ساران عبد الواحد الربيعي
كل عشيرة لديها مجموعة من الرموز تفخر بها:
المرحوم الشيخ وريوش بن كاظم الــمحسن الـعريداوي البهادلي حفـــيد الشيخ محسن العريداوي زعيم الميمونة،والمولود في العام (تولد 1876 م - وفاة 1924 م ) حسب السجلات العثمانيـــة ، كان (رحمه الله تعالى) من أوائل المشاركين في بواكير ثورة العشرين، وقد نقل لنا جدنا المرحوم الحاج صابر بن وريوش ( تولد 1909 م - وفاة 2001 م)، نقلًا عن أبيه مشاركته في معركة الشعيبة ،وكيف أبلى بلاءًا حسنا، وكان فارسًا لايشق له غبار حتى لُقب بــ(فارس الشگرة)، ليقول له : كيف كان يتصيّد بالجنود البريطانيين (من الهنود وغيرهم) ببندقيته من نوع (المارتينين) والتي تسلمها من احدى ثكنات (العثمانيين)، ومن ثم شارك في أسر عدد من الجنود (الهنود)، وحرق بعض الخيام ، هو ورفاقه من بقية العشائر العراقية الاصيلة، وقد حكى لنا جدي (رحمه الله) أن أباه كان قد غاب عن داره وارضه بضعة أشهر ، وقد حكى لنا جدي أن هذه المعركة كانت في نهاية شتاء العام (1915 م)، وكانت مواسم الامطار على اشدها، وبالرغم من أن العشائر تحركت من دافع شعورها بالمسؤولية ولكنها واجهت القوات البريطانية متحدةً مع القوات العثمانية، وبالرغم من أن هذه المعركة كان العثمانيون قد خسروا فيها خسارة عظيمة، فقد نقل لي جدي عن أبيه أن قائد الجيش العثماني كان قد أنتحر بُعيد انسحابه، ولينهزم الجيش العثماني هزيمة كبيرة، لتبقى العشائر تواجه البريطانيين لوحدها بواسطة الغارات وحروب الكر والفر، ولتوقع بالبريطانيين الخسائر الكبيرة جدًا لكونها قطعت خطوط الامداد بين الجنوب والوسط مما حدا بالقوات البريطانية المحتلة بإستخدام الطائرات وضربها للعشائر، فكانت الطائرات لاتفرق بين المواطنين العزل والمسلحين مما أضطر قواد الثورة إلى تخفيف هجماتهم.
تنقل جدنا (رحمه الله تعالى) فيها بين البصرة وميسان، حتى عاد لداره بعد مرور بضعة اشهر من ذهابه لجهاد القوات المحتلة، وبعد فترة من الزمن تحديدًا في العام (1919)، خرج مرة أخرى جدنا، وهذه المرة كانت الوجهة كربلاء، ليستقر به المطاف هو وجمع غفير من الثوار والمجاهدين في كربلاء عند ضريح الامام الحسين (عليه السلام) ، وبالقرب من منزل المرجع محمد تقي الشيرازي (قدس سره الشريف)، لأن الناس والثوار كانو يخشون من قيام القوات البريطانية بإعتقال المرجع بعد أن قضت القوات البريطانية على معظم المقاومة بواسطة الطائرات التي كانت تصب القنابل فوق رؤوس المنتفظين .
وفي يوم العشرين من شهر ربيع الثاني عام 1337 للهجرة النبوية الشريفة اصدر الإمام السيد محمد تقي الشيرازي (قدس سره) فتواه (الصاعقة) التي زلزلت اركان الاحتلال البريطاني الظالم الذي كان يحاول وبمراوغة مقيتة التدليس على الشعب العراقي الواعي والصامد تحت غطاء الانتخابات وتزويرها، حتى يتسنم – وبأسم الحرية زوراً – عرش العراق فنشر الاستعمار البريطاني في أرجاء العراق انه يريد اعمار العراق ومساعدة الشعب العراقي في النهوض إلى المصالح الشاملة والأفق السعيد ، وقد تصدى الإمام الشيرازي لهذه المراوغة بالفتوى الصاعقة التي تقول بالحرف الواحد.
بسم الله الرحمن الرحيم
(ليس لاحد من المسلمين أن ينتخب غير المسلم في الامارة والسلطنة على المسلمين)
( 20 ربيع الثاني 1337هـ).
https://telegram.me/buratha