مانع الزاملي ||
ان الله من علينا بفرص لاتعوض ولاتجارى ! واعظمها واهمها اثنتين ، هنا ، الايام العشرة الاولى من محرم والعشرون من صفر … ، الاولى واقعة كربلاء وشهادة الامام الحسين ع واخوته وابناءه وابناء اخوانه وابناء عمومته واصحابه ، والثانية اربعينيته سلام الله وصلواته الزاكيات تروح وتغدو عليه ، وفي هذين المناسبتين يجتمع الشباب في المجالس ،والحسينيات ،والتكايا، والمواكب ، وبحضور طوعي وهم يرتدون لباس الحزن والالم لمصاب ابي عبد الله الحسين ع، وهذا الحضور المبارك للشباب وجلوسهم تحت منبر الامام الحسين يوفر الفرصة الذهبية للمبلغ الماهر الحاذق الواعي ، ان يوضح المفاهيم المقدسة للاسلام وشرح العقائد بطرح حضاري وعلمي يتناسب مع مدارك وعقليات الشباب !
فالشاب الذي يقضي احد عشر شهرا منبهرا بالافكار والمفاهيم التي اغلبها تدعوه للظلالة ، يجد نفسه في هذه الليالي امام ملحمة ثورية حسينية محمدية لم يغطيها غبار الزمن ولا يخفيها ضجيج شبهات المخالفين ، الشاب هو حسيني بطبعه لان فورة الشباب وعنفوانه تجعله يتفاعل وينسجم مع روح التحدي التي سقى بذرتها ابو الاحرار ! فالفكر الشبابي متوجه لمجريات حادثة عاشوراء ، بكل حيثياتها ، من حاكم طاغي ظالم مجرم منافق لايحمل من الاسلام اي شيء !
ورسالة تنتقل من مقياس التقوى واطاعة الله ورفض العنصرية والعرقية الى قبضة فاسدين ملعونين بالقرأن ( والشجرة الملعونة في القران ) هم بني امية عليهم لعائن الله ،هؤلاء طريدي رسول الله الطلقاء ابناء الطلقاء يتحكمون بمصير المسلمين ! ومتصدي ثوري عنيديحمل فكر السماء الصافي وهو بن بنت رسول الله بن الزهراء بن علي بن ابي طالب ، والانصار الثوار الذي نهضوا معه ضد حكم اقل مايقال عنه فاسد ظالم ! وكان ابو عبد الله بأبي وأمي استخدم كل وسائل المعارضة الحقيقية القرآنية ، واستخدم العترة الطاهرة بكل ثقلها ورمزيتها التي لاتضاهى وبكل مايملك من فلذات كبد حيث علي الاكبر وعبد الله الرضيع، واخوه ابو الفضل وابناء اخوته ، لكي يضفي كل معالم القداسة على تحركه ضد يزيد وحكومته وانصاره، ليقول عمليا وضمنيا !
ان كان الاسلام في خطر فأنا وعائلتي وابنائي ووجودي واعزتي وحرمي واصحابي اقدمها فداء للعقيدة وصيانتها من الانحراف ، هذه الرؤيا المبدئية الحسينية المضمخة بعطر الشهادة المطرزة بلون الدم الشريف وبمعزوفة لايضاهيها مثيل هي مقولة ( ان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين ، بين السلة والذلة وهيهات منا الذله، وعلل ذلك مستدركا ، يأبى الله لنا ذلك ورسولة والمؤمنين وحجور طابت وطهرت ، على ان نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام) هذه الذهبية يقينا تلهب حماس كل عاشق للانعتاق من الذل والعبودية والخنوع ، على من يريد ان يستثمر حضور الشباب ان يوضح لهم فلسفة هذه الكلمات وجذرها الفكري والهدف منها ، بدلا من شرح قضايا استدرار الحس العاطفي وان كان ذلك ايضا من وسائل خدمة الثورة لكن التوقف عندها وحدها ظلم لثورة الحسين العظيمة ، ان الشحن العاطفي وما جرى من حوارات واقوال في واقعة الطف اصبح محفوظا عن ظهر قلب لكل محب لأبي عبدالله بأبي وامي !
لكن الذي بقي مشوشا وغير متقن الفكرة والدافع والعقيدة التي جعلت من عظيم بحجم الحسين ان يقدم على هكذا مصير زلزل الطغاة على مر التاريخ واصبح منهلا تغترف منه كل نفس تعشق التحرر والنهوض ضد الظلم وفي كل الامموحتى غير الاسلامية منها! لدينا فرصة ،ووسيلة ،ومقومات نجاح، ماعلينا ان نقوم به هو ان نحسن الطرح ونغتنم الحال لكي نجهض مؤامرة تظليل الشباب بما يسمى ( بالحرب الناعمة ) سيئة الصيت والسمعة، نحن لانزال امة حية رغم ما اصابنا من جراح ورغم خسائرنا لبعض شبابنا لكن بركة مجالس ذكر الحسين سترفدنا بالدعم المعنوي الذي لاشك ستباركه السماء لان الغيب لايتأخر في نصر من نصر دين الله واولياؤه الابرار(ان تنصروا الله ينصركم ) . ومن ابر من الحسين حبيب الزهراءوريحانة رسول الله جعلنا الله من الصادقين في تبني نصرة الحسين قولا وفعلا ببركة حب الحسين ع.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha