المقالات

بين وزير الكهرباء العراقي ووزير الخارجية الكندي!

1430 16:19:00 2008-06-10

( بقلم : علي سعيد)

هل تعرفون لماذا قدم وزير الخارجية الكندي قبل بضعة ايام استقالته من منصبه؟..اغلب الظن ان الكثيرين لم يطلعوا على حيثيات الخبر وتفاصيله حتى يعرفوا اسباب استقالة الوزير المذكور.قدم الوزير الكندي استقالته لانه ترك ملفا سريا في مكان غير امن!، وهو ما اشعره بالتقصير وعدم الحرص واللامبالاة، واراد ان يعاقب نفسه قبل ان يعاقبه الاخرون.

لاشك ان الكثيرين من العرب حكاما ووزراء ومسؤولين كبار سيضحكون ملء اشداقهم على تلك الحادثة "النكتة"!، لانه لايوجد في قاموس السياسة والثقافة العربية، ومن ضمنها السياسة والثقافة العراقية شيء اسمه الاستقالة كتعبير عن الاعتراف بالخطأ والتقصير. كيف يترك زعيم او وزير او مسؤول رفيع المستوى منصبه وهو يرى فيه مكسبا فريدا وانجازا حققه بشق الانفس وبأساليب وحده الله يعلم ماهيتها.

اذا كان وزير الخارجية الكندي قد قدم استقالته لانه ترك مجموعة اوراق ذات طابع سري وخاص على طاولة في احدى الغرف التي من من المحتمل ان يدخلها موظف عادي ويطلع على مجموعة الاوراق، فأن كوارث انسانية وسياسية وازمات ومشاكل كبيرة جدا لايمكن ان تدفع مسؤولا عربيا في موقع ما يرتبط بحياة الناس ومصالحهم وهمومهم وشؤونهم وشجونهم الى الاستقالة والتنحي.

واذا كان العرب من اصحاب المواقع العليا يضحكون ملء اشداقهم على خبر استقالة الوزير الكندي بأعتباره نكتة، فأن العراقيين ومعهم اعدادا غير قليلة من العرب الذي قد يعشيون ظروفا واوضاعا مشابهة في جوانب منها لاوضاع العراقيين ضحكوا كثيرا حينما اطلعوا على الخبر من باب "شر البلية ما يضحك"، حيث انهم لابد ان يكونوا قد عقدوا مقارنات سريعة بين وزير الخارجية الكندي والاسباب التي دفعته الى تقديم الاستقالة، وبين الوزراء المعنيين بحل ومعالجة جزء من مشاكل الناس اليومية التي لايمكن للحياة ان تستقيم وتستمر بوجودها على طول الخط.

واغلب الظن ان السيد وزير الكهرباء العراقي ووزارته العتيدة كانا الرقم الرئيسي في الطرف الاخر من معادلة المقارنة مع الوزير الكندي، خصوصا وان حملة الغضب والاستياء والاحباط من وزراء الكهرباء بلغت في الايام الاخيرة الماضية ذروتها حيث ارتفعت درجات الحرارة الى معدلات عالية، ومازالت وزارة الكهرباء عبر وزيرها وكبار مسؤوليها، تسوق المبررات والحجج والذرائع الواهية التي لم تعد تقنع لا المجنون ولا الجاهل ولا الطفل الصغير، وبات في قناعة واعتقاد الكثيرين ان الوزارة لاعمل لها الا البحث عن مبررات الفشل والاخفاق والتقصير، ففي السابق كانت تتحجج بالارهاب والعمليات الارهابية التي تستهدف ابراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية، والكوادر العاملة في الوزارة، فالان وبعد ان انحسر الارهاب وتوفرت الظروف الملائمة لتفعيل ملف الخدمات، طرحت الوزارة مبررات وحجج وذرائع جديدة تتناسب مع المرحلة الجديدة، ومن بين تلك المبررات والحجج والذرائع، العواصف الترابية، وانخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات، وعدم قيام وزارة النفط بتأمين الوقود الكافي لعمل محطات توليد الطاقة الكهربائية.. ولم يتحدث لا الوزير ولا غيره من كبار مسؤولي الوزارة عن أي تقصير لديهم او لدى أي مستوى اخر من مستويات الكوادر العاملة، ولم يتحدثوا عن تصريحاتهم المتواصلة التي تتضمن وعودا براقة، ومشاريع لم يعد احد يصدق ان لها وجود على ارض الواقع، ولم يتحدثوا عن الفساد الاداري والمالي الذي ينخر مختلف مفاصل الوزارة، وبأشكال وصور واساليب مختلفة، ولم يوضحوا لماذا كانت ساعات تجهيز الطاقة الكهرباء قبل ثلاثة واربعة اعوام اكثر من الان، وكان هناك وجود لشيء اسمه برنامج قطع مبرمج، علما ان من كان يقف على رأس الوزارة لم يكن نزيها مثلما اثبتت الارقام والاحداث والوقائع فيما بعد، ولم يبادر-ولن يبادر-أي كان في مواقع المسؤولية العليا بالوزارة، لا الوزير ولا غيره الى مجرد التفكير بالاستقالة وفسح الطريق الى الاخرين علهم يقدمون ما هو افضل من هذا الواقع المزري الذي لم يعد ممكنا السكوت عنه.

لانعتقد ان أي من المسؤولين في وزارة الكهرباء العتيدة يمكن ان يفكر او يقدم على الاستقالة لان حرمان الملايين من الناس من الكهرباء بصورة شبه كاملة، مشكلة تافهة بنظرهم لاتستحق ان يترك المسؤول كرسيه بسببها مثل المشكلة الكبيرة والخطيرة التي دفعت الوزير الكندي الى تقديم الاستقالة!!..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-06-10
مرة وزير الكهرباء قال في مؤتمر صحفي عندما سوال عن المراوح الكهربائية قال هذة لا تفيد لان العراق مابية هواء نحن نعرف ماكوا كهرباء ماكوا هوة جابعد وين تروح العجات شوا طالع على العراقية يزور محطات الكهرباء يهدد هذا وذاك ليش تعطون الى ذولة وليش تقطعون عن ذولة يابة ليش الان طلعت هذا بعد ماياكل انت انتج كهرباء وبيعة بحيث تربح كلما صرف المواطن اكثر كلما دفع فاتورة ازيد هذا هو السوق الكلفة والسعر مو جايب محطة تنتج 20 ميكواط وخابصنة الكهرباء لا يحتاج ترقيع وتلزيق يحتاج الى ايدي نضيفة مخططة
zaid mugheer
2008-06-10
المعروف عن السيد وزير الكهرباء انه كان ولم يزل رفيق فكيف يستقيل ....وهو يستلهم المبادي من بطل الظلم والظلام المقبور المجرم صديم التكريتي (لع) ....ومن البديهي فان البعثيون مجردون من كل القيم والاخلاق ....ويا ليت ان يطبق السيد الوزير قول الرسول الامجد (رحم الله امريء عرف قدر نفسه )إن كان قد سمع بهذا الحديث...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك