلل على أن الشعب اكتشف حقيقة هؤلاء، بعد إن لمس الأمن والأمان منذ أن أسكتتهم صولة الفرسان وعملية أم الربيعين إلى يومنا هذا، ومادامت عجلة العملية السياسية في العراق تسير بإخلاص المخلصين، نتمنى أن يكون هؤلاء السياسيين قد ادركوا الحقيقة، حقيقة أن الشعب العراقي شعب واحد بشيعته وسنته وكل قومياته، ليس بحاجة لمن يدافع عنهم بمسمياتهم هذه، بل هم بحاجة لمن يدافع عن العراق، و حينذاك ستكون كلمات (لا) و(نعم) الخارجة من فمه مبررة، وهدفها المصلحة الأعلى مصلحة البلد والمواطن، وان يسعى لإصلاح الخلل إن وجد من خلال جلسات البرلمان واللقاءات المباشرة لا من خلال وسائل الإعلام التي ساهمت إلى حد كبير في سفك دماء العراقيين عندها ممكن الاقتداء بهم من الراغبين بالتصدي للعمل السياسي فهل ستشهد الأيام المقبلة لا ونعم هدفهما العراق وابنائه لا غير ندعوا الله مخلصين...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو هاني الشمري
2008-06-12
مولانا حجيك ذهب وصدكني وكل العراقيين يعرفون 90% من اعضاء البرلمان زباله يجب كنسها.. وسوالفهم سوت عند العراقيين امراض قلب واعصاب .. بس انشاء الله هاي الشكولات التعبانه لهيجي برلمانيين فلته ماراح يكون الها ذكر بعد الانتخابات البرلمانيه القادمة.. وانشاء الله يجون ناس شرفاء اول عمل يقومون بيه يناقشمون قضية رواتب البرلمانيين اللي سبقوهم ورواتبهم التقاعدية ويرجعونها الى حدها الطبيعي لان كافي سرقة ..ويتابعون المجرمين من خلال مايسمى بمهزلة الحصانةاللي اجتنه صفح لحماية طارق وعدنان وخلف وكلشان.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك