اللواء مانع الزاملي ||
الديمقراطية يقابلها المركزية وحكم الفرد ، والتعريف المختصر والمتداول للديمقراطية هي حكم الشعب، اي ان للشعب يعبر عن مايريد وان يوصل صوته لأهل القرار التنفيذي ، ومن غير المتمكن او المتعقل ان نجلب شعب كامل لكي يمارس هذا الدور في البرلمان ، من هذا المنطلق دعت الضرورة ان تتشكل احزاب سياسية منظمة ولها ايديلوجيا ومنهاج ونظام ووسائل ايصال افكارها للناس ، ويكون كل حزب مستمد وجوده من الوجود الجماهيري الشعبي ،وتجري انتخابات على ضوئها يتحدد الثقل البرلماني لهذا الحزب او ذاك ، وعندها تتشكل الحكومة من خلال ترشيح الكتلة الاكبر لمرشح رئاسة مجلس الوزراء الذي من خلاله تتأسس الحكومة ، وللكتلة الاكبر الحق الدستوري ان يشكل الحكومة من كوادره ، ويتبنى كل نجاح ويحاسب عن كل اخفاق ، او يقوم الرئيس بتشكيل حكومة توافقية ، ولكل حالة مفترضة ايجابياتها وسلبياتها التي ذكرها المتخصصون في الشأن السياسي ، ويقيني ان هذه الاسطر وضحت على وجه العموم فكرة وجود الاحزاب ، حتى اصبح من غير المتعقل وجود نظام ديمقراطي بلااحزاب ،والتجربة العراقية ليست نموذجا مختلفا عن انظمة العالم ، وهناك تذمر شعبي في الاوساط العامة تتحدث او تتمنى ان تكون الدولة دون احزاب ! والسبب في هذا الطرح هو ما عملته الماكنة الاعلامية المتضررة احيانا من النظام الديمقراطي ، او من اوساط ذات مقاصد حريصة لترى البلد في احسن حالاته ، وانا اتفهم جيدا هذا الطموح المحال ،لكن يدهشني لحد الصدمة ان اسمع من سياسيين وكتاب ومدونين كبار يطرحون مثل هذه الامنية مع علمهم ان السياسة لاتنسجم مع الاماني ! وقول القائل مانصه ( هل يستطيع السوداني من القضاء على الاحزاب ويخلص البلاد من شرورهم) ولا ادري كيف يطرح انسان مثقف وكبير وناضج الوعي ان يجرد التجربة الديمقراطية من اساسها وهو وجود الاحزاب ، قد يكون منطقيا اذا طلبنا من الاحزاب ان تطهر صفوفها من بعض ضعفاء النفوس ، لا ان نفترض ان حزبا يعد انصاره بمئات الالاف ان نلغي وجوده! او نحرق مقراته ،ولذلك علينا ان لانؤسس لانصراف الجمهور عن الساحة ، لان خلو الساحة من الشعب يساوي تسلط الديكتاتورية ! علينا ان نكتب بوعي ، ونخاطب بمسؤولية وان نضع اسقاطاتنا جانبا لان القضية ليست شخصية وانما مصير شعب وبلد تتناوشه مؤامرات الاعداء بالاساءة لمقدساته ،ولأقدس رمزيته وهو كتاب الله الذي استهدفه الاعداء بوقاحة، وصلافة وعجرفة، لامثيل لها ! الوطن والتجربة والدين ومستقبل العراق في اعناق ابناءه الحريصين الذين مابخلوا بالدم فكيف يقصرون في توعية الناس وزرع الامل في النفوس ، ان تلقين البسطاء ان يكونوا حطبا لحرق انفسهم نهج اقل مايقال عنه غير امين ويعمل لأعداء البلاد ومصيره فهل استوعبنا الدرس ام نبقى نردد اقاويل الاعداء ؟
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha