جمعة العطواني ||
مركز افق للدراسات والتحليل السياسي
السبت 1/ 7/ 2023
بعد سقوط نظام البعث تيقن الليبراليون ان المجتمع العراقي مجمتع ملتزم بدينه وقيمه الاجتماعية، فحاولوا احتواءه والنفوذ اليه بكلمات منمقة وجميلة مثل( الحرية)، و(المساواة) و( التحضر)، وغيرها كطريقة للوصول الى اهدافهم السياسية والايدلويجية .
بمعنى اخر ان الليبراليين اضمروا حقيقة النظرية الليبرالية في بعدها الفلسفي المبنية على تحرر الانسان من كل قيود تعيق حركته وارادته والتحرر الكامل لغريزته ، وبما ان المجتمع الغربي متحرر من كل قيود، لانه لا توجد لديهم قيم اجتماعية كاللتي لدينا، ولا قيم دينية تنظم سلوكهم في المجتمع، لان المجتمع مفهوم لا معنى له في النظرية الليبرالية، على اعتبار ان مركز الوجود الانساني هو الفرد وليس المجتمع، فلم يجدوا صعوبة في تطبيق الليبرالية سياسيا وثقافيا وفكريا.
اليوم بعد ان كشف الغرب عن حقيقة الليبرالية المبنية على اساس انتهاك كل قيم الانسان، فضلا عن قيم الانسان المسلم، ونشر قوانين تتعارض مع فطرة الانسان وناموسه، وبداوا بنشر الانحطاط الاخلاقي بين المجتمعات الاسلامية من امثال تشريع قانون ( اللواط) و(السحاق) و (التحول الجنسي) مدعومة بتشريعات وقوانين تحمي هؤلاء تحت مسمى(الجندر)، واعادة هيكلة المجتمعات على اساس الجنس البشري، ليس ذكورا واناثا فحسب، بل الى ذكور، واناث، و( مثلية)، و( متحولين جنسيا).
هذه شرائح المجتمع المراد احترامها في المجتمعات( الليبرالية)، وتشريع القوانين لاجلها، وحماية هذه المجتمعات بشكل متساو.
اشفق كثيرا على بعض الليبراليين العراقيين وهم في حيرة من امرهم، فهم بين الليبرالية التي لا زالوا يعيشون في سكراتها، وبين الواقع الذي كشف عن حقيقة هذه الليبرالية التي يرفضها كل من له ادنى انتماء الى فطرته كانسان، او انتماء لدينه كمسلم، لهذا قال بعضهم (ان تراجع الليبرالية ليس لعموم الليبرالية، وانما الى النسخة الغربية المعاصرة منها).
كم اشفق على هؤلاء وهم يعيشون حيرة الفكر والضلال، وهل هناك نسخة غير النسخة الليبرالية الغربية ( الام)؟.
ان ما ا فرزته الليبرالية المعاصرة( الام)، انما تمثل جذورها الحقيقة التي اوجدها كبار المنطرين والمفكرين لها منذ المواجهة بينهم وبين رجال الكنيسة، فهم ضد كل ما هو دين وتشريعات تتعارض مع غريزة وشهوة الانسان، فلا وجود لشي اسمه( الموجد للوجود)، وان كان هناك شيء بهذا المعنى فانه اوجد الوجود وانتهى دوره، يبقى الانسان بكل حمولاته الغريزية والنفعية والانانية هو محور الوجود، فما يقوله هذا الانسان هو الحق وان تعارض مع فطرة الانسان، وما يرفضه الانسان فهو مرفوض وان كان يتسق مع فطرته ودينه.
حرق القران حرية شخصية .
الاساءة الى الرسول الاعظم حرية تعبير.
انتهاك قيم الانسان حق طبيعي .
كل هذه تعبر عن حقيقة الليبرالية وليس سلوكا شخصيا لهذا او ذاك من المنحرفين .
لا ينبغي لليبراليين العراقيين ان يكونوا اكثر ليبرالية من (بايدن ) وهو يتباهى امام العالم بان امريكا( دولة اللواط).
هذه قيم الليبرالية فمن شاء فليؤمن بها ومن شاء فليكفر بها.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha