مانع الزاملي ||
نحن الذين نؤمن بنظرية الولاية ، التي مصدرها أئمة الهدى عليهم صلوات الله وسلامه، وتقتفي اثرهم بصدق او هكذا ينبغي ان نكون ، وتستمر بنا سلسلة الولاء بعد غياب اخر الاقمار المحمدية عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وايماننا بولاية الفقية الجامع للشرائط المتصدي للحكومة من خلال بساطة يد فاعلة ومؤثرة من خلال ماتملكه هذه الولاية من مقومات اجراء الاحكام والمواقف بحكم وجود نظام سياسي فاعل ، هذا الايمان والعمل وفق مقتضياته يتطلب منا ان نكون اتباع واعين وواثقين مما نقوم به من اعمال ، على كل الاصعدة والاكتفاء بالاقوال وتكرار المسلمات لاتقدم لديننا ولالدنيا اهلنا اي نفع، ان مشكلة كل نظرية فكرية واخطر تحدي يصادفها هو وجود طبقة تعمل وتتبنى المواقف بسذاجة تظر بالنظرية اكثر مما تنفع ، لان الاعداء ينفذون من خلال الحلقة الضعيفة في السلسلة المحكمة عادة ! نحن نمتثل لتوجيهات ولي امر المسلمين دام عزه في كل ما يتعلق بشاننا ويقيني ان كل جماعة تستفيد من هذه التوجيهات النورانية كل حسب ظرفه وحاجته ، فاللبناني له شأن في بلده والايراني، واليمني ، والعراقي كذلك لهم شأنا خاصا كل حسب ظروفه التي تحيط به ، واحيانا وضع العراق يتطلب موقفا قد لاينسجم مع وضع لبنان او اليمن ، فالكل مؤمنون بالولاية لكن ليس بالضرورة ان يتطابقوا في المواقف واعني المواقف السياسية منها، وانا أؤمن ان اطاعتنا لحاكمية الولي الفقيه، لاتعني بالضرورة ان نعتبر كل ماموجود في الدولة التي يقطنها صحيح ومقدس وواجب الاتباع ! وكثيرون يكتبون ويتصرفون بطريقة عشوائية لاتمت للولاية واطاعتها بأي صلة، ولابد ان نميز بين الولي كفقيه وواجب الاتباع وبين شخص في دائرة حكومية في ذات البلد ونقبل منه كل سلوك وان كان غير شرعي وعقلائه بدعوى اننا اتباع الولي ! الامر بظني ليس كذلك ، والتاريخ حدثنا عن خروقات كبيرة في عهد النبي صلى الله عليه وآله ، لذلك نرد وننتقد سلوك كل صحابي يتصرف عكس مايريده الشرع ولذلك نميز بين من خالف النبي ومن اتبع هداه وهذا هو سر تقاطعنا مع المخالفين الذين يعتقدون بحصانة الصحابي مهما فعل اتكالا على صحبته ، مع ان بعض آيات القران نزلت لتقرع البعض رغم صحبته ، فليس معاوية كعلي ، ولا ابو ذر كعمر ابن العاص ، اذا اردنا ان نغلق منافذ الضعف عند بعضنا علينا ان نطيع بوعي ونتحدث بمنهجية صالحة، لان الاسلام لايسمح لنا ان نقول كل شيء ونفعل كل شيء اتكالا على افهامنا التي لاترقى لمستوى الدقة في تبني الافكار المقدسة الالهية ، فلا اجتهاد مقابل نص موثق من اهل الاختصاص ، ان الخبط والتصرف بعشوائية خطر يهدد سلامة خطنا ومنهجنا القويم ، علينا ان نتعلم السكوت عن ابداء الرأي ان كنا غير متيقنين من صدقه ومتانته ، فالبعض يدخل في جدال وسفسطات اعتمادا على مايسمعه من العوام! عدونا يتربص وازداد شراسة في مهاجمة عقائدنا الحقة ، فمرة يرمينا بالذيلية وتارة يتهمنا بالعمالة ويلصق بنا كل صفة رذيلة ينفر منها الجمهور البسيط بحجة ان ذلك سمعه في الفضائية الفلانية او الاذاعة او تصريح من حاقد يدس السم بالعسل ! علينا ان نراجع اعتقاداتنا ونطهرها من كل خطأ ونأخذ بيد الذين لايستطيعون تلمس الحقيقة دون مرشد ، وهم السواد الاكبر .
هنا يعظم ويكبر دور المثقف الرسالي الذي يوضح مااشكل على اهل سربه من مفاهيم ، نحن بعين الله نعمل وامام انظار المؤمنين ، وغدا سيكون من نعتقده حجة لنا سيكون حجة علينا لاسامح الله ، ارى اننا لازلنا لم نؤدي دورنا في تبيين عقائدنا وذبنا في دهاليز السياسة والانتخابات وغيرها من الامور التي لاتخدم الرسالة بشيء! ونظرة على عقدين مضت تؤيد صحة ما اقول ، وخلاصة القول علينا ان نعمل بدراية وننطلق ونكتب بوعي فكري دقيق وان عجزنا علينا ان نرده لأولي العلم الثقاة الذين هم كالنجوم في ليالي مظلمة واستغفر الله لي ولكم
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha