( بقلم : علاء الموسوي )
يبدو ان ابتلاء العراق والعراقيين لايقتصر على وفرة خيرات ثرواته الطبيعية والبشرية بل انها تجاوزت ذلك الى موقعه الجغرافي وقربه من دول ذات اهمية جغرافية وستراتيجية في المنطقة، لكي تكال عليه الاتهامات من كل حدب وصوب وتتهمه بالانتماءات العرقية والمذهبية لدولة دون اخرى على حساب وطنيته وانتمائه المذهبي او القومي. لا اعرف كيف التعامل مع اقلام نذرت نفسها الرخيصة بالاعتداء على رموز وطنية لها من السجل الحافل الذي يعتز به شعب عرف باصالته واختياره لرموز وطنية عقائدية لها من الارث النضالي والديني ما يكمم الافواه ويسكت تلك الالسن العفنة التي لاتعرف غير التشويه والتضليل والاكاذيب المزركشة بادبيات بلاغية اكل الدهر عليها وشرب.
اذ احيانا اشعر بالخجل وانا اجعل قلمي موضع الرد على هذه الاقلام المأجورة من ازلام البعث واسيادهم من القاعدة الطالبانية (اصحاب المقاهي في لندن وفرنسا وايطاليا...) لكن اجد الرد مناسبا اذا كان القارىء هو الفيصل في اختيار المعيار الصائب في زحمة المقالات المضللة التي لاتبغي غير تسميم الفكر بحجج واهية لا اساس لها من الصحة والبرهان.
لا اريد ان يتم نعتي باوصاف مغرضة حتى اطنب بذكر مفاخراولئك القادة الذين تميزوا عن غيرهم واصبحوا زعماء المرحلة في عراق التاسع من نيسان بلا منازع.، وانما اترك القارىء ليبحث بين تلك السطور عسى ان يجد ضالته التي ينشد عليها الضمير الانساني الحي، بعيدا عن الانتماءات الحزبية والطائفية المقيتة.عائلة الحكيم والعمالة الايرانية التي بقيت ملازمة لهم بالوصف والتنكيل من قبل اقلام دأبت على ذلك الوصف المضلل بغية الوصول الى غايتها المنشودة في اضعاف المنجز من النتائج الطيبة التي حققها هذا التيار المبارك في بلاد الرافدين.
انا اريد ان اسأل القارىء العزيز... لو فرضنا (وفرض المحال ليس بمحال) ان عائلة الحكيم لم تغادر العراق وبقيت تعيش تحت وطأة الاستبداد الصدامي وقيوده القمعية بوجه أي انفتاح سياسي يمكن ان يخرج العراق من براثن الدكتاتورية القمعية لحزب البعث... ماذا ستكون النتيجة والحكم على هذه العائلة..... هل انها مخلصة لوطنها ولقائدها الهمام صدام العرب....وهل ستبقى ذاك البريق اللامع في سلسلة المراجع الدينية والقيادات السياسية السائرة على درب ابن العوجة صدام وافكار الصهيوني ميشيل عفلق الذي ينظر الى الدين الاسلامي على انه مرحلة سطحية مرت بها الامة العربية وعليها ان تتخذ موقفا تقليديا من هذا الدين..؟ ام ان المعيار سيتغير ليصبح بيت الحكيم خارجا عن وصف العمالة الايرانية ليقع في احضان العروبة التي يتنفسها وينظر اليها القائد الهمام (فارس العرب) بنظرته المزيفة للواقع الصحيح لسجل العرب الخالد في اذهان الامم.
بين الفينة والاخرى ومنذ سقوط الصنم في 9/ 4/ 2003 والاتهامات والافتراءات الطائفية والقومية تكال على الشرفاء من ابناء هذا الوطن الجريح المخضب بدماء ابنائه الغيارى الذين قارعوا الانظمة الاستبدادية والتي منها النظام الصدامي بكل ما اوتوا من قوة وايمان. وكأن نضالهم في خلاص الشعب العراقي من هذه الاجهزة القمعية والبعثية جريمة لاتغتفر لكي تنسب اليه التهم الطائفية والقومية، كونه يقارع نظام يدعي العروبة والولاء للامة العربية بشعارات مزيفة لا اساس لها على ارض الواقع.
على الجميع ان يدرك ان العراقيين والذين اثبتوا ولاءهم لوطنهم وحبهم لشعبهم من خلال التجارب التي افرزتها المرحلة السياسية للعراق بصبغة ديمقراطية لم تشهدها المنطقة طيلة التاريخ الحديث والقديم، والتي اثبتت صدق ولاء هذه القيادات السياسية العراقية والتي لم يشك الشعب العراقي يوما بصدق ولائها لارضها طيلة نضالهم المرير مع الطاغية صدام، لتأتي نفوس رخيصة لا همّ لها سوى تمزيق الصف العراقي والاصطياد بالماء العكر ليتهموا المجلس الاعلى او منظمة بدر او اي حزب سياسي عراقي او تيار شعبي افرزه الواقع العراقي في خدمة العراق وحمايته من الفكر المتطرف والذي لايمت للاسلام بأدنى صلة.
قضية النفوذ والتدخل الايراني بالعملية السياسية في العراق وكذلك هيمنتها على الاحزاب العراقية والشيعية بالاخص والتي تحاول بها تلك الاقلام المأجورة العمل عليها والتشويه على الحقائق الناصعة ببياض الشمس.فعلى سبيل الايجاز لا الاطالة، مسألة النفوذ والتدخل الاجنبي لاي بلد معين لايمكن حسمه نفياً او اثباتاً الا وفق مؤشرات ومستندات تستند الى ادلة موضوعية اكثر حيادية لان مثل هذا النفوذ والتدخل ليس قضية ملموسة ومحسوسة حتى يمكن اثبات عمالة سياسية في بلد معين لبلد اخر والذي يتهم فيه سياسيه بالعمالة او الهيمنة السياسية عليه.فضلاً عن الانتماء الديني والمذهبي لذلك البلد ومحاولة سلخ الوطنية والانتماء الوطني لمعتنقي ذلك المذهب او الدين.
فأنا اخاطب تلك الاقلام هل يمكننا ان نقسم العراق على اساس طائفي اومذهبي او سياسي بأعتبار الانتماء او المكان لتلك العقيدة الدينية او الاحتواء المكاني للعقيدة السياسية..؟ واذا كان بأمكاننا ذلك فلماذا نركز في تقسيمنا هذا اللامنطقي على فئة او مذهب دون آخر؟؟. هل يمكننا ان نقول ان سنة العراق هم طائفة مهيمن عليها من الحكومة السعودية بمجرد قربها على الحدود او وجود بعض من ابناء هذه الطائفة يرجعون في فتاواهم الشرعية الى علماء سعوديين...؟ وهل يمكننا ان نتهم الاحزاب السنية في العراق بانتمائها لدولة اخرى تشترك معها في المصالح والرؤى السياسية لكي نتهمها بالعمالة او الهيمنة السياسية عليها...؟ وهل يمكن لنا ان نتهم شخصية ارتأت ان تجعل من التواصل والحوار الاقليمي البناء خدمة لمصالح شعبه وبلده في زحمة المزايدات السياسية.. عميلا لذلك التواصل الاقليمي من دون سبب مقنع ودليل يستند الى ادلة منطقية بعيدة عن الافتراءات والتكهنات البائسة...؟.
ناهيك عن أن مسألة وجود احزاب سياسية في بدء تكوينها في دولة اخرى غير دولة العراق لامور اقتضتها الضرورة الامنية والسياسية والتي كان يمارسها النظام الصدامي العفلقي في قمع هذه الاحزاب والرؤوس السياسية المعارضة لفكره الهدام. ليس بالضرورة ان نتهمها بالعمالة بمجرد وجودها على ارض تلك الدولة فكثيرة هي الثورات والانتفاضات الشعبية والتي كانت تدار في غير ارض المواجهة لحفظ تنفيذ افكارها ورؤاها السياسية.انا اريد ان اسأل وبصراحة....لماذا كل ما يزداد الانفتاح السياسي من الساحة المحلية والاقليمية والدولية لعائلة بيت الحكيم حتى تنهال تلك الحملة الاعلامية المغرضة باوصاف العمالة الصفوية والفارسية........ الى غيرها؟ هل هناك مشكلة حقيقية مع تلك الرموز التي لم تجعل من العداء والحقد والضغينة شعارا في تعاملاتها السياسية والوطنية....؟ ام ان هناك جدلية معقدة بفكر قومجي بائس ينظر الى غير العربي بانه انسان من درجة ادنى لكي يتم التبروء من كل شخص يمت بصلة زمانية او مكانية او ثقافية لذلك الفارسي او الافغاني او الصيني او الامريكي...؟؟
ما عساني القول غير ان الاسهال الكتابي لدى مجموعة من الكتاب المغرضين امتزج بروح العدائية والطائفية المقيتة تجاه بيت الحكيم وبلا سبب مبرر.... واعتقد لو سنحت لهم التعرف عن قرب وبنية صادق لتك الرموز لكان لكل حادث حديث...... ولات حين مناص.
https://telegram.me/buratha